رغم قلة الوعي بدورهن في المجتمع

قابلات يعشن فرحة الأمومة مع كل ولادة جديدة

قابلات يعشن فرحة الأمومة مع كل ولادة جديدة
  • القراءات: 1845
رشيدة بلال رشيدة بلال
اعتبرت زوينة طاغيت، رئيسة الجمعية الوطنية للتنظيم العائلي، اليوم العالمي للقابلات الذي احتفت به الجزائر مؤخرا، على غرار باقي دول العالم، بمثابة المحطة التي يتم فيها لفت الانتباه إلى الخدمات النبيلة التي تقدمها القابلات لمصلحة الأمهات والأطفال، وقالت؛ «على الرغم من المجهودات الكبيرة التي تبذلها القابلة بصفتها المكلفة بالإشراف على مراقبة ومتابعة ومعاينة كل صغيرة وكبيرة طيلة فترة حمل المرأة وخلال وضعها لمولودها، إلا أن الوعي بأهمية دورها لا يزال ضعيفا  بالمجتمع الجزائري.

وأضافت، بمناسبة مشاركتها في الملتقى المغاربي الثالث الذي نظم مؤخرا، أنه ينبغي الاهتمام بها أكثر من خلال تحسين ظروف عملها لتتمكن من تقديم خدمات في المستوى المطلوب بالنظر إلى حجم المهام الكثيرة الملقاة على عاتقها، ولا يقتصر الحديث عن القابلات الموجودات بالولايات الكبرى، وإنما نخص بالحديث القابلات الموزعات عبر القرى والأرياف، حيث تكون ظروف العمل صعبة بالنظر إلى قلة الوسائل ونقص  عدد القابلات. 

وعلى هامش الملتقى، احتكت» المساء» بعدد من القابلات اللواتي أبين إلا أن يعرضن تجربