حافظ على أصالتها الأجداد وورثها الأجيال

قطع الفخار تستميل المواطن الواعي صحيا

قطع الفخار تستميل المواطن الواعي صحيا
  • القراءات: 502
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أضفت السيدة بوزيدي الحرفية في صناعة الفخار التقليدي، على قطعها الفنية التي عرضتها بمناسبة معرض الصناعة التقليدية برواق مصطفى كاتب، لمساتها الخاصة، التي تمثّلت في اللون الأصفر الفاقع، الذي زادها جمالا وعكس انتماءها لولاية تيزي وزو، حيث يُعد اللون الأصفر من ميزات حرف وتراث الولاية واستمالة الزوار.. كما يُعد بمثابة بصمة الانتماء، التي تعكس الهوية الأمازيغية والافتخار بالمنطقة وتقاليدها.

قالت الحرفية بوزيدي التي تبنت الحرفة قبل 25 سنة، إنّ الحفاظ على تقاليدنا لا يتم إلاّ بتلقينها الأجيال الصاعدة، وهذا يكون بتخليف كلّ ما يتعلق بذلك، كالمأكولات التقليدية والأواني وكل القطع التي تدل على أصالة التقاليد وعراقتها. وأوضحت المتحدثة أنّ تعلّمها الحرفة كان كغيرها من أبناء وبنات منطقتها منذ نعومة أظافرها؛ إذ يُعد تعلّم حرفة كنزا لا يُفنى  بالمنطقة، حيث كانت العائلات ولاتزال تعتبرها مصدر رزق، فيصنعون القطع ويبيعونها، وبالتالي يجنون أرباحا وفق ما يصنعونه، وكلما كان أفراد العائلة يتقنون المهنة كلما كان التصنيع أكبر ويغطى حاجيات سكان المنطقة.

وأكدت الحرفية أن قطع الفخار التقليدية لا تتطلب تفانيا كبيرا في العمل؛ باعتبارها قطعا تقليدية محضة، الغاية منها استعمالها لتحضير الأكلات التقليدية؛ فلا يهتم صانعها كثيرا بالجانب الجمالي ولكن يهتم أكثر بصلابتها ونوعية الطين المستعملة لتصنيعها، ليبقى اللون الأحمر الترابي أو البني هو ميزتها الخاصة، ومع مرور الزمن بات جمالها هو تلك الميزة البسيطة.

وأشارت بوزيدي إلى أنّ ذلك لم يمنع الحرفيين العصريين من الاهتمام بالجانب الخارجي؛ بإضفاء لمسات خفيفة على الوجه الخارجي، وهذا ما دفعها إلى الاعتماد على اللون الأصفر لطبع قطعها الخاصة؛ قالت: أبناء منطقة القبائل يحبون هذا اللون الذي يعكس الثقافة الأمازيغية؛ فهو موجود في طبيعتها، ويُعتبر فخرا لأبناء المنطقة وهويتهم.

وشدّدت الحرفية على أهمية الرجوع إلى استعمالات الفخار والخشب للأكل بدل الأواني العصرية المتوفرة في الأسواق؛ باعتبارها صحية أكثر وتحافظ على لذة الطبق المحضر فيها، كما أنّ لها ذلك الجانب الأصيل عند تقديم الطعام فيها وتزيين المائدة بها، عكس بعض الأواني التي لا تراعي أيّ معيار وتُعتبر خطيرة على الصحة، لاسيما الأواني الحديدية وأطباق البلاستيك والأكواب التي لايزال البعض يستعملها رغم انتشار الوعي الصحي وسط المجتمع، مشيرة في السياق إلى أنّ المواطن الواعي يقبل على الأواني الفخارية بشدة؛ لقناعته بفوائدها وبضرورة ابتعاده عن القطع التي لا تراعي المعايير العالمية للسلامة.