تشتد أهميتها خلال المراحل الأولى من العمر

قضاء الوقت مع الطفل ضرورة لصقل شخصيته

قضاء الوقت مع الطفل ضرورة لصقل شخصيته
  • القراءات: 1898
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

نصح الدكتور كمال شريف رحمون المختص في علم النفس والأرطوفونيا، بضرورة تخصيص وقت كاف لتمضيته مع الطفل، الذي هو بحاجة إلى حضور والديه في كل مرحلة من عمره، مشيرا إلى أنّ تلك المراحل تنقسم بين التأمل، محاولة الاستكشاف، وأخيرا الفضول على المحاولة، ويكون ذلك في  المرحلة الأولى من عمره إلى غاية 12 سنة.

أوضح الدكتور أن للطفل حق على والديه، وهو حق المرافقة، ويتم ذلك منذ ولادة الطفل إلى غاية بلوغه واكتمال عقله، وعلى الوالدين خلال كل تلك المراحل، لعب أدوار عديدة، وهي الاهتمام، الرعاية،  التعليم والمرافقة، ولن يتم ذلك على الطريق الجيّد إلا بقضاء الوقت مع الطفل وليس الاتكال على الغير في التربية، لأنّ الطفل في المرحلة الأولى مثل البذرة، لابد أن يتم الاهتمام بها منذ البداية حتى تكون ثمرة صالحة وجيدة، وهو الحال بالنسبة للصغار.

قال رحمون بأنّه عادة ما يجهل الأولياء المرافقة الحقيقية للطفل، ويظنون أنّ التربية هي إملاء مجموعة من القواعد عليه للامتثال لها لا غير، لكن الأبعد من ذلك أن يتم الأمر وفق تكامل الأدوار بين الأم، الأب والعائلة وكذا المؤسّسة التربوية، وتقاسم تلك الأدوار سيساعد على التفرّغ لمهمة واحدة لتتم على أكمل وجه. وحسب المختص فإن كل ذلك لابد من إرفاقه بالراحة للطفل وتعليمه الأخلاق والآداب من خلال قضاء الوقت معه، لأنّ لهذا الأمر أهمية عظيمة، إلا أن الكثيرين يجهلونها وآخرون يهمّشونها بحجة عدم وجود الوقت الكافي بين العمل والمهام الأخرى، إلا أن هذا الأمر خاطئ ويؤثّر على شخصية الطفل وتربيته.

قدم الأخصائي النفساني، برنامجا يطبّق خلال الأسبوع، وقال بأنه ضروري ولا يمكن أن يحدده مختص، لأن لكل فرد خصوصيته، حيث لا يمكن مثلا أن يتم ذلك في عطلة نهاية الأسبوع، فهناك من يعمل خلالها، أو قول مثلا تحديد ساعات قبل النوم وما إلى ذلك، لكن على الوالدين أن يقوما بذلك، بتحديد وقت «روتيني»، أي بصفة دورية كل أسبوع أو كل يوم لتمضيته مع الطفل.

ويتم ذلك، حسب المتحدث، بالجلوس مع الطفل والحديث معه وتبادل أطراف الحديث مع إمكانية مثلا رواية حكاية، وبكلّ بساطة اللعب معه، والهدف من كل ذلك هو إعطاء الطفل فرصة اكتشاف عطف والديه والشعور بوجودهما، مما يساعده على الشعور بالراحة ويمنحه صقل شخصية واثقة من نفسه، فضلا على إثراء ذاكرته وتقويتها بالذكريات التي ترسخ في السنوات الأولى من العمر، حيث يكون عقل الطفل كالإسفنجة ذات التفكير والخيال الخصب، هذا أيضا يمكّنه من تبني روح الإبداع والتواصل مع الغير والقضاء على الحياء المرضي، فالقوة سيستمدها من حديث والديه له وقضاء الوقت معهما ليشعرهما بالوجود.

وقد شدد الدكتور في الأخير، على أهمية إدراج الأطفال في أنشطة ترفيهية رفقة أوليائهم حتى خلال مواسم الدراسة، وليس فقط دفع الطفل للمذاكرة دون السماح له باللعب والخروج والتسلية، للأان ذلك يشعره بالملل ويجعله يشعر بغياب الوالدين.