بسبب مخاطر الأجهزة الإلكترونية على الأطفال

قرار يوصي بالحفاظ على المرحلة الذهبية لتكوينهم

قرار يوصي بالحفاظ على المرحلة الذهبية لتكوينهم
  • القراءات: 433
❊سعاد سوياد ❊سعاد سوياد

استطاعت الوسائل التكنولوجية أن تصل إلى جميع الفئات العمرية، فتنوعت وسائلها بين الهواتف الذكية والآيباد، اللوحات والألعاب الإلكترونية التي أصبحت بين أيدي الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم الثلاث سنوات، الذين تعلقوا بها تعلقا شديدا، لما لها من مزايا في غفلة من الآباء، عما يمكن أن تسببه للصغار من مخاطر، على غرار التوحد، أو الانتحار، كما هو الحال مع اللعب الإلكترونية التي حصدت أرواح الأبرياء.

تحرص العديد من الأسر على توفير هذه الأجهزة الإلكترونية لأبنائها قصد إسعادهم، دون إدراك مختلف أنواع الضرر التي يمكن أن تلحقها بالأطفال ، وهو ما وقفنا عليه من خلال الدردشة التي جمعتنا ببعض الأمهات اللواتي أكدن أنهن يدركن مخاطر الأجهزة الإلكترونية، إلا أنهن يضطرن إلى النزول عند رغبات أبنائهن، لإيقاف دموعهم المنهمرة، علاوة على الإدمان، فإن السيدة خديجة أم لطفلين؛ كبيرها يبلغ 8 سنوات يدرس في الابتدائي، قالت بأنه بعد دخوله إلى البيت، يتوجه مباشرة إلى اللوحة الإلكترونية التي أهداها له أبوه ويستخدمها حوالي 3 ساعات في اليوم. أما صغيرها صاحب السنتين، فيستعملها مباشرة عند استيقاظه من النوم، لأنها موجودة كل وقت إلى جانبه، تقول "إنها  تساعدني على الهائه، خاصة عندما أكون مشغولة".

من جهتها حنان أم لـ4أولاد، أشارت إلى أنها وجدت فرقا كبيرا في تربية الأبناء بين المشاغب والهادئ، فاللوحة والهاتف النقال ساعداها كثيرا على خلق أجواء من الهدوء في البيت مع ابنها الصغير ذي الـ3 سنوات، لأنه يستخدمها في كل الأوقات، خاصة حينما يهم بالبكاء، وتقول - ضاحكة -؛ في بعض الأحيان أنسى ابني، فأبحث عنه لأجده منهمكا في اللعب بها وهو يفضل ألعاب المصارعة ومشاهدة "طيور الجنة"،  سألنها إذا كانت على علم بالسلبيات التي تنتج عن هذه الوسائل، فأجابت بنعم، وتواصل "لكن ماذا عساني أفعل؟ هذا هو الحل الوحيد لإسكاته، صراحة هو صغير  مدلل وأحب تلبية طلباته"

الخبير يونس قرارلا تتركوا أبناءكم مع الأجهزة طويلا

تحدثت "المساء" مع الخبير في تكنولوجيا الإعلام والاتصال، يونس قرار،  حول طرق تكوين طفل سليم، فذكر المثل الصيني "إذا أردت أن تعرف المستقبل فاسأل الطفل". وأكد أن ترك الطفل طويلا مع الأجهزة الإلكترونية دون مراقبة وتقنين للوقت، يتسبب له في الإدمان، لهذا لا يجب تركه لوحده لوقت طويل، كما لا يمكن حرمانه كليا منها، لأنه إذا لم يجدها في البيت، سيجدها في هواتف الزملاء أو الأصدقاء ولدى الأقارب أيضا.

أشار المتحدث إلى أهمية قيام الوالدين بواجباتهما، كالمراقبة وتقسيم الوقت ومعرفة المواقع التي يدخلها الطفل، تجنبا لتأثيرات الاستعمال الخاطئ للتكنولوجيا السلبية، كونها تؤثّر على الذاكرة على المدى الطويل، فالأطفال الذين يعتمدون على الأجهزة الحديثة يصابون بكسل على مستوى  الدماغ، مضيفا أن الجلوس الطويل أمام الأجهزة الذكية يؤدي إلى إجهاد الدماغ عند الإصابة في حالات الإدمان، ليصبح الطفل انطوائيا ومحبا للعزلة ويجد صعوبة في التأقلم مع الآخرين، فيعتمد بشكلٍ أساسي على هذه الأجهزة في تمضية الوقت. كما أنها قد تؤدي إلى الإصابة بالتوحد، إلى جانب الشعور بالتعب والإرهاق والصداع بسبب الإشعاعات التي تصدر منها، علاوة على أنّها تؤثر بشكل مباشر على العين، فقد يشعر الطفل بقصر النظر.

نصح قرار بأن يعيش الآباء عصر أبنائهم بكل معطياته وميزاته، لأن مرحلة الطفولة تعتبر المرحلة الذهبية في تكوين شخصية الطفل.

سعاد سوياد