طباعة هذه الصفحة

الحلي الفضية

قصة عشق وإبداع

قصة عشق وإبداع
  • القراءات: 1097
❊أحلام.م ❊أحلام.م

يعرض الحرفيون الجزائريون المختصون في صناعة الحلي الفضية قطعا متناهية الجمال تنضح بروح الإبداع، التي تعكس حرص أصحابها على وضع تجربتهم الطويلة فيها، وحبهم العميق لهذه الحرفة في سبيل حمايتها من الزوال، خاصة أنها تعاني من غلاء المادة الأولية، المشكل الذي يجعل الحرفي قاب قوسين، لاسيما أمام إعجاب الكثيرين بها وعدم قدرتهم على اقتنائها، في الوقت الذي تجد الكثير من السيدات بديلا رائعا للذهب، خاصة الأبيض منه، إذ أشار الكثيرون من محترفيها، إلى أنها مطلوبة بقوة، خاصة ما تزين منها بالمرجان، لكن غلاء الأسعار يحول دون اقتنائها.

تقدم الحرفية رتيبة فراح، في كل معرض تشارك فيه، تشكيلة من الحلي الفضية التي تذهل الأعين، قطع راقية وفي غاية الجمال، اجتمع فيها سحر الفضة وجاذبية المرجان، تجعل الناظر إليها يتمنى امتلاكها أول ما تقع عيناه عليها، وهي نتاج 24 سنة من الإبداع في المجال، وقد عمدت الحرفية إلى تقديم الجميل من القطع لتعويض الفتيات والسيدات عن الغلاء الكبير الذي يعرفه الذهب في السنوات الأخيرة، كما قامت بمزاوجة الفضة والمرجان خلال السنوات القليلة الماضية، بعدما كانت تصنع عقودا وأقراطا من المرجان الخالص.

أشارت الحرفية في معرض حديثها مع "المساء"، إلى أنها حاولت عرض أشكال مختلفة من الأساور والأطقم والأشكال التي قدمها مصممو الذهب، وعملت على طلاء الفضة بالذهب الأبيض، حيث اعتمدت على صباغة الفضة بالذهب الأبيض، وزينتها بالمرجان في أشكال إبداعية خاصة بها، من بينها أشكال مستقاة من قطع الذهب الإيطالية، على غرار "الزارسو" الذي زينته بالمرجان على شكل كرات، وهي من أصعب الأشكال التي يمكن صنعها بالمرجان، نظرا لصغر القطع المرجانية المكونة للكرة وجمعها في شكل مستدير، وقد نالت إعجاب ورضا السيدات اللائي طلبناها بقوة في أيام مضت.   

تعد الروح الإبداعية المحرك الرئيسي للحرفي الفنان، حسبما أكدته رتيبة التي قالت، إنها تغوص في مختلف الحضارات وتبحث في جماليات ما ترك السابقون، لتقدم أشكالا مختلفة وقطعا فريدة تعكس شخصها الفني والإبداعي.

غلاء الفضة مشكل يؤرق الحرفيين

أكد الحرفي حسين.ط، صاحب تسع سنوات من الخبرة في صناعة الفضة العصرية والتقليدية، الذي عرض بدوره تشكيلة رائعة من الحلي الفضية وخواتم الرجال، أن الأذواق مختلفة حيال القطع والتصاميم المطلوبة، فهناك من يحب تلك التي تشبه الذهب الأبيض، بينما تفضل أخريات الفضة القبائلية السوداء أو الشاوية التقليدية الأصيلة،  وهناك من يحب البيضاء، كونها قريبة من الذهب الأبيض.

فيما يخص المحافظة على القالب التقليدي، قال محدثنا، إن الأمر مفروغ منه، لكن لابد من تطوير العمل حتى ينال إعجاب الزبائن من خلال إدخال بعض اللمسات العصرية على المصنوعات.

فيما يخص العراقيل التي تعرفها الحرفة، أكد محدثنا أن المادة الأولية جد غالية، ويقول "الكثير من الزبائن والسياح يشتكون غلاء سعر القطع، ونحن نسعى بكل جهدنا إلى تخفيضه لضمان التسويق والخدمة، لكن للأسف، نحن نعاني أيضا، فسعر الكيلو الواحد من الفضة الخام 12 مليون سنتيم، كما أن الحرفة تعاني من نقص الإقبال عليها وتعلّمها، فهي الآن محصورة بين وارثيها ومحبيها فقط، وهم قليلون جدا".