حديقة الحيوانات بالقالة

قِبلة العائلات العنابية

قِبلة العائلات العنابية
  • القراءات: 1774
سميرة عوام سميرة عوام

تحوّلت حديقة الحيوانات بمدينة القالة، إلى قبلة محببة للعائلات العنابية التي تتوافد عليها من كل جهة. فزائر الحديقة يلاحظ من خلال الترقيم، أنّ عنابة تتصدر قائمة الزوار، تليها ولايتا الطارف وقالمة وبقية الولايات، حيث وجد الزوار ضالتهم في قضاء عطلة نهاية الأسبوع بين الخضرة وجمالية المكان المخصّص لتربية أنواع مختلفة من الحيوانات؛ منها القردة والأسود وابن آوى والطاووس وكذلك النمر وغيرها، التي يأتي لمشاهدتها تلاميذ المدارس والأطفال وحتى الكشافة؛  للتعرّف على فصيلة كل حيوان ونوعية الأكل الذي يتغذى عليه.

لعلّ الجميل في حديقة الحيوانات بالقالة هو وقوعها في منطقة تحاذيها الجبال والغابة وافرة الظلال، إلى جانب قربها من البحر، حيث تفصلها عنه نحو 10 كلم، وهي اللوحة التي أضفت على المكان تميّزا خاصا، جذب إليه عددا من السياح لاكتشاف المكان، ناهيك عن انفراد بعض الزوايا التابعة للحديقة بالمطاعم التقليدية التي يشرف عليها شبان امتهنوا حرفة تحضير أنواع مختلفة من الأطباق التي تخص منطقة الشرق بالطارف وعنابة، حتى البوراك العنابي حاضر بقوة، وينافس الشورما وغيرها من الأكلات السريعة.

وخلال زيارتنا الحديقة تابعنا لساعات فرحة الأطفال خلال ثالث يوم من عيد الفطر، حيث تعرّفوا على حيوانات الحديقة، بالإضافة إلى تسلقهم الأشجار الكثيفة، وأخذ صور تذكارية بالمكان، لتتحول اللحظة إلى توثيق المنطقة. وتمتد ساعات الزيارات من الثامنة صباحا حتى الساعة السادسة مساء خلال فصل الصيف. كما تمّ وضع أسعار مدروسة في متناول الجميع لدخول الحديقة، فبالنسبة للصغار لا تتعدى 20 دينارا، والكبار 80 دينارا، وهو ما ساعد على تحويل هذا المكان إلى قبلة لكلّ الزوار وحتى الأجانب، الذين يفضّلون مدينة القالة لتوفّرها على مناظر طبيعية خلابة، ناهيك عن الظلال التي تعزّز راحة الجالسين من فنانين وشعراء.

وعلى صعيد متصل وعلى طول الطريق المؤدي من عنابة إلى حديقة الحيوانات بالقالة، تقابلك المزارع والحقول التي تنتج مختلف المحاصيل الموسمية والثمار، وهو ما يسهّل للمواطنين اقتناء أجود أنواع الفواكه الصيفية؛ من التين والبطيخ وغيرهما من المنتوجات التي يعرضها الباعة الصغار من أجل الحصول على مصروف الجيب؛ لمساعدة أهلهم أو قضاء يوم على الشاطئ والتمتع بكل ما لذ وطاب.

وفي منتصف الطريق المؤدي إلى الحديقة نجد بحيرة الطيور، وهي من البحيرات المعروفة في الشرق الجزائري بعد بحيرة "فتزارة" ببرحال بعنابة، تهاجر إليها أنواع مختلفة من الطيور؛ باعتبارها منطقة رطبة بامتياز.

وأمام هذا التنوّع الإيكولوجي بالقالة تحتاج هذه المدينة الساحرة إلى اهتمام السلطات؛ لإخراجها من عزلتها التنموية؛ لأنّها تتوفر على مقومات طبيعية هائلة، من شأنها أن تتحوّل إلى مناطق توسع سياحي ترفع المستوى التنموي للولاية.