سكيكدة

قرية “الدوزن” تستعد لإحياء عيد الزيتون

قرية “الدوزن” تستعد لإحياء عيد الزيتون
  • القراءات: 782
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

تستعد قرية الدوزن الجبلية، التابعة لبلدية بني زيد، غرب سكيكدة، بالمصيف القلي، وككل سنة، لإحياء زردة انطلاق موسم جني الزيتون، التي يشارك فيها كل سكان القرية، بمن فيهم الضيوف الذين توافدوا إليها من البلديات المجاورة، كالقل وأولاد أعطية وأم الطوب والحروش، وحتى من مدينة سكيكدة، إذ يقظون يوما متميزا تتجسد فيه أسمى مظاهر التضامن والتآزر والتعاون العفوي بين كل أطياف العائلات القلية، التي تبقى وإلى يومنا هذا، تحافظ على عادات الأجداد، ومن ثمة، ترفض ذاكرتهم الجماعية التخلي عنها.

”زردة قرية الدوزن، أو كما يسميها البعض بعيد الزيتون، التي جاءت هذا الموسم في ظروف صحية فرضتها جائحة كورونا، عادة مترسخة في المنطقة منذ غابر الأزمنة، تبدأ الطقوس الاحتفالية منذ الساعات الأولى من الصباح، بتوافد المحتفلين من الجنسين ومن مختلف الأعمار، فيما ينشغل أعيان القرية في ذبح عدد من رؤوس العجول تحت أشجار الزيتون، أو كما تسمى بـ”الدمنة، إيذانا بانطلاق الاحتفالات في أجواء من الفرح والتفاؤل والأمل، ليتم بعد عملية الذبح والسلخ وسط الأهازيج والأدعية والأذكار، الشروع في عملية المصباح، وهي تقطيع اللحم وتقسيمه بأعداد متساوية، يُوزع على العائلات الفقيرة، فيما يتناول الجميع أطباقا تقليدية من كسكسي أو شخشوخة، تقوم بإعدادها النسوة تحت أشجار الزيتون، ولا يتخلف أحد من أهالي القرى والمداشر عن الوليمة، وبعد الانتهاء من الأكل، تُعقد حلقات للذكر والدعاء والتضرع إلى الله بأن يطرح البركات، وأن يجعل من موسم جني الزيتون موسم خير. يبقى لعيد جني الزيتون بمناطق الدوزن نكهة خاصة، تعكس بصدق التضامن الجماعي والعفوي الذي تجسده العملية بهذه المناطق الجميلة والطيبة كطيبة سكانها.