مزرعة إبراهيم بسيدي راشد (ولاية تيبازة)

قطب سياحي واعد يستقطب عشاق الطبيعة

قطب سياحي واعد يستقطب عشاق الطبيعة
  • القراءات: 1299
رشيدة بلال رشيدة بلال

تحولت مزرعة إبراهيم الواقعة ببلدية سيدي راشد التابعة لولاية تيبازة، إلى قطب سياحي بامتياز؛ حيث تستقطب هذه المزرعة العديد من العائلات على مدار السنة. وفي فصل الصيف يبلغ الإقبال ذروته بالنظر إلى جمال المزرعة، وضخامة الاستثمار فيها من طرف صاحبها، الذي حوّلها إلى فضاء عائلي، يحتوي على كل ضروريات الراحة والاستجمام؛ ما جعل التوافد عليها كبيرا من داخل الولاية وخارجها.

تبحث كثير من العائلات أيام العطلة الصيفية، عن فضاءات للجلوس، والاستمتاع بالراحة، والابتعاد عن شواطئ البحر التي تعرف تدفقا كبيرا عليها في موسم الحر. وتُعد مزرعة إبراهيم مربي البقر، كواحدة من أهم الاستثمارات في المجال السياحي؛ إذ حوّل مزرعته إلى فضاء للعائلات الباحثة عن الهدوء والسكينة؛ من خلال فتح أبواب مزرعته، وتهيئتها بمختلف المرافق الضرورية التي يحتاج إليها المتواجد في هذا الفضاء العائلي. ولعل أولى المرافق الضرورية هي المساحة المخصصة لركن السيارة؛ حيث لا يجد زائر المزرعة أي مشكل في ركن سيارته، وبدون أن يدفع أي مبلغ مالي مقابل الدخول إلى المزرعة. وأكثر من هذا، تحظى سيارته بحراسة المكلفين بتأمين المزرعة.

أول ما يقابل زائر مزرعة إبراهيم، محل لبيع كل أنوع الألبان ومشتقات الحليب والأجبان؛ حيث اجتهد صاحب المزرعة في الترويج للإنتاج المحلي؛ من خلال عرضة أنواعا مختلفة من الأجبان ومشتقات الحليب المعدة بطريقة طبيعية، والتي لقيت، حسب القائمين على المحل، إقبالا كبيرا عليها من كل الوافدين على المزرعة. ويدفعهم الفضول إلى تذوق مختلف الأنواع المحضّرة بطريقة طبيعية، وبأيدٍ جزائرية.

وفي الجهة المقابلة لمحل بيع الأجبان، يقابلك محل آخر لبيع نباتات الزينة، والتي تستقطب محبي  الطبيعية؛ حيث تختار ربات البيوت شراء بعض الأنواع لتزيين منازلهن. وبشهادة بائع النباتات، فإن أغلب الوافدين على المزرعة يختارون بعض النباتات الداخلية لتزيين المنازل بها.

وغير بعيد عن المحل، تقابل زائر مزرعة إبراهيم، ساحة كبيرة تتوسطها نافورة ماء، وتوزع من حولها كراسي وطاولات مخصصة للعائلات التي ترغب في الجلوس والاستمتاع بالمناظر الطبيعية للمزرعة، أو من أجل احتساء الشاي، أو تناول المثلجات، أو تناول وجبة العشاء بقطع الجبن والألبان الطبيعية التي تم شراؤها.

وأكثر من هذا، سعى صاحب المزرعة لإرضاء كل الأذواق من خلال تهيئة الغابة المقابلة لمزرعته، بتوزيع عدد من الكراسي والطاولات فيها للراغبين في التواجد بين أحضان الغابة، تزيّنها مصابيح تنير الغابة لمن يحبون السهر إلى وقت متأخر من الليل.

واقتربت "المساء" من العائلات التي اختارت التواجد في مزرعة إبراهيم. وتحدثت إليهم حول هذا القطب السياحي، فكانت البداية مع سيدة خمسينية من البليدة، أكدت في معرض حديثها، أنها سعيدة جدا بالتواجد في هذه المزرعة التي تجدها من أنجح الاستثمارات في المجال السياحي، خاصة أنها تتوفر على كل المرافق الضرورية، بما في ذلك المصليات المخصصة للنساء والرجال، وأنها عادة ما تشعر بالملل من البحر، فتفضل التواجد في  الفضاءات الغابية، مضيفة أن مزرعة إبراهيم هي واحدة من الفضاءات الهامة التي تجد فيها راحتها، وتمضي فيها أغلب الوقت، بينما أكدت أخرى من سكان ولاية تيبازة، أنها كانت تسمع عن هذه المزرعة ممن زاروها. وبدافع الفضول قررت أن تزورها، لتتفاجأ  بجمالها ونظافتها، مشيرة إلى أن أكثر ما شدها إليها مختلف الأجبان التي تباع بالمزرعة، والتي تعكس جودة الإنتاج المحلي؛ تقول: "قررت أن أحتفل بعيد ميلاد ابني بهذه المزرعة النموذجية".

وحسب المكلف بحفظ الأمن على مستواها، فإن المزرعة ومنذ افتتاحها، تلقى إقبالا كبيرا عليها، خاصة في عطل

نهاية الأسبوع، وخلال عطلة الصيف، مشيرا إلى أن كثيرا من العائلات يبدأون في التدفق عليها بعد الساعة الثالثة مساء، ليصبح الحصول على مكان لركن السيارة صعبا؛ بسبب العدد الكبير من السيارات. وحسبه، فإن المزرعة تفتح أبوابها صباحا إلى غاية العاشرة ليلا فقط. ومع هذا هنالك مطالب بتمديد الوقت بالنظر إلى الراحة والهدوء اللذين يشعر بهما الزائر، إلى جانب الحرص على نظافتها، وتوفرها على كل المرافق المعَدة بأسلوب عصري، يضمن راحة الزائر، لافتا بالمناسبة، إلى أن المزرعة تلقى إقبالا كبيرا عليها من المغتربين وحتى الأجانب، الذين يعبّرون في كل مرة عن استحسانهم الكبير مثل هذه الفضاءات السياحية.