مرتفعات سرايدي وحدائق بونة

قبلة الأطفال والعائلات خلال عطلة الشتاء

قبلة الأطفال والعائلات خلال عطلة الشتاء
  • القراءات: 858
هبة أيوب هبة أيوب

​تحولت الحدائق والمنتجعات الطبيعية منذ حلول عطلة الشتاء بعنابة، إلى قبلة للعديد من العائلات التي تفضل قضاء وقتها بين المروج وسفوح الجبال من أجل تغيير الجو وكسر الرتابة السنوية. ورغم البرد القارس وانخفاض درجة الحرارة، إلا أن الأطفال والمتمدرسين وجدوا ضالتهم وسط الغابات المتاخمة لمرتفعات الإيدوغ الأشم، والذي يراقص على غير عادته الصقيع وأمواج البحر المتلاطمة التي تصنع هي الأخرى لوحة فنية فريدة من نوعها تساهم في تصفية الدهن.

ساعدت كل هذه المقومات الطبيعية على خلق مكان للاستجمام، خاصة أن مرتفعات سرايدي تتوفر على تضاريس متنوعة تحاول العائلات تغيير نمطها من خلال خلق أجواء من الدفء في المكان،  بإشعال النيران في الغابة وطهي الأسماك ولحوم الأرانب وحتى تحضير بعض المقبلات التي تتماشى والرحلة اليومية، هذا ما وقفنا عنده خلال نهاية الأسبوع الماضي، حيث التقينا بالعديد من الزوار القادمين من الولايات المجاورة، على غرار قسنطنية والعاصمة سككيدة، باتنة وغيرها من المناطق الأخرى والذين وجدوا راحتهم في الهواء العليل بعيدا عن التلوث وبعض السموم التي تفرزها المصانع التي تشكل خطرا على المرضى خاصة المصابين  بالأمراض المزمنة. وحسب السيد (خالد.م)، فإنه وجد مناطق سرايدي وشطايبي وضواحيها أماكن جد رائعة بعيدا عن الضوضاء، وبالنسبة لأطفاله فهم بعيدين عن الزحام، إلى جانب تدريبهم وتعليمهم على التواصل مع الطبيعة واكتشاف كل مكوناتها، خاصة منها الحيوانات والعصافير، وعليه فإن مثل هذه الخرجات تعتبر متنفسا حقيقيا وثقافيا للصغار. من جهتها السيدة دنيا، مختصة في علاج الأمراض النفسية، أكدت لنا أنه لو يعرف المرضى، خاصة الذين يعيشون ظروفا نفسية صعبة أهمية هذه المناطق، لن يستغنوا عنها لأنها صفاء للروح والذهن، بالإضافة إلى استنشاق الهواء العليل. 

وفي سياق متصل، برمجت مديرية السياحة رحالات مجانية لبعض المرضى، لتعريفهم ببعض المناطق السياحية وجماليات المكان، وعليه تم توفير عدد من الحافلات والمركبات للزوار مع حلول السنة الجديدة، بالإضافة إلى تنظيم 12 رحلة أسبوعية من طرف المدارس والجمعيات الناشطة في القطاع السياحي والنقل من أجل تحويل التلاميذ إلى مثل هذه المنتجعات السياحية المفتوحة على الراحة، بعد ربطها ببعض المرافق الضرورية لتسهيل الإقامة على السياح والأجانب.

تعتبر الحدائق العمومية بمدينة عنابة مناطق جذب للزوار بامتياز خلال عطلة الشتاء، خاصة الأشخاص الذين دخلهم ضعيف،  وجدوا أن مثل هذه الحدائق القريبة من منازلهم مكانا للراحة دون كراء سيارات في سبيل التجول عبر الغابات والجبال، فهم يكتفون بالذهاب مع أبنائهم إلى هذه المنتجعات التي تقام فيها مهرجانات خاصة للرقص، وتقديم بعض النشاطات البهلوانية  والعروض المسرحية، والتي خرجت إلى الشارع هي الأخرى،  هذه هي عنابة تحاول أن تبرز لسكانها بعض جمالها الذي يمتد من أعالي الإيدوغ، مرورا برأس الحمراء، والتي تقام فيها الوعدات والحفلات وذبح الديكة والكباش والتزين بالحنة وإشعال الشموع إلى نهاية جزيرة قلقميس بشطايبي، والتي تم اختيار خلجانها كأجمل خلجان العالم.