يبقى المرجع الرئيسي لفهم ماضي الجزائر

كتاب التاريخ فرض نفسه خلال صالون الكتاب

كتاب التاريخ فرض نفسه خلال صالون الكتاب
  • القراءات: 903
حنان. س حنان. س

فرضت كتب التاريخ نفسها بقوة خلال الطبعة الـ20 لصالون الكتاب الدولي المنظم مؤخرا بالعاصمة، حيث استقطبت أنظار العديد من الزوار، خاصة تلك التي تتناول مسار الثورة التحريرية 1954-1962، إلى جانب الكتب الخاصة بالتاريخ المعاصر، سواء للجزائر أو التاريخ الإسلامي بشكل عام.

لقي الكتاب التاريخي بكل أنواعه وأصنافه إقبالا ملحوظا، ولم يكن ذلك الإقبال من طرف الأكاديميين أو طلبة التاريخ فحسب، لكن حتى من قبل تلاميذ المدارس وهواة الكتب التاريخية وعامة الناس الشغوفين بالاطلاع على تاريخ بلدهم.

مقاربة جميلة تلك التي كشفت لنا عنها السيدة هند بن نعمان، ممثلة "دار الأمة" للنشر والتوزيع، حيث قالت بأن الصالون الدولي للكتاب أضحى في السنوات القليلة الماضية مثل عيادة الطبيب المختص، فكما يقصد مريض السكري الطبيب المختص في أمراض السكري والغدد الصماء، كذلك يقصد الباحث عن الكتب المتخصصة دور النشر أو المكتبات المتخصصة في توزيع تلك الكتب، "ونحن جعلنا دار نشرنا منذ سنوات طويلة مختصة في نشر وتوزيع الكتاب التاريخي، وإننا اليوم نقترح في هذا الصالون 30 مؤلفا كلها عن الثورة وتؤرخ للجزائر".

كما تضيف المتحدثة أن بعض المؤلفات نفدت من الرفوف بعد يومين فقط من عمر الصالون، وعلى رأسها كتاب "تاريخ الجزائر العام" للشيخ عبد الرحمان الجيلالي رحمه الله، نفس الشيء بالنسبة لكتاب الدكتور عثمان سعدي "الجزائر في التاريخ" الذي أكدت بشأنه أنه بيعت منه 300 نسخة في غضون يومين فقط، ولم ترجع ذلك الإقبال الكبير إلى الأسعار المطبقة، بحيث عرفت تخفيضات تصل إلى 60 % فحسب، وإنما كذلك الشغف بالتاريخ وحب الاطلاع على تاريخ الجزائر.

من جهته، يشير السيد رضوان قاضي ممثل "دار الجسور" للنشر والتوزيع، أنه لمس هو الآخر إقبال زوار "سيلا 2015" على العناوين المهتمة بالتاريخ بشكل عام، وقال بأنه يقترح على زوار جناحه كتاب "أضواء على حادثة يخت دينا وركب اطوس"، وهو مؤلف يحكي عن عملتين عسكريتين لقيادة الثورة التحريرية وتزويد المنطقة الغربية للمقاومة بالأسلحة عبر البحر، إحداهما تمت بنجاح، وكان قائدها الراحل هواري بومدين، بينما فشلت المحاولة الثانية. وفي هذا الكتاب، يروي الكاتب المجاهد محمد الهادي حمداودو هذه الأحداث، كما عايشها في محاولة منه لكشف حقائق تاريخية ضلت غامضة لسنوات.

وتقول الآنسة فريدة ممثلة "دار رؤيا" بأن هذه الأخيرة تقترح على زوار الصالون كتبا في التاريخ العام، سواء تاريخ المغرب العربي أو مشرقه معلقة على الإقبال الملموس على هذا النوع من الكتب بقولها؛ "والله تسرب الشك في نفوسنا، كون معظم الجزائريين من هواة التاريخ، فلقد نفذت بعض العناوين التي تحكي على تاريخ الجزائر بمجرد عرضها، ولربما التخفيضات المطبقة التي وصلت إلى حدود 30% هي من ساعد على ذلك".

ولأن الأنترنت لا تعوض الكتاب الذي يبقى المصدر الرئيسي للمعلومات، فإن الإقبال على الكتب التاريخية خلال الطبعة الجارية لصالون الكتاب، وصل إلى ذروته "ولاحظنا أن طلبة الماجستير والدكتوراه في تخصصات التاريخ والعلوم الإنسانية، وجدوا ضالتهم في هذا الصالون، خاصة أن كتبا قيمة ونادرة عرضت بأثمان تقل عن الألف دينار، يقول رشيد حميش ممثل دار "الميسرة" للنشر والتوزيع. 

والجدير بالذكر أن معظم دور النشر الوطنية عرضت مؤلفات كثيرة بعدة أصناف تهتم بالتاريخ، كل عنوان يتحدث عن حقبة من الحقب التاريخية للوطن، وهناك سير ذاتية لمجاهدين شاركوا في الثورة التحريرية، إلى جانب شهادات حية أو حتى كتب تبسط الثورة التحريرية وهي موجهة بالأساس لتلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة.