السرقات... استهلاك وحيازة المخدرات والشجارات العائلية

قضايا تعج بها أروقة المحاكم صيفا

قضايا تعج بها أروقة المحاكم صيفا
  • القراءات: 731
 رشيدة بلال رشيدة بلال

أجمع عدد من المحامين ممن تحدثت إليهم "المساء" أن نوعية الجرائم التي تعالجها الخلال موسم الصيف لا تختلف عن تلك التي ترتكب على مدار السنة من حيث الكم ولكن من حيث النوعية تكتسي نوعا من الخصوصية كونها ترتبط بموسم الصيف كالمشاجرات التي تحدث عادة بالشواطئ أونتيجة شرب الخمر أواستهلاك وحيازة المخدرات والشروع في أفعال مخلة بالحياء أوالسرقات التي تقع بقاعات الأفراح والمنتجعات السياحية ما يجعل موسم الصيف ينفرد بنوع خاصة من القضايا. 

وعلى الرغم من أن أغلب القضايا المعالجة حسب الأستاذ عبد القادر لكحل، محامي معتمد لدى المجلس، التقته "المساء" ببهو محكمة عبان رمضان، عبارة عن جنح بسيطة ترجع في أغلبها إلى مشاجرات في الأماكن التي يكثر فيها تواجد المواطنين على غرار الشواطئ، حيث تنشب الخلافات عادة حول أماكن ركن السيارات أو نتيجة تحرش بعض الشباب بالمصطافين تحت تأثير الخمر أواستهلاك المخدرات، غير أن هذه المنازعات تطرق أبواب المحاكم صيفا في شكل شكاوى وتتطلب أكثر من جلسة ليتم الفصل فيها، الأمر الذي يجعلنا ـ يضيف ـ "نقف على العديد من القضايا التي تطفو إلى السطح بهذا الفصل الذي يفترض أنه موسم يستغل فيه أفراد المجتمع الفرصة للراحة والاستجمام". 

أغلب القضايا المعالجة سرقات 

من القضايا التي يجري طرحها في فصل الصيف بصورة مكثفة، قضايا السرقات التي عادة ما تحدث في قاعات الحفلات ـ حسب الأستاذة فتيحة محامية معتمدة لدى المجلس ـ والتي أكدت في حديثها "أن السرقات تعتبر من القضايا التي يجري تداولها بشكل مكثف وعادة ما تقع بقاعات الحفلات في المقام الأول لاسيما بعدما أصبحت أغلب العائلات تميل إلى تنظيم أعراسها بالقاعات، حيث تجري إما سرقة الهواتف النقالة أوحلي المدعوين وحتى الثياب التي يجري تغييرها بقاعة تبديل الملابس، وعادة ما توجه أصابع الاتهام إلى القائمين على قاعات الأفراح من المنظمين ـ تضيف ـ "وأذكر في هذا الإطار قضية لمحامية حضرت عرسا بإحدى قاعات الحفلات وتعرضت لسرقة هاتفها النقال، حيث اتهمت واحدة من النادلات اللواتي كن مكلفات بالإشراف على توزيع الحلويات وتم الحكم عليها بعقوبة موقوفة النفاذ". 

من جهته، حدثنا الأستاذ بن يحيا محامي معتمد لدى المجلس عن نوع آخر من السرقات التي تتردد بكثرة على أروقة المحاكم وهي تلك المرتبطة بالمنتجعات السياحية فكما هو معروف الولايات الساحلية مثل جيجل و بومرداس وتيبازة تتحول إلى قبلة لسكان المدن الداخلية، وبحكم أنهم يأتون بدافع النزهة والاستجمام والاستكشاف يجدون أنفسهم عرضة للسرقة من بعض المجرمين الذين يتربصون بهذا النوع من المصطافين الذين يجهلون خفايا الولاية، حيث تتعرض منتجعاتهم السياحة للاقتحام وسرقة ممتلكاتهم الممثلة في المقام الأول في النقود وبعض الأجهزة على غرار الهواتف النقالة وكاميرات التصوير، مشيرا إلى "أن أكثر السرقات يقع ضحيتها أولئك الذين يستأجرون المنازل البعيدة نوعا ما عن البحر حيث يستغل المجرمون غيابهم عنها لاقتحامها والدخول إليها ليلا خاصة أن أغلب المصطافين يطيلون السهر إلى وقت متأخر من الليل. 

