سكان الأهقار

قعدات الشاي.. عادة تميز السهرات الرمضانية

قعدات الشاي.. عادة تميز السهرات الرمضانية
  • القراءات: 1276
ق.م ق.م

لازالت العائلات بمنطقة تمنراست تحتفظ ببعض العادات الاجتماعية التي تميز شهر رمضان الفضيل، من بينها قعدات الشاي والسمر العائلي التي تزين السهرات الرمضانية التي يخيم عليها هذه السنة، الحجر الصحي الجزئي ضمن تدابير الوقاية من تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

ويتجدد موعد قعدات الشاي أو كما تعرف محليا بـ "طابلة لتاي"، طيلة ليالي شهر رمضان المبارك لفترات متعددة، فهناك قعدة الشاي التي تميز ديكور وجبة الإفطار، حيث يلتف أفراد العائلة كلهم بجانب المجمر الذي وضع فوقه إبريق الشاي أو ما يسمى شعبيا بـ ''البراد''، وسط الجمر الملتهب بهدوء، والذي تنبعث منه بين الفينة والأخرى رائحة احتراق أوراق الشاي عند بلوغها درجة الغليان.

ويعكس هذا المشهد مدى قيمة احتساء رشفة من الشاي لدى سكان الأهقار، وارتباط ذلك وبشكل وثيق بواحدة من أبرز المظاهر والعادات الاجتماعية والثقافية التي يتميز بها سكان المنطقة. وذكر كربادو لحسن (رب عائلة) في العقد الخامس من العمر القاطن بحي تهقارت الشعبي العريق بوسط مدينة تمنراست، أن التحضير لقعدة الشاي عند الإفطار يتم بطريقة روتينية يتنافس الأبناء في التحضير لها، بداية من إيقاد الجمر في صحن مقعر يصنع عادة من الطين المحلي.

وعادة ما تنطلق التحضيرات لهذه القعدة دقائق قبل أذان الإفطار، حيث يتم جلب كل المستلزمات الخاصة بذلك في ديكور مميز، يسمح بجلوس أفراد العائلة على شكل حلقة وهم ينتظرون موعد تحضير الشاي، الذي يقدم على ثلاث دفعات أو ما يعرف محليا بـ ''ثلاثة كؤوس''، مع الحرص على استعمال عشبة النعناع في الكأسين الثاني والثالث.

وأضاف أن جلسات السمر الرمضاني التي تشتهر بها العائلة بالأهقار، تتميز أيضا بالحكايات التي ترويها الجدة لأحفادها، والتي تحرص، كما أضاف، على تذكيرهم بتاريخ أجدادهم، كما تروي لهم أساطير شعبية، هي واحدة من أهم ما يحمله رصيد التراث الشفهي المتداول بالمنطقة.

من جهته، يرى إبراهيم الصافي، أحد سكان المنطقة، أن قعدة الشاي العائلية في شهر رمضان هذه السنة، تساعد على احترام شروط الحجر الصحي؛ باعتبارها تضمن بقاء أفراد العائلة بالبيت، وتعطي فرصا أكبر للتجمع بين أفراد العائلة الواحدة، سيما أن بعضها يقوم أيضا بتحضير الشاي مرتين أو ثلاث مرات كل ليلة، فبعد قعدة الشاي عند موعد الإفطار والتي تكاد تكون ضرورية، تأتي الجلسة الثانية مع مائدة العشاء، فيما تقوم بعض العائلات الأهقارية بتحضر الشاي وقت السحور.

وتعكس كل تلك الطقوس الاجتماعية التي تميز السهرات الرمضانية، مدى ارتباط سكان الأهقار بشكل وثيق، بمشروب الشاي المعد على الجمر، وقد أضحى واحدا من المظاهر الثقافية والشعبية العريقة والراسخة التي تميز تقاليد سكان المنطقة.

وتتسم جلسات السمر العائلي عند سكان الأهقار خلال سهرات رمضان المبارك، بفتراتها الطويلة وتنوع المواضيع التي تناقش خلالها. وكان بعض أفراد العائلة خاصة منهم الذكور، يقضون سهراتهم الرمضانية في السابق مع الأصدقاء وأبناء الجيران أمام البيوت أو بأسطح المنازل إلى غاية موعد السحور.