تلقى إقبالا منقطع النظير

قاعات شاي صحراوية عصرية تضفي التنوع على العاصمة

قاعات شاي صحراوية عصرية تضفي التنوع على العاصمة
  • القراءات: 470
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

انتشر، في الآونة الأخيرة عبر شوارع العاصمة وأزقتها، كثير من محلات بيع الشاي الصحراوي. بعضها محافظ على الطراز التقليدي، وأخرى تماشت مع حداثة التسويق الخاص بالمقاهي والمطاعم العصرية. ونجحت في استقطاب عشاق الشاي الأخضر؛ حيث جعلها البعض فضاء للملتقى المسائي اليومي، يلتفّون مجموعات لتناول أكواب الشاي حتى ساعات متأخرة من الليل.

تشهد بعض أحياء العاصمة تواجد أكثر من خمسة محلات لبيع الشاي في منطقة واحدة. وقد خلق ذلك العدد جوا تنافسيا بين المحلات؛ إذ يحاول كل محل منها تقديم أحسن خدمة، وأكثرها تنوعا، إلا أن المبدأ واحد، وهو تقديم شاي صحراوي على أصوله، وهي الجلسة التي يتوق إليها عشاق الشاي ممن يهيمون في حبه، وهو سر الإقبال والعودة إلى المكان، والمداومة على تلك القعدة التي لا يمكن إلا عاشقَ الشاي فهمها.

وساهمت تلك المحلات في الترحيب بمحبي الشاي الجدد؛ فبمجرد التعوّد على الزيارات اليومية لتلك المحلات، سرعان ما يتحول ذلك إلى إدمان ذلك المشروب، وهو ما أجمع عليه عدد من المواطنين الذين التقتهم "المساء" في محل لبيع الشاي ببلدية باب الزوار، يتوسط شارعا يشهد تواجد عدد من المديريات والمؤسسات، وهو ما سمح للوافدين عليه بإيجاد متنفس لهم خلال ساعات الاستراحة. وآخرون لا يمكنهم بداية يومهم بدون رشفة شاي، في حين تحوّل لدى الآخرين إلى منبّه مسائي لتعزيز التركيز بعد وجبة الفطور. وبين هذا وذاك تحولت تلك المحلات إلى ملتقى يومي بين الزبائن وأصحاب تلك المحلات.

وفي جولة قادت "المساء" إلى أحد المحلات ببلدية القبة، وجدت لمسة خاصة أضفاها صاحب المحل على المكان، فهو ليس كبقية المحلات التقليدية التي اعتدنا عليها، وإنّما اختار أن يكون محله مزيجا بين عدد من الحضارات، إحداها محلية، وأخرى من بلاد الرافدين؛ مزيج من سوريا وتركيا وحتى العراق، شاي محلي صحراوي، وتحليات سورية وأخرى تركية، تعطي الزبائن الحرية في الاختيار وفق أذواقهم، لا سيما أن كلاسيكية شرب الشاي لا تكون إلا بحلويات معسلة، تغني شاربها عن إضافة السكر إلى الشاي.

وقد أعطى صاحب المحل شعيب، ببلدية القبة، المساحة الكافية لجلوس الزبائن، رجالا ونساء، وعائلات كاملة، لا سيما بعد أن احتل العنصر الذكري المقاهي والكثير من محلات الشاي، إلا أن طابع هذا الأخير منح الفتياتِ الراحة للجلوس هناك، والاستمتاع بإبريق شاي، وتذوّق الكنافة، وبعض الحلويات المعسلة، ومزيج من المكسرات.

وفي جانب آخر، وبشارع ديدوش مراد بالعاصمة، وبالتحديد بشارع "ساكري كور"، أصر محمد على إبقاء الطابع التقليدي على محله؛ من خلال عرض ديكور كامل، ينقل الزائر إلى ولايات الجنوب الرائدة في مجال تحضير الشاي. قعدتها المغطاة بالزرابي من الألوان الترابية، والوسائد الجلدية التي رسمت ديكورا جميلا لكل راغب في احتساء الشاي داخل المحل، والاستمتاع به ساخنا بدون نقله إلى مكان آخر؛ فقد نجح، هو الآخر، في جمع عدد من الزبائن والزبونات وحتى الأطفال، للاستمتاع بتناول الحلويات متعددة الأصناف، الحاضرة؛ لتلبية كل ذوق؛ من حلويات محضّرة بالشوكولاطة، والعسل، والمكسرات، والليمون وغيرها.

كما تعددت عنده أصناف الشاي والمغليات التي عبّقت رائحتها أجواء المحل، وساهمت في إثارة شهية ورغبة تذوّقه لدى عشاق الشاي. عدد تلك المحلات في العاصمة في بيع الشاي لا يُعد ولا يُحصى، بعضها لشباب في مقتبل العمر، انتقلوا من الجنوب الكبير نحو العاصمة للعمل، وتأسيس مشاريعهم الصغيرة الخاصة، التي تدرّ عليهم مالاً لا بأس به، خصوصا بعد رواج هذه التجارة في مناطق الشمال، والتزايد اليومي لمحبي الشاي الأخضر الصحراوي، الذي له ميزته الخاصة، وذوقه العالمي.