استهلاك المخدرات أوشرب الخمر قضايا شائعة 

من القضايا التي تطرح بكثرة في موسم الصيف، استهلاك وحيازة المخدرات التي يرجعها الأستاذ محمد محامي معتمد لدى المحكمة العليا، إلى التواجد الأمني المكثف على الشواطئ وبالطرق تنفيذا لما يسمى بمخطط دلفين. وبحكم أن الشواطئ تعتبر الملاذ المفضل للمراهقين والشباب لتمضية الوقت، حيث يستغل البعض المكان الذي يعج بالمصطافين لاستهلاك المخدرات بصورة خفية وبحكم أن دوريات الدرك أوالشرطة تتفقد الشواطئ، يتم إلقاء القبض على عدد من المنحرفين في حالات تلبس وبعضهم الآخر يبادر إلى القيام ببعض التصرفات غير المسؤولة والمخلة بالحياء التي تفضح حالتهم. 

ومن الدعاوى التي تعالجها المحاكم أيضا في فصل الصيف وتحدث كثيرا بالأعراس ـ حسب المحامي محمد ـ هي قضايا مرتبطة بحيازة واستهلاك المخدرات من طرف العرسان أو المرافقين للموكب ويشرح "أذكر قضية تم معالجتها مؤخرا وتتعلق بشاب ألقت مصالح الأمن عليه القبض بعدما كان متجها لاقتناء بعض مستلزمات عرسه وبحوزته بعض قطع من المخدرات كان ينوي استهلاكها ليلة عرسه، وهو التوجه الذي أصبح يتبناه الشباب في الآونة الأخيرة إما بالإقدام على تناول المخدرات أو شرب الخمر ليتمكن من تمضية ليلة عرسه والنتيجة تحول العرس إلى مناحة وتحولت العروس إلى ضحية طلبت الطلاق حتى قبل أن تتزوج، مشيرا إلى أن القضايا من هذا النوع كثيرة وبعضها أدى إلى وقوع حوادث مرور نتيجة القيادة بمواكب الأعراس تحت تأثير الخمر وتكون النتيجة حوادث مميتة ودعاوى لمتابعة المتسببين وتحصيل الحقوق المدنية من تعويضات. 

وللشجارات العائلية نصيب.. 

لا تتمكن بعض الأسر من الخروج لتمضية العطل ببعض الولايات الساحلية أو حتى التنقل إلى بعض الشاطئ بصورة دورية لما يتطلبه الأمر من تكاليف للتنقل، الأمر الذي يترتب عنه وتحديدا بالأحياء الشعبية بقاء أفراد الأسر في المنازل بسبب موجات الحر الشديدة وغياب المرافق التي تشغل وقت الفراغ، وهو ما يتسبب في وقوع شجارات نتيجة التواجد طيلة اليوم بالمنزل، وهو ما حدثتنا به الأستاذة سعاد محامية معتمد لدى المجلس التي أكدت "أن العديد من الشكاوي تقود إلى تحريك دعاوى قضائية ترفعها الزوجات بسبب حالات الضرب والجرح التي يتعرضن لها لسبب بسيط وأنهن طلبن الخروج للتنزه، ونتيجة لبعض المزايدات في الكلام بين الطرفين يقع الخلاف ما يجعلنا نعالج في هذا الإطار الكثير من القضايا من هذا النوع التي تبدأ بخلاف بسيط حول الرغبة في الخروج إلى شاطئ البحر أو للتنزه في مكان ما وتصل إلى حد الطلاق.