لتوسيع التكفل بالمدمنين على المخدرات

قرب افتتاح مركز بوشاوي

قرب افتتاح مركز بوشاوي
رئيس المنظمة الوطنية لرعاية الشباب، عبيدات
  • القراءات: 7176
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

دفعت قلة المراكز المختصة في التكفل بالمدمنين على المخدرات  بالمستشار في الوقاية الجوارية، عبد الكريم عبيدات، رئيس المنظمة الوطنية لرعاية الشباب إلى التفكير في إنشاء مركز جديد،  له قابلية علاج الراغبين في التخلص من هذه الحالة.. التقته "المساء" مؤخرا، على هامش مشاركته في يوم تحسيس حول الهجرة غير الشرعية، وعن الخدمات التي يقدمها المركز الجديد،  كان هذا للقاء.

يوضح رئيس المنظمة الوطنية لرعاية الشباب، عبيدات، في بداية حديثه، أنه بعد نجاح تجربة مركز المحمدية في علاج المدمنين، والإقبال الكبير عليه بغية تلقي العلاج والمرافقة، يقول "فكرنا في إنشاء مركز آخر جديد، ينتظر أن يفتتح في مطلع شهر فيفري المقبل، ويعتبر أول مركز عربي إفريقي، مقره غابة بوشاوي بالعاصمة، يكون تجربة رائدة في مجال التكفل بالمدمنين ومساعدتهم على تخطي الحالة، والاندماج مجددا في المجتمع".

التفكير في إنشاء مركز جديد، حسب محدثنا، جاء بعد أن وجدت العائلات صعوبة في التكفل بأبنائها المدمنين، حيث كانوا في كل مرة يطرحون السؤال التالي؛ "أين نذهب بأولادنا؟" ومن يشرف على التكفّل بهم؟ خاصة أن مركز المحمدية لم يعد قادرا على التكفل بكل المدمنين الوافدين عليه، ومنه جاءت فكرة المركز الجديد الذي سيتكفّل بعلاجهم، حيث يشرف عليهم طاقم متخصص.

من بين الامتيازات التي يؤمنها المركز الجديد، حسب الخبير، أنه يتوسط غابة بوشاوي، الأمر الذي يمنح المدمن راحة نفسية تساعده على تقبل فكرة العلاج، من خلال التواجد بعد فترات العلاج وسط الطبيعة والابتعاد عن ضوضاء المدينة، ناهيك عن تزويده بطاقم من الأطباء والأخصائيين النفسانيين والاجتماعيين الذين توكل لهم مهمة علاجهم، موضحا في السياق، أن الفئة المستهدفة هي التي أدمنت على المخدرات وبلغت درجة متقدمة من التعاطي، أو تلك التي ولجت هذا العالم حديثا ولم تبلغ مرحلة الإدمان، حيث يدعمها المركز لتخطي الحالة.

من جهة أخرى، أوضح محدثنا أن للمركز الجديد طاقة استيعاب تفوق 200 مدمن، لكن يظل غير كاف بالنظر إلى العدد الكبير من المدمنين، خاصة على الأقراص المهلوسة التي تحتل اليوم المراتب الأولى، والممثلة في أقراص "الصاروخ". بالمناسبة يوجه المتحدث دعوة للأولياء من أجل مرافقة أبنائهم، خاصة في مرحلة المراهقة، حيث يكون في أمس الحاجة لمرافقة ومراقبة أبنائهم، موضحا أن الرقابة لابد أن تكون بدراسة سلوك الأبناء ومدى تغيّره، كالانطواء والانعزال والنرفزة، وهي العلامات الأولى التي توحي بأنهم غير طبيعيين، وأن احتمال الإدمان قائم، موضحا أن التكفل كلما كان مبكرا كان من السهل علاج المدمنين، لأن العملية تكون جد صعبة بعد أن يتحول الشاب إلى مدمن.

يقول عبيدات "تفشي الإدمان على المخدرات بكل أشكالها، ودخولها إلى المؤسسات التربوية، يدعونا إلى التفكير بصورة جدية في وضع استراتيجية تقوم على إنشاء خلايا إصغاء جوارية، يؤطرها أخصائيون نفسانيون، دورها التكفل بالحالات التي ولجت عالم المخدرات حديثا، أو التي بدأ يغرر بها، لاسيما على مستوى المتوسطات والثانويات".