إشرف على إنجازه أساتذة جامعيون

قاموس رياضي ثلاثي اللغات بمقاييس علمية حضارية

قاموس رياضي ثلاثي اللغات بمقاييس علمية حضارية
  • القراءات: 4313
 نور الدين.ع  نور الدين.ع

أشرف البروفيسور عبد الواحد شالة، نائب رئيس جامعة بسكرة، مكلف بالبيداغوجيا بقاعة النشاطات الثقافية على مستوى المجمع الثقافي، على فعاليات اختتام مشروع "قاموس الرياضيات"، بحضور طلبة جامعة بسكرة، أساتذة مختصين في مجال الترجمة وطلبة منسقين من عدة جامعات من الوطن. وبالمناسبة، شدد في كلمته على أهمية مواصلة الأنشطة التي تساهم في إثراء الصرح العلمي.

أوضح الدكتور عبد اللطيف بالطيب، صاحب فكرة إنشاء قاموس ثلاثي اللغات، أستاذ الرياضيات التطبيقية بكلية "الجبيل الصناعية" بالمملكة العربية السعودية، المقيم بلندن، أن فكرة المشروع جاءت بعد زياراته المتعددة للجامعات الجزائرية التي تواجه ـ حسبه ـ مشاكل في مجال ترجمة المصطلحات الرياضية، خاصة في دراسات الماجستير والدكتوراه، لاسيما الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى الفرنسية والعربية، وأن وسائل "أنجند" محركات البحث كـ«غوغل" غير مختصة، وترجمتها ركيكة وحتى غير مفيدة. 

وقال إن طرح فكرة إنشاء قاموس، انطلاقا من المواد التي يدرسها طالب السنة الأولى جامعي إلى الدكتوراه، حتى تكون الترجمة دقيقة وواقعية وتمس المواد التي يدرسها هذا الباحث، ومنه شكلت مجموعات في "الفايسبوك"، تضم أكثر من 25 جامعة اشتغلت لمدة سنة كاملة، تخللها تنظيم مؤتمرات بباتنة وعنابة، ومتابعات وغرف تنسيق على مستوى شبكة التواصل الاجتماعي. وفي الأخير، تم تقديم 2000 مصطلح لبعض الأساتذة المختصين للتدقيق فيها وتصحيحها، وقد تمت الاستعانة بمجموعة من الأساتذة، أمثال الدكتور سعد الله العلمي، الدكتور طيار، وتمت المصادقة على الترجمة.

وأضاف أن المشروع ليس قاموسا فقط ونسخة مطبوعة، وإنما يشمل تاريخ المشروع والمراحل التي مر بها حتى يتمكن الشخص من أخذ فكرة عنه، وفيلما وثائقيا توثيقيا، وتطبيقا على الهاتف النقال، وموقعا أيضا على الأنترنت. مشيرا إلى أنه خلال المسيرة تم تنظيم مؤتمرات ومخيمات ورحلات ترفيهية، والأهم من كل ذلك، شكلت عائلة القاموس التي تضمن أكثر من 30 جامعة جزائرية، كلها استفادت من مهارات البحث والتواصل مع وسائل الإعلام المحلية والدولية، سمحت باكتساب مهارات، مؤكدا أن إنجاز  القاموس هي البداية فقط، على أن يتطور المولود ويصبح أكبر حجم وأجود من حيث النوعية، ويتوسع ليشمل مجالات الترجمة في علم النفس وغيرها، مشددا على أهمية وسائل الإعلام في إيصال هذا العمل المفيد لكل من يعنيه الأمر، خدمة للعلم والمعرفة التي لا يمكن للأمة أن تتطور دون الإلمام بمختلف العلوم واللغات.      

وقالت الأستاذة بن يتو، منسقة ولاية عين الدفلى في تصريح لـ«المساء"، بأن الأساتذة المشاركين في التدقيق، هم الدكتور أبو بكر علوي، مفتش وأستاذ مادة الرياضيات في الطور الثانوي سابقا ببسكرة، نذير طيار أستاذ بجامعة منتوري قسنطينة، البروفيسور أبو بكر خالد سعد لله أستاذ بالمدرسة العليا بالقبة، الدكتور نجيب حفيظي أستاذ بجامعة بسكرة، كمال عبد القادر أبو أحمد، أستاذ بكلية الجبيل الصناعية بالمملكة العربية السعودية، الدكتورة صورية خير الدين أستاذة بجامعة بسكرة، أسماء طويل طالبة دكتوراه بجامعة باتنة "2"، فضلا عن أولياء داعمين، منهم السادة إبراهيم عباسي، إبراهيم كردودي، جيلالي مرابطي، عبد الرحمان بن خلف الله، محمد تركي، والقائمة طويلة، تقول محدثتنا.

أكد الأستاذ غواطي صالح، عميد كلية العلوم الدقيقة بجامعة قسنطينة "1"، أنه تابع باهتمام مشروع الأستاذ عبد اللطيف بالطيب، المتعلق بقاموس ثلاثي اللغات؛ العربية، الفرنسية والإنجليزية، التي شاركت في إنجازه عدة جامعات من الوطن، وأن القاموس دعامة لطلبة الرياضيات، مشيرا إلى استضافة الأستاذ بالطيب بجامعة قسنطينة، مؤخرا، لإلقاء محاضرة حول الرياضيات الصناعية وآفاق استعمالها في المجال الصناعي، حيث كانت محاضرة قيمة، تم التطرق من خلالها إلى آفاق استعمال الرياضيات في المجال الصناعي، مؤكدا أن القاموس يسمح بتوحيد المصطلحات على مستوى كل الجامعات الجزائرية ويجعل الرياضيين يستعملون نفس المصطلح، وهذا يثري المكتبة الوطنية في مجال الرياضيات.     

من جانبه، تحدث نذير طيار، أستاذ الرياضيات بقسم كلية العلوم الدقيقة بجامعة قسنطينة لـ«المساء"، قائلا بأن دوره تركز حول مراجعة العمل الجبار الذي قام به الطلبة، والتدقيق في المصطلحات التي قدموها، بالاعتماد على مراجع مكتوبة أو على بعض المواقع المتخصصة في الترجمة العليمة والمصطلحات العلمية على وجه الخصوص، وبحكم تكوينه في تخصص الترجمة وله كتب مترجمة إلى اللغة العربية، وفائز بجائزة الترجمة سنة 2006 عن كتاب "البعد اللامرئي، التحدي الزمني والإعلامي" لوزير الصناعة والاقتصاد والطاقة الفرنسي السابق فيلي بريطون، وله كتاب صادر في عام 2016 ترجم إلى العربية وكذلك لمؤلفته كامليا.

وأضحى هذا الإنجاز العلمي من قبل الطلبة وإشراف الأساتذة، يدعم كليات العلوم الدقيقة بجامعات قسنطينة، بسكرة وباتنة وغيرها من المؤسسات الجامعية، وتكمن أهميته في قيام مجموعة وليس فرد بإنجازه، الأمر الذي قد يشكل نواة لعمل جماعي أضخم وأكبر، لأن قامومسا بهذا الحجم يمكن أن ينجزه فرد، لكن الأهمية في التنسيق بين هذه المجموعات وفي التدقيق وفي إخراجه بهذا الشكل، معتبرا إياه إنجازا علميا حضاريا كبيرا.