شهرته تعدّت "القصبة السفلى"

"كبدة الدروج".. بساطة تثير الفضول

"كبدة الدروج".. بساطة تثير الفضول
  • القراءات: 1094
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

نجح محل بسيط لبيع نوع واحد من السندويشات، في استقطاب عدد مثير للدهشة من المارة والمواطنين القادمين من ربوع العاصمة، لتذوّق "الكبدة المشرملة" في زقاق القصبة السفلى، بعد أن ذاع صيته، وأصبح يُعرف باسم "كبدة الدروج".

بـ "زوج عيون" بساحة الشهداء ليس ببعيد عن مسجد "كتشاوة"، يصطفّ من الحادية عشرة صباحا إلى غاية الخامسة مساء، عشرات المواطنين أمام محل صغير؛ للظفر بسندويتش لا يوجد أبسط منه؛ كمية من "كبد البقر" في قطعة من الخبز، والقليل من البطاطس المقلية، تدفع بالجميع؛ غنيا أو فقيرا، مارّا أو سائحا أو حتى قاطنا بالحي، إلى الوقوف، أحيانا، لأكثر من نصف ساعة، للحصول على الدور، واقتناء سندويتش انتشر خبر لذّته وسط سكان العاصمة.

وأرجع صاحب المحل في حديثه إلـى "المساء"، سبب ذلك، إلى الحركة غير العادية لتلك المنطقة منذ الساعات الأولى من النهار إلى غاية الساعات المتأخرة منه؛ حيث يتوافد على ساحة الشهداء، آلاف الزوار خلال اليوم الواحد، بفضل الأسواق الشعبية المتواجدة بها، فضلا عن محلات بيع الجملة؛ من ملابس رجالية، وعطور ومستحضرات التجميل، وكذا وجود سوق مغطى للخضر والفواكه، إلى جانب كون القصبة وكل ما تحمله من معالم أثرية وسياحية يقصدها الزوار والفضوليون، منطقة مثالية للزيارة والتجوال. ويشكل المتجمعون أمام مدخل المحل الذي لا تتعدى مساحته ثلاثة أو أربعة أمتار مربعة، مشهدا يتكرر يوميا صيفا وشتاء، في انتظار تذوّق لذة ذلك السندويتش، الذي رغم انتشار محلات لا تُعدّ ولا تحصى للأكل السريع بالعاصمة، إلا أن البعض لا يختار إلا ذلك المحل حتى ولو بالقعود أرضا، أو على مداخل السكنات، أو في السلالم، للأكل.

حاولنا تبادل أطراف الحديث مع صاحب المحل الذي كان منهمكا في تسيير طلبات الزبائن وقبض النقود، بصعوبة، عن الوصفة السرية التي أبى تقديم تفاصيلها، مكتفيا بقول إن سرها في التوابل المستعمَلة، والتي يتم اقتناؤها بعناية خاصة، وأن سر "الشرمولة الجيدة" والتي يُقصد بها مزيج التوابل المنقوع في الزيت، هو المكون الجيد، الثوم، والفلفل العكري من النوعية الجيدة، إضافة إلى الخل الذي يعطي الكبدة نكهة خاصة.