الطالبان الفلسطينيان أحمد وليد حسونة وسلام حوامدة لـ "المساء":
قلوبنا معلقة بأهلنا في غزة ولا يسعنا إلا قول "الحمد لله"

- 641

يعيش أبناء فلسطين المتواجدون في الجزائر، ألما نفسيا عميقا؛ بسبب التصعيد الواقع على قطاع غزة من طرف العدوان الإسرائيلي النازي. وعلى الرغم من صعوبة التواصل الدائم مع ذويهم، غير أن إيمانهم لايزال راسخا بنصر الله تعالى، وأن السبيل الوحيد هو الدعاء لهم مع الصبر، و التمسك بأرض العزة، وترديد عبارة "الحمد لله".. كلمات رددها الطالبان أحمد وليد حسونة وسلام حوامدة لـ "المساء" على هامش مشاركتهما في تظاهرة نظمها الاتحاد الطلابي بجامعة البليدة 2؛ دعما لفلسطين. "المساء" نقلت جانبا من يومياتهما، وكيف يتواصلان مع ذويهما، وكيف يرفعان معنويات بعضهما البعض أمام المجازر التي تحدث يوميا على الأرض المقدسة.
قال الطالب أحمد وليد حسونة، الذي يدرس تخصص علوم سياسية بجامعة علي لونيسي بالعفرون بولاية البليدة، إنه دخل إلى الجزائر سنة 2020 من أجل التحصيل الجامعي. ويشعر بالكثير من الانتماء إلى الأسرة الجزائرية، التي طالما كانت جنبا إلى جنب القضية الفلسطينية.
وحول ما يحدث في أرض فلسطين، قال إنه من قطاع غزة، وعلى الرغم من أنه عايش الكثير من الحروب في المنطقة، غير أن حرب السابع من أكتوبر أو طوفان الأقصى، جاءت استثنائية، والأكثر دموية بالنظر إلى حجم الدمار والإبادة الجماعية المقصودة، لإفراغ قطاع غزة من سكانه، مشيرا إلى أنه في ما مضى كان بسبب انشغاله بالدراسة ومشاغل الحياة اليومية، لا يتابع يوميا ما يجري من أحداث على أرض الوطن، ولكن منذ السابع أكتوبر وانطلاق طوفان الأقصى، أصبح مرتبطا ارتباطا كبيرا بكل ما يحدث في فلسطين، من أحداث، كما يتابع بشكل دوري، ما تعلن عنه وزارة الصحة الفلسطينية، من إحصائيات مرعبة لعدد الشهداء، خاصة في صفوف الأطفال والنساء.
وحسب المتحدث، "فإن حجم الشهداء في قطاع غزة كبير جدا، وفي كل مرة يبحث بين الإحصائيات المقدمة، عن احتمال وجود أهله بينهم. ويعلق: "الحمد لله... مع بداية القصف نزح أهلي إلى الجنوب بخان يونس؛ هروبا من الإبادة الجماعية التي انتهجها العدوان الإسرائيلي لتصفية المدنيين، ولكن هذا لا يعني أنهم في مأمن؛ الأمر الذي يجعلني يوميا، أنتظر سماع خبر الاستشهاد".
ويردف قائلا: "قلوبنا معلقة مع أهلنا في قطاع غزة. وعلى الرغم من الألم والحزن الذي نعيشه يوميا لأننا نشاهد ما يحدث لحظة بلحظة، إلا أن إيماننا بقضيتنا وبنصر الله كبير؛ ما يبعث شيئا من الطمأنينة في قلوبنا"، مضيفا: "حتى وإن استشهد ذوونا فإننا على يقين بأنهم سيكونون في مكان أفضل"، لافتا إلى أن وجودهم في الجزائر مؤقت، وأن عودتهم إلى أرضهم قريبة، وأنهم لن يتخلوا عن فلسطين أرض الأنبياء والشهداء.
ومن جهته قال الطالب سلام حوامدة من مدينة الخليل من الضفة الغربية، بأنه متواجد في الجزائر من سنة 2019. يدرس تخصص علوم سياسية، وأنه منذ بداية طوفان الأقصى، لا يشعر بأنه يعيش حياة طبيعية كغيره من الطلبة. وأصبح لديه هوس شديد بمتابعة مختلف المواقع التي تنقل بصورة يومية، لحظة بلحظة ما يحدث من عدوان وقصف وإبادة جماعية، مضيفا: "كل هذه الصور تؤثر على نفسيتنا، وتجعلنا غير قادرين على التفاعل مع ما يحدث في حياتنا اليومية؛ لأننا نتطلع دائما لمعرفة ما الجديد"، مشيرا إلى أنه قبل طوفان الأقصى، لم يكن يتابع أخبار فلسطين كما يحدث اليوم.
ويعلق: "أوقد الكيان الصهيوني نارا في قلوبنا تأبى أن تنطفئ. وعلى الرغم من أن الوضع حرج جدا في قطاع غزة ومن صعوبة التواصل مع أهلنا، إلا أننا في كل مرة نقول الحمد لله ـ "ألا إن نصر الله قريب" ـ ونسعى للتضامن مع بعضنا البعض؛ لرفع معنوياتنا، ومواساة بعضنا البعض". و ختم قائلا: "مؤكد أن موعدنا مع بلدنا قريب، وأن نصرنا آت لا محالة".