في طبعتها الخامسة وتحضيرا لموسم الاصطياف

قافلة "جبلينار" السياحية تحط رحالها بعين تيموشنت

قافلة "جبلينار" السياحية تحط رحالها بعين تيموشنت
  • القراءات: 1014
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

استقبلت ولاية عين تموشنت، قافلة "جبلينار" السياحية بفندق "دوريان بيش"، مطلع الأسبوع الجاري، في مسعى لإعطاء بعد آخر لنشاط الوكالات السياحية في العمل التطوعي، حيث تعمل من خلال تنقلاتها من مدينة لأخرى، عبر طبعاتها السابقة، لتصل هذه المرة إلى الطبعة الخامسة، انطلاقا من تيكجدة، ثم بجاية، قسنطينة وتيبازة، ها هي اليوم وتزامنا مع اقتراب افتتاح موسم الاصطياف، تحط رحالها بولاية عين تموشنت الساحلية، المعروفة بجمال شواطئها، لتثمين مؤهلاتها من معالم سياحية، تاريخية وجمال طبيعي، في استقبال السياح، ليس في ظل غلق الحدود فحسب، إنما تحضيرا لأن تكون المنطقة ضمن عروضها الترويجية بامتياز.

تهدف هذه القافلة، حسب القائمين عليها، إلى تثمين المناطق الداخلية من جهة، بالترويج لها، فضلا على إعادة بعث نشاط الوكالات السياحية، خصوصا بعد تأثير الأزمة الصحية على النشاط السياحي. كما تسعى إلى تعزيز العمل التطوعي، حيث تحملت الوكالات المشاركة في القافلة، مسؤولية النشاط التطوعي في تنظيف بعض المعالم السياحية بالمناطق التي حطت بها، وقد شارك في هذه العملية في ولاية عين تموشنت، فرع الكشافة الإسلامية بمدينة عين تيموشنت، ومديرية الغابات، فضلا عن أعوان الأمن والدرك الوطني والحماية المدنية، حيث ثمن هؤلاء أهمية هذه الحملة في الترويج للمنطقة، من جهة، والعمل على تنظيف المناطق التي يتسبب بعض الزوار في تشويه صورتها، بسبب ما يتركونه من فضلات وقمامة ،على غرار القنينات الزجاجية والأوراق والأكياس البلاستيكية، التي تشوه المنطقة السياحية وتسيء للطبيعة.

من أجل سياحة واعية ومسؤولة

في هذا الصدد، قال صابر قرامة، صاحب وكالة سياحية، وأحد المشاركين في التظاهرة، إن الهدف من هذه القافلة، إلى جانب العمل التطوعي وتنظيف المناطق السياحية بولايات الوطن، هو الوقوف جنبا لجنب في سبيل التصدي لأزمة عاشتها الوكالات، بعد الغلق التام للحدود لأكثر من سنة كاملة، وتوقفها عن العمل، وأضاف المتحدث، أن القافلة التي لا تزال تحمل شعار من أجل سياحة واعية ومسؤولة، ستواصل مسارها عبر مختلف الولايات، من أجل الترويج لها وإعطائها الاعتبار الذي تستحقه.

وأضاف صابر، أنه اليوم، لابد من أخذ السياحة المحلية على محمل الجد، وعلى رجال الأعمال الإيمان بالسياحة في الجزائر من أجل الاستثمار في هذا القطاع وتطويره، مشيرا إلى أنه قبل أزمة "كورونا"، كان هناك واقع مر لابد من تسليط الضوء عليه، وهو أن أكثر من 80 بالمائة من الوكالات السياحية لا تروج للمنتج المحلي، بينما تتوجه نحو المنتج الخارجي الذي يعتبر بالنسبة لها أكثر مرونة، خصوصا أمام نقص البنى التحتية، ممثلة في الفنادق وقدرة استيعابه، وهذا ما جعل، حسب المتحدث، الطلب يفوق العرض، وأضاف أن هذا النقص هو ما يمكنه أن يضع السياح في خطر "الاحتيال"، عندما يوجههم الواقع نحو السوق السوداء لتمضية العطل وكراء شقق ومنازل غير مؤمنة.

على صعيد آخر، أعرب فيجاي ساتغورو، صاحب وكالة سياحية هندية مشهورة ومنتشرة عبر 75 دولة في العالم، عن دهشته من مثل هذه المبادرة التي وصفها بالأولى من نوعها حول العالم كافة، مشيرا إلى أن أخذ الوكالات السياحية مهمة تنظيف مناطقها السياحية، ولو كانت بشكل رمزي، شيء جميل وسيعمل على نشر تلك الثقافة البيئية وسط مجتمعها، لتحملها أطراف أخرى، مستغلا الفرصة في حديثه لجريدة "المساء"، عن أمله في تطوير السياحة الاستقبالية، خصوصا أن الجزائر تزخر بكل ما قد يحلم به السائح الأجنبي مهما كانت ثقافته، مؤكدا أن "جبلينار" مبادرة سوف تتبناها العديد من الدول لتثمين عملها السياحي بعد أزمة "كورونا".

في نفس الصدد، أشار سمير غابو، صاحب وكالة سياحية ومشارك في التظاهرة، أن مشاركة 350 وكالة سياحية في هذه القافلة، تجعل من مهمة "جبلينار"، تسهل أكثر في تأدية العمل التطوعي وتنظيف المناطق السياحية، التي أصبحت اليوم، وبفضل صداها، تجعل العديد من مديريات حماية الغابات من مختلف ولايات الوطن، تتصل بالقافلة من أجل الاستفادة من هذا العمل، باعتبار أن عدد المشاركين هو قوة ويد عاملة مهمة لعملية التنظيف، وأضاف أن مشاركة أعضاء الكشافة الإسلامية من أطفال، شيء جميل، حيث يجعل الأمر الصغير يحمل ثقافة بيئية ووعيا وحسا بضرورة حماية البيئة منذ نعومة أظافره.

"كورونا" نقمة كانت لها إيجابياتها

أما الحاج لمين تريكي، صاحب وكالة سياحية، فقد عبر هو الآخر، عن أمله في إعادة بعث النشاط السياحي الاستقبالي، بعد أزمة "كورونا"، مشيرا إلى عزم الوكالات السياحية في تنشيط قطاعها، من خلال العمل جنبا إلى جنب للنهوض بالسياحة المحلية. وهو ما أشار إليه لطفي حافري، صاحب وكالة سياحة وأسفار، مشيرا إلى أن وباء كورونا نقمة، لكن كانت لها إيجابيات لابد من تسليط الضوء عليها، وهي أنها منحت تلك الوكالات التي تعاني اليوم أزمة مالية، فرصة التفكير مليا في تثمين مناطقها المحلية، من خلال الترويج لها، من خلال تنظيف معالمها السياحية وتحسيس السياح بضرورة حمايتها والمحافظة عليها، لأنها كنز ثمين لا يمكن تعويضه، موضحا أن المحافظة على البيئة وعلى المناطق السياحية، يترجم روح الوطنية والانتماء لكل جزائري يفتخر بذلك.

لقد كان للعنصر النسوي كذلك، نصيبه من هذه القافلة السياحية، حيث أكدت أمينة بلمولود، إحدى الوجوه البارزة في التظاهرة في مختلف طبعاتها، أن هذه القافلة منحت للعديد من الوكالات السياحية، فرصة اكتشاف ما تزخر به بلادها، حيث أشارت إلى أن العديد من أصحاب الوكالات لا يعرفون العديد من ولايات الوطن، ولم يسبق لهم أن زاروها، بالتالي "جبلينار" كانت فرصة مواتية لذلك، موضحة أن مهمة الترويج للمناطق الداخلية سوف تتواصل، رغم إعادة فتح الحدود، حتى تكون الوكالات وبفضل عملها التضامني، مستعدة لاستقبال السائح المحلي والأجنبي في أحضان ولايات الجزائر.