الدكتور عبد الرحمان بشيري مختص في الشريعة والقانون:

قيادة الأسرة تبدأ بالالتزام بالواجبات الحرص على الحقوق

قيادة الأسرة تبدأ بالالتزام بالواجبات الحرص على الحقوق
  • القراءات: 591
رشيدة بلال رشيدة بلال

يرى الدكتور عبد الرحمان بشيري مختص في الشريعة والقانون، من جامعة الجلفة، أن الأسرة لا تتمسك بفنيات إدارة الأسرة بالمنظور الشرعي، لإهمالها أهم المقومات التي ينبغي أن تستند إليها ممثلة في الكتاب والسنة، ولعل ارتفاع حصيلة الطلاق خير دليل على جهل فنون قيادة الأسرة. يقول الدكتور بشيري: "مجتمعنا اليوم يسير نحو ما يصطلح على تسميته بالانزلاق الأسري في مختلف المجالات الاجتماعية والنفسية وحتى البدنية، ولو أن كل فرد بالأسرة يؤدي ما عليه من حقوق ويطالب بما لديه من واجبات لما بلغنا ما بلغناه من تفكك أسري"، ويضيف، كل المشاكل التي تتخبط فيها الأسرة راجعة إلى عدم احترامها لحقوقها وترك واجباتها، بل وأكثر من هذا، الزوجان يطالبان بحقوقهما، ولا يؤديان ما عليهما من واجبات، بينما الأصل في الأمور أن يؤدي الطرفان الواجبات أولا، ومنه تجري المطالبة بالحقوق، بمعنى أن الأولوية في أولويات إدارة الأسرة مفقود. 

ويواصل محدثتنا قائلا: "بحكم اختصاصي كرجل قانون، أؤكد اليوم أن حصيلة الطلاق ارتفعت بشكل رهيب في مجتمعنا، فالمحاكم على مدار الأسبوع تعقد جلسات دورية خاصة فقط في الطلاق والتطليق والخلع، بمعنى أن كل أوجه الطلاق اليوم مستغلة وبدرجات كبيرة، وهذا راجع إلى العولمة التي دخلت منازلنا وغيرت عاداتنا وأفقدتنا معالم هويتنا، ولعل أبسط مثال على ذلك، جري المرأة العربية وراء المرأة الغربية التي وصلت اليوم إلى الاقتناع بأنه لابد لها أن تعود إلى طبيعتها، ممثلة في التكفل بشؤون أسرتها، بينما المرأة العربية لم تتفطن بعد ولا تزال تسير على خطى الغربية وتتقصى آثارها، طبعا، في الجانب السلبي".

يقول المختص في الشريعة: "من بين الجوانب التي رغبت في لفت الانتباه إليها لتعليم الأفراد المعنى الحقيقي لإدارة الأسرة، ضرورة الانتباه إلى احترام المرأة وتجنب إهانتها على أن تلتزم بدورها في طاعة زوجها وتربة الأولاد ومرافقتهم والسهر على حمايتهم. أي كل ما يتعلق بجوانبهم التربوية، ومن ثمة تشرع في المطالبة بحقوقها إن كانت محرومة منها، وفي المقابل، على الرجل أيضا أن يعامل أسرته معاملة حسنة، ويبادر بما عليه من التزامات، ومن ثمة يتطلع إلى المطالبة بحقوقه الزوجية". الأسر في مجتمعنا لا تزال قابلة دائما للإصلاح، لأننا نملك مقومات إسلامية تذكرنا يوميا بما علينا القيام به، كالصلاة اليومية وصلاة الجمعة والصيام والحج، هذه المحطات الإيمانية تقينا من الضياع، وبالمناسبة،  أنصح الأفراد بضرورة الرجوع إلى الموروث الثقافي الممثل في العادات والقيم والأعراف، يقول الدكتور بشيري.