الصيد بالصنارة

قصة عشق مع البحر

قصة عشق مع البحر
  • القراءات: 482
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يصطف على طول أرصفة الواجهة البحرية غرب العاصمة من شاطئ الرميلة بباب الوادي إلى غاية الشاطئ الصخري للجميلة بعين البنيان، عدد من هواة الصيد بالصنارة، الذين يتوافدون من بيوتهم القريبة على تلك الواجهة المجاورة بعد الظهيرة، لقضاء أوقات هادئة في انتظار اصطياد سمكة، أو عدد منها لتكون وجبة عشاء ذلك اليوم. تتميز هذه الواجهة بشواطئها الصخرية التي تمتد على طول الشريط هناك. وتستقطب، خاصة، الشباب عشاق السباحة في الشواطئ الصخرية، كما تستهوي الأرصفة المجاورة لها عشاق الصيد، حيث تتحول كل مساء إلى ملاذ يثير اهتمام الشغوفين بهذه الهواية لقضاء أوقات مريحة والاستمتاع بالبحر بعيدا عن صخب الشوارع والأحياء.

واعتاد العشرات من هؤلاء الصيادين مواقعهم بتلك الواجهة، يصطفون هناك بعد صلاة العصر عادة، وينصبون صناراتهم، محضرين طعم الصيد سواء من ديدان أو أسماك صغيرة، أو عجينة خبز، وكله هدف معيّن أو نوع سمك يريد سحبه. ولقد تحولت هذه الهواية بالنسبة للبعض، إلى هوس حقيقي يتم بشكل يومي، حسب ما أشار إلى ذلك سيد احمد، الذي أوضح أن الصيد بالصنارة تحول من هواية إلى شغف حقيقي، حيث يذهب البعض إلى تخصيص ميزانية معينة لاقتناء معدات الصيد والطعم. وفيما يمارسها البعض خلال نهاية الأسبوع، يعتمدها آخرون طقسا يوميا لا سيما كبار السن، والمتقاعدون عن العمل. وأشار محدثنا إلى أن أكثر ما يميز تلك المنطقة ويستقطب العدد الهائل من الهواة، طبيعة الشواطئ، التي لا تتطلب جهذا كبيرا، بل يكفي الوقوف على الرصيف، وإلقاء الصنارة مباشرة في البحر، وانتظار ما سترفعه من سمك.

من جهته، قال سمير (40 سنة)، إن هواية الصيد التقطها من عند رفيقه، الذي تلقاها، هو الآخر، من عند عمه، وهم من أبناء أعالي القصبة. قصته مع البحر ليست وليدة شبابه، بل ترعرع في أحضان شواطئ باب الوادي إلى طول الساحل الغربي هناك. وأشار إلى أن الصيد كالرياضة، يزداد حبه كلما مورس أكثر فأكثر، لا سيما إذ اعتاد الفرد الصيد وحصل على  كمية وفيرة من السمك. وأضاف: "أحيانا تشتد المنافسة بين الصيادين الذين يعتادون ممارسة هذه الهواية معا، من يصطاد أكثر، أو من يصطاد أولا، وتنتهي تلك المنافسة، أحيانا، بجلسات شواء بنفس الشاطئ".

ومن جهة أخرى، قال خالد (20سنة): "أحيانا، تلك الهواية هي مصدر متعة أكثر من كونها طريقة للحصول على السمك. والدليل أن بعض الصيادين يعيدون السمكة إلى البحر. وآخرون يقدمونها للأهل أو الأصدقاء أو العابرين، فهو شغف أحيانا لا يمكن تفسيره، ولا يمكن الجدل بشأنه، فهو يساعد في تخفيف الضغط هروبا من صخب الحياة اليومية المتعبة". ويضيف المتحدث أن بعض الصيادين تجدهم في رحلة يومية بين شاطئ وآخر، إذ يعتبرون ذلك متعة مشتركة بين من جمعتهم هواية الصيد، فتجدهم يختارون كل يوم شاطئا مغايرا.