سوق الشهيد محمد قصّاب بالبليدة

قِبلة استهوت النساء لتنوع معروضاته

قِبلة استهوت النساء لتنوع معروضاته
  • القراءات: 1042
رشيدة بلال رشيدة بلال

يستقطب سوق الشهيد محمد قصاب الذي يُعد واحدا من أكبر الأسواق الشعبية بولاية البليدة على مدار الأسبوع، أعدادا كبيرة من العائلات من داخل الولاية وخارجها، قصد اقتناء ما يناسبها من لوازم، سواء تعلق الأمر بالأفرشة، أو الأواني، أو لوازم العروس، أو مختلف أدوات الزينة والألبسة. وشهد هذا السوق الذي عرف في السنوات الأخيرة، حسبما تم رصده على ألسنة الباعة، بعض التعديلات التي ساهمت في تنظيمه وتأطيره، لا سيما ما تعلق منها بإزالة محطة المسافرين، التي كانت تشكل نقطة سوداء بالنظر إلى حالة الفوضى التي كان يعرفها هذا الفضاء التجاري على خلفية انتشار الباعة الفوضويين.

من السهل الوصول إلى سوق الشهيد محمد قصاب، الواقع بالجهة الشرقية من ولاية البليدة؛ حيث يقع بمحاذاة الطريق الرابط بين بلديتي أولادي عيش والبليدة؛ الأمر الذي ساهم في شعبيته. ويمكن أيّا كان الوصول إليه بسهولة. وما إن تطأ قدماك السوق حتى يقابلك بعض الباعة الفوضويين من الذين اختاروا التواجد في مدخل السوق؛ لعلهم يتمكنون من بيع بعض سلعهم، والتي عادة ما تكون حلويات أو ألعابا للأطفال، أو ألبسة، فيما يلمس الداخل إلى السوق، نوعا من التنظيم والتأطير بين التجار؛ حيث توزَّع المحلات بصورة منتظمة، يفصل بينها رواق واسع؛ ما يسمح للوافدين بالتجول فيه بكل أريحية بعيدا على الازدحام. كما يوفر السوق، حسبما رصدت "المساء"، عددا من السلع التي تباينت بين الأفرشة، والأغطية، ومستلزمات العرائس، والأواني المنزلية الفاخرة منها والعادية... وغيرها من الألبسة والأحذية لمختلف الشرائح العمرية؛ مما جعل السوق يستقطب اهتمام العائلات من عشاق التواجد في مثل هذه الفضاءات.

استقطاب النساء أكثر من الرجال

يبدو أن ما يتوفر عليه سوق الشهيد محمد قصاب بالبليدة من سلع، جعل الوافدين عليه من النساء أكثر من الرجال بشهادة التجار؛ إذ يوفر السوق كل ما تحتاج إليه المرأة في منزلها؛ الأمر الذي جعل المقبلات عليه كثيرات، خاصة ما تعلق منه بملابس العرائس؛ حيث يوفر كل ما تحتاج إليه الفتاة المقبلة على الزواج، سواء ما تعلق بالألبسة أو الأفرشة. وحسبما جاء على لسان بعض المواطنات، فإن ما يشدهن إلى السوق أكثر، الأسعار المعقولة مقارنة ببعض الأسواق الأخرى، فبإمكان الفتاة أن تعد جهازها بأسعار معقولة. كما يمكنها اقتناء "تصديرتها" من ألبسة تقليدية مطرزة بطريقة تقليدية ويدوية، وبأثمان مريحة؛ فسعر القفطان، مثلا، المصنوع من الشعرة، يصل إلى سقف 17000 دج.

مرافق عمومية لراحة الزبونات

اختار بعض التجار الاستثمار في السوق، من خلال تخصيص بعض المساحات، وتحويلها إلى شبه مطاعم صغيرة، لتمكين زائرات السوق من أخذ قسط من الراحة خاصة ـ كما قال أحد التجار ـ أنهن يمضين اليوم بأكمله في السوق؛ من أجل البحث عن ضالتهن، وقد يخرجن منه بدون اقتناء ما جئن من أجله، على أمل العودة من جديد؛ حيث توفر المرافق المتوفرة بالمكان، بعض الوجبات السريعة، التي عادة ما تستقطب اهتمام الزبائن كالبيتزا والشوارما.

وحسبما رصدت "المساء" على ألسنة بعض الزبونات، فإن سوق محمد قصاب عرف في السنوات الأخيرة، تحسنا كبيرا، خاصة بعد إزالة محطة نقل المسافرين، التي كانت تتسبب في إحداث حالة من الفوضى والازدحام بالسوق، الذي كان بمثابة فضاء لكل من هب ودب للتجول فيه. وحسبهن، فإن اتساع مساحة السوق وتنظيمه وتقليص عدد الباعة الفوضويين به، شجعهن على التردد عليه، خاصة أنه يقدم سلعا بأسعار رمزية؛ فلا يمكن أيا كان أن يزوره من دون اقتناء شيء ما ولو كان بسيطا. 

شساعة السوق فرضت حتمية فتح عدة مداخل

يمكن الدخول إلى سوق الشهيد محمد قصاب، من أكثر من 3 أبواب مختلفة؛ بهدف تمكين الوافدين عليه من الدخول إليه بدون تكبّد عناء الوقوف في الطوابير، خاصة في بعض المواسم والمناسبات، التي  يشهد فيها السوق تدفقا كبيرا عليه، مثل الأعياد أو الدخول الاجتماعي، خاصة مع الظروف التي تعيشها الجزائر بسبب تفشي وباء كورونا؛ إذ تؤمّن المداخل إلى السوق الأريحية للزبائن مع إمكانية المغادرة بسهولة. وحسب بعض التجار، فإن السوق على الرغم من التعديلات والتحسينات التي طرأت عليه، لايزال بحاجة إلى الاهتمام به أكثر؛ من خلال الحرص على نظافته، وتهيئة أرضيته، لا سيما في فصل الشتاء؛ حيث تتسبب الأمطار المتسربة إليه في إتلاف سلع بعض التجار.