المشويات

قطع الآجر تعوض الفحم

قطع الآجر تعوض الفحم
  • القراءات: 2440
❊ زبير.ز      ❊ زبير.ز

يعد عيد الأضحى فرصة سانحة لعدد من العائلات، لطهي اللحم بطرق عديدة، انطلاقا من الأطباق التقليدية على غرار الكسكسي والشخشوخة إلى الأطباق المشهورة في الأعراس على غرار طاجين الشواء والكفتة، حيث تجتهد ربات البيوت في طبخ عدد من الأطباق التي لا يمكن أن تحضيرها في سائر أيام السنة بسبب غلاء أسعار اللحوم الحمراء.

تفضل عائلات عديدة استغلال لحوم الأضاحي بعد التصدق بجزء منها، في إعداد طبق الشواء بعيدا عن الطبخ العادي، بطرق مختلفة، فمنهم من يحبذ قلي اللحم مع بعض الزيت ومنهم من يفضل شواءه على مشواة كهربائية أو باستعمال أوان مخصصة على غرار المقلاة ومنهم من يحبذ طريقة الشواء على طاجين الطين ومنهم من يرى أن لذة الشواء لا تكون بنفس اللذة إلا بطهيه على مشواة الفحم. 

وقد اهتدت بعض العائلات، خاصة في المحيطات العمرانية ومن أصحاب العمارات والسكنات الضيقة، إلى فكرة استبدال المشواة التقليدية لشي اللحوم خلال مناسبة عيد الأضحى في ظل توفر كميات معتبرة من اللحوم داخل كل منزل، بطريقة أخرى للشواء وهي قطع الآجر الذي يستعمل عادة في البناء، حيث عرفت هذه الطريقة انتشارا كبيرا بالنظر إلى إيجابياتها مقارنة بعملية الشواء على المشواة التقليدية باستعمال الفحم.

وترتكز طريقة الشي باستعمال قطعة الآجر، من خلال الاستعانة بالآجر الأحمر المستعمل عادة في أشغال البناء والذي يحتوي على فراغات في شكل مربعات داخله، حيث يتم غسل قطعة الآجر التي تكون في شكل مستطيل، جيدا، قبل وضعها على موقد النار وانتظار جفافها، إذ تحدث صوت فرقعات أثناء خروج الماء منها في شكل بخار، ليتم بعدها مباشرة وضع اللحم بعد تمليحه وإعداده في أعواد الشواء المخصصة لذلك، داخل المربعات الصغيرة التي توجد بقطعة الآجر مع الحرص على تقليب أعواد الشواء من وقت لآخر حتى يستوي اللحم في ظرف 30 ثانية إلى دقيقة، حسب قوة موقد النار.

وعبر عدد من الذين استعملوا هذه الطريقة، عن إعجابهم الكبير بهذه الكيفية، مؤكدين أن الشواء يكون لذيذا ولا يحتوي على بقايا فحم، مثلما يكون عند الشواء على مشواة الفحم، وهي البقايا التي حذرت منها العديد من المصادر الصحية بالنظر إلى خطورتها وإمكانية تسببها في مرض السرطان في حالة تجمعها بشكل كبير داخل الجسم، مع مرور الوقت، معتبرين أن هذه الطريقة أحسن من طريقة الفحم التي تحدث دخانا كثيفا لا يتحمله أصحاب المنازل الضيقة والأماكن المغلقة، وتسبب مشاكل تنفسية للأطفال والمسنين، كما تعتبر هذه الطريقة، وفق من تحدثنا إليهم، أسهل بالنظر إلى الصعوبات التي يجدونها عند إشعال الفحم وعند تنظيف المكان بعد نهاية عملية الشواء في ظل تطاير جزيئات الفحم في كل مكان.

في حين تفضل عائلات أخرى، عدم التخلي عن طريقة الشي باستعمال الفحم، رغم صعوبتها، حيث شاهدنا عددا من العائلات، خلال هذه الأيام، تخرج إلى الفضاءات المفتوحة والحدائق العمومية وحتى الغابات لإعداد وجبة شواء في الطبيعة، وهو الأمر الذي دفع محافظات الغابات تتحرك من أجل تحذير مستعملي الغابات من خطورة نشوب الحرائق وضرورة التقيد بالنصائح والتعليمات لتفادي أي خطر.

عائلات أخرى، فضلت التوجه إلى شواطئ البحر في ظل هذه الأجواء الصيفية، ولم تنس طاولات الشواء والفحم، وتوجهت عائلات حتى من المدن الداخلية إلى الأزرق الكبير، من أجل الاستمتاع بنسائم البحر دون إغفال مناسبة العيد، حيث وقفت المساء على عدد من العائلات على شواطئ البحر، فضلت إعداد الشواء على نار الفحم، في مشهد لم يألفه رواد الشواطئ خاصة في الفترة النهارية وكانت العملية تقتصر على بعض الشباب فقط الذي يقصد البحر للاصطياد السمك ويبيت الليلة فوق الرمال.

وتبقى طريقة الشي على مشواة الفحم أو داخل قطع الأجر أو بطرق أخرى، ورغم لذة لحومها، غير منصوح بالإكثار منها، من طرف الأطباء ومختصي التغذية، بالنظر إلى المشاكل الصحية التي قد تنتج عن الإفراط في أكل اللحوم الحمراء على غرار التخمة، ارتفاع نسبة الكلسترول في الدم أو الإصابة بداء النقرس الذي يتسبب في ألام حادة على مستوى المفاصل، حيث ينصح مختصو التغذية بتنويع الأكل وتناول الخضر مع اللحم لتجنب أي مضاعفات صحية.   

زبير.ز