مقاهي “حواء” تنتشر عبر الولايات
قف... أماكن مخصصة للنساء فقط

- 1124

انتشر في الآونة الأخيرة نوع جديد من المقاهي، ليس في ديكورها المعتاد ذات الطابع الذكوري المحض، والتي يتوافد عليها الرجال فقط، إنما مقاه أكثر منها أنثوية، ومخصصة للجنس اللطيف فقط، ولقيت منذ ظهورها وانتشارها تدريجيا عبر مختلف ولايات الوطن ترحيبا وأثارت اهتمام السيدات الباحثات عن الخصوصية بشكل لافت للانتباه، فبعد المسابح النسوية، ها هي المقاهي اليوم تلقى هي الأخرى رواجا كبيرا داخل عالم، كان قبل فترة حكرا على الرجال فقط.
خطوة وصفها البعض بالجريئة، ففي الوقت الذي يراها أصحاب تلك المحلات تجارة مربحة، نظرا لعدد النساء اللواتي كن يبحثن على مثل تلك الأماكن للجلوس دون الاضطرار لآخذ فطور، بل مجرد الاستمتاع بفنجان قهوة أو شاي، أو قطع من الحلويات، تراها الزبونات فسحة للدردشة رفقة الصديقات والاستمتاع بوقت جميل، بعيدا عن مضايقات الجنس الآخر، ليس فقط من باب التحفظ، إنما بمثابة مساحة تعكس روحها وأنوثتها، تتلقى فيه خدمة خاصة بها تخرجها عن المألوف، لاسيما الراغبات في الخروج رفقة الصديقات فقط، أو أفراد عائلتها، كأمها أو أختها، والجلوس هناك بكل أريحية دون الشعور بمضايقة أحد.
تتميز غالبية تلك الصالونات بالديكور الأنثوي، ومن خلاله كسرت الصورة النمطية السائدة لتلك المحلات، التي لا يزال البعض ممن حدثتهم “المساء”، يرى أنها أماكن لابد أن تظل حكرا على الرجال فقط، وأن ابتكار تلك الفكرة جاء وفق ذهنيات “المتحررات عقولهن والباحثات عن المساواة الكلية بين الجنسين”، في حين يرى آخرون ذلك من الناحية المشرقة، وعلى أنها تمنح الراحة للنساء لدى تواجدهن خارج البيت.
افتتحت صبرينة، رفقة زوجها مقهى خاصا بالسيدات في العاصمة، بأعالي الشراقة، أول فضاء نسائي خاص في الضواحي، عبارة عن مقهى ثقافي لم يطغ عليه اللون الأنثوي الوردي، إنما كان ديكوره يتميز بلمسات نسوية، مخملية وذات ألوان هادئة، طغت عليها في المجمل قطع ديكور أنيقة تعكس روح المرأة، حيث قالت السيدة صبرينة في هذا الشأن: “إن المحل يستقطب مختلف الفئات العمرية، خاصة كبيرات السن”، وأن أكثر ما يميز زبوناتها من الفئة المثقفة، إذ أنها خصصت لذلك ركنا من محلها يشبه المكتبة، يمكن استعارة بعض الكتب ومطالعتها، يسمح للنساء المثقفات بالمطالعة الأدبية في جو هادئ إيجابي وتحفيزي، “وقد لقي المكان ترحيبا غير متوقع لدى الكثير من العائلات المحافظة، بعيدا عن صخب المدينة والاختلاط والمناوشات داخل الأسواق”. تضيف المتحدثة.
وقد انتشرت تلك المقاهي عبر العديد من الولايات، على غرار البليدة، وهران، بومرداس، تلمسان، عنابة سيدي بلعباس، وغيرها من المدن التي رحبت بهذه الفكرة، إذ تعكس كل واحدة منها جانبا من ثقافة ولايتها، حيث لقيت هناك ترحابا أكبر، لاسيما في الولايات التي تخلو من فضاءات للراحة والاستمتاع بلحظات رفق الصديقات، دون أن يحتك الجنس الآخر بعالم الفتيات حتى لا يتعرض للمضايقة أو التحرش.. وهو ما باتت توفره “مقاهي حواء”.
وحسب عدد ممن حدثناهم بين رجال ونساء، أكد هؤلاء أن الظاهرة إيجابية في مجملها، نظرا لما تمنحه من مساحة حرية لفئة مجتمعية ترفض ارتياد المقاهي المختلطة، سواء لقناعات شخصية أو لتأثيرات خارجية، فالكثير من النساء، خاصة الملتزمات منهن، يرفضن المقاهي المختلطة أو حتى المطاعم المكتظة، استنادا لمعتقد تحريم الاختلاط، أو بسبب البيئة الاجتماعية السائدة التي تعتبر تلك الفكرة “عيبا” .