مختصون يحذّرون من مخاطر الألعاب الإلكترونية

قتل.. ابتزاز.. تشهير وترويج للماسونية

قتل.. ابتزاز.. تشهير وترويج للماسونية
  • القراءات: 896
حنان. س حنان. س

نظم ديوان مؤسسات الشباب لبومرداس بالتنسيق مع عدة شركاء، مؤخرا، مائدة مستديرة حول أخطار الأنترنت والألعاب الإلكترونية، تم خلالها التأكيد على أهمية لعب الأسرة الدور المنوط بها في حماية أبنائها من هذه الآفة الآخذة في التوسع، لا سيما أن الحصول على الهواتف الذكية أصبح سهلا بين جميع الفئات العمرية.

أكد المتدخلون خلال المائدة المستديرة حول مخاطر الألعاب الإلكترونية المنظمة بدار الشباب "سعيد سناني" بمدينة بومرداس، على أهمية التعامل مع هذا الموضوع بحذر شديد، على اعتبار أن الأنترنت التي غزت البيوت ومختلف مناحي الحياة، أصبحت حقيقة لا مفر منها، لذلك فإن التحسيس المستمر بخطورة الوجه الآخر لهذه التكنولوجيا، أصبح أكثر من ضرورة، ليس فقط للأطفال والمراهقين، وإنما للأسرة ككل، كونها الجهة المسؤولة عن غرس مختلف القيم في النشء، ناهيك عن تعريفه وتعليمه بواجباته نحو نفسه ونحو الآخر. وفي هذا السياق، لفتت مستشارة الشباب ليزة سالم، إلى أن العديد من المشاكل الصحية والنفسية مرتبطة بعامل إدمان الأنترنت والألعاب الإلكترونية، خاصة عند الأطفال والمراهقين، لا سيما مع سهولة الوصول إليها، كونها متوفرة على الهواتف الذكية.

والأكثر من ذلك، أن الوالدين هما من يقومان بتوفيرها لأطفالهم في غفلة منهم عن الأخطار الناجمة عن هذا الأمر. كما لفتت في معرض مداخلتها، إلى كون أعراض إدمان ألعاب الفيديو مثل ما يعرّفها المختصون، تتلخص في العدوانية، والفشل الدراسي، إضافة الى الإجهاد والانفعال، داعية إلى زيادة الوعي لدى الأسر، لتقوم، بدورها، في توعية أفرادها بمخاطر هذا الأمر، وهو نفس ما ذهب إليه ممثل الدرك الوطني المساعد محمد ميلان في تدخله، لما أكد أن التحسيس بخطورة الأنترنت إجمالا، لا بد أن يكون موجها بالدرجة الأولى، نحو الأسرة، لا سيما الوالدان، لما لهما من دور كبير في النأي بأطفالهم عن الأخطار المتربصة بهم. وأكد المتحدث أن الدرك الوطني كمؤسسة أمنية، تتلقى، يوميا، شكاوى لها علاقة بالأنترنت، يكون الطفل فيها إما جانيا أو ضحية، داعيا في هذا الصدد، كلا من الأسرة والمؤسسات التعليمية، إلى أداء واجبهم في توعية الطفل حول المخاطر المتربصة به من الشبكة العنكبوتية.

ومن جهته، لفت ممثل فرقة حماية الأحداث بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني لبومرداس، إلى أن الجرائم المسجلة، اليوم، مرتبطة كلها بالأنترنت، قائلا بأن هذا الأمر أصبح واقعا مفروضا، لا بد من التكيف معه، موضحا أن وضع جهاز ذكي متصل بالأنترنت بيد الطفل أو المراهق، معناه وضعه في حالة خطر. ومن بين الأخطار الابتزاز والتشهير، وحتى إضاعة الوقت، وتدني المستوى الدراسي، وجفاف الأعين، ناهيك عن الضرر الأخلاقي الذي يبث عبر الأنترنت، وقد يؤدي بالطفل والمراهق إلى إلحاق الضرر بمعتقداته الدينية، وبالتالي تهديد أسرته وكل مجتمعه. كما أكد المتدخل أن التحسيس لا ينبغي أن يكون لفائدة فئة الأطفال، وإنما لكل الأسرة، وعلى رأسها الأولياء.

ولتقريب الصورة أكثر لا سيما لبعض المراهقين ممن شاركوا في ذات التظاهرة التربوية، لفت المتدخل إلى بعض القضايا التي عالجتها فرقة حماية الأحداث لدرك بومرداس، منها قضية طفلة في 14 سنة من عمرها، أرسلت صورة لها إلى أحدهم، قام، من فوره، بابتزازها والتهديد بنشرها عبر موقع فيسبوك، قال المتحدث بأن هذه البنت تراجع مستواها الدراسي كثيرا، حيث أصبح شغلها الشاغل كيفية التخلص من هذا الأمر إلى أن تدخّل عناصر ذات الفرقة، وأنهوا الأمر.

وفي قضية ثانية تثير الكثير من الاستغراب، بنت في 17 من عمرها، كانت تستعد لامتحان البكالوريا. ومن شدة تعلقها بالإنترنت تراجع مستواها الدراسي كثيرا، ما جعلها تبحث عن مشعوذة عبر فايسبوك لتساعدها في الرفع من مستواها.. هذه الفتاة روت لصديقة لها هذا الأمر، فقامت الأخيرة بانتحال صفة مشعوذة على فيسبوك. وعلى الفور بدأت المراسلات بين الجهتين، لتسأل البنت عن نقاطها المحتملة في هذه المادة أو تلك، وتجيب "المشعوذة" من جهتها!... والأكثر من ذلك أنها ابتزت البنت لتعطيها مبالغ مالية بلغت 26 مليون سنتيم، وهو المبلغ الذي قامت البنت بسرقته من والديها حتى تفطن الأب لأمر نقص المال. كما تفطنت الأم، من جهتها، لغياب بعض القطع الذهبية، ثم اضطرت البنت للاعتراف، وانجرّ جميع الأطراف أمام الدرك الوطني لحل هذه المعضلة..

كما نشير هنا إلى جريمة القتل التي وقعت مؤخرا ببلدية برج منايل، حينما أقدم مراهق في 15 سنة، على قتل زميله في نفس العمر، بسبب لعبة فريفاير الإلكترونية...ناهيك عن ممارسة بعض الأطفال الماسونية، والترويج لها بسبب إدمانهم بعض الألعاب الإلكترونية، وكله مبعث حقيقي للقلق، لا بد من تنظيم عدة حملات تحسيسية حول هذا الموضوع على مدار السنة، بمشاركة جميع الفاعلين؛ حمايةً للنسيج الاجتماعي.