حملة "ما تسكتوش... وارفضوا اللي غير مقبول"

قيمة مضافة لحماية الطفولة لكنها غير كافية

قيمة مضافة لحماية الطفولة لكنها غير كافية�
  • القراءات: 503
رشيدة بلال � رشيدة بلال

أجمع المشاركون في الحملة التي أطلقتها منظمة "اليونسف" في الجزائر مؤخرا، والتي حملت شعار "ما تسكتوش... وارفضوا اللي غير مقبول" لمناهضة العنف ضد الأطفال بالجزائر، على أهمية مثل هذه الحملات لمزيد من التوعية بأهمية التبليغ عن مختلف حالات العنف المسكوت عنها، وتحديدا تلك المتعلقة بالعنف النفسي والجنسي.

قال عبد الرحمان عرعار رئيس شبكة "ندى" بصفته شريكا في الحملة، بأن الشبكة متعودة على العمل مع "اليونيسف"، وأنها تعد بمثابة قيمة مضافة للمجهودات التي تبذل في سبيل حماية الأطفال من مختلف أشكال العنف، وعلى الرغم من أن الحملة تستهدف رفع الوعي من خلال الاعتماد على الومضات الإشهارية في مختلف القنوات التلفزيونية والإذاعية وكذا الجرائد التي توصل الرسالة التحسيسية إلى الأسر، غير أن هذا العمل لا يكفي لأن بلوغ صفر ضحية اعتداء يتطلب وجود سياسة تشريعية واجتماعية قوية لمحاربة الظاهرة، لذا ما نرغب فيه، يقول: "هو فعالية واستمرارية مختلف الحملات التحسيسية، ومشكل العنف لابد أن يسير مع التنمية وخالفه الأكيد أن العنف سيحطم التنمية".

ظاهرة العنف في المجتمع الجزائري تعرف وتيرة متصاعدة كون بعض الأسر الجزائرية أصبحت تعتمد عليه في حل مختلف مشاكلها الاجتماعية، حتى وإن كانت بسيطة، بالتالي دورنا في الحملة ـ يقول عرعار ـ هو المساهمة في دعم الوقاية من أجل الحد من الضحايا، وتغير واقع الأرقام التي تضل غير رسمية، حيث تكشف عن 32 ألف ضحية عنف سنويا تحدث داخل الأسر وخارجها، بينما قدرت عدد الاتصالات الهاتفية عبر الخط الأخضر بـ 16 ألف مكالمة سنويا، إلى جانب الإسراع في التكفل فعليا بضحايا الاعتداءات، وتأمين بيئة تحتوي على الحد الأدني من آليات الحماية.

من جهتها، ترى دليلة يعمارن، عضو في شبكة "وسيلة"، بأن الحملة التي أطلقتها منظمة "اليونسف" مهمة لأنها مكنت الجمعيات المكلفة بملف العنف بمختلف أشكاله من فرصة الالتقاء ووضع خطة عمل بأساليب مختلفة، فمثلا من خلال هذه الحملة، تضيف: "تسعى الشبكة إلى تسليط الضوء على مختلف أشكال العنف الجنسي وبحكم أن لدينا خبرة في المجال، وبالنظر إلى عدد الضحايا الوافدين على الشبكة، نحاول من خلال هذه الحملة التأكيد على مسألة هامة وهي دفع الأولياء إلى مزيد من التواصل مع أبنائهم لمعرفة ما يعانون منه في صمت، بالتالي أعتقد "أن ما نفتقر إليه في مجتمعنا هو الحوار، لذا من الضروري تشجيعه بين مختلف أفراد العائلة، وتحديدا مع الأطفال لبناء الثقة، ومنه سرعة التبليغ عند حدوث أي شكل من أشكال العنف".

أثنت عتيقة معمري رئيسة الفيدرالية الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة بصفتها شريك في الحملة، على المبادرة التي جاءت بها منظمة "اليونسيف"، واعتبرت المناسبة فرصة لكشف الستار عن واقع المعاق الذي تقول بأنه هو الآخر يعاني في صمت، كونه يتعرض يوميا لمختلف أشكال العنف وتحديدا النفسي، وقالت: "أعتقد أن ما يتعرض له الأبناء من عنف هو من مسؤولية الأولياء، وأن ترقية ثقافة التبليغ في مجتمعنا لا تزال بحاجة إلى بذل الكثير من المجهود، ولعل أحسن مثال على ذلك، أننا كأفراد لا نستطيع التدخل في حال تعرض أحد الأبناء إلى التعنيف من وليه، وهنا يطرح السؤال؛ كيف يمكن مساعدة هذا  الطفل وحمايته من أهله؟". 

وفي سياق آخر، ترى رئيسة فيدرالية المعاقين أن المجتمع الجزائري إن أراد الحد من ظاهرة العنف، فهو مدعو أولا إلى تغيبر لغة تواصله المبنية كلها على ألفاظ عنيفة، لأن لغة التواصل تلعب دورا كبيرا في تغذية العنف في أوساط الأطفال تحديدا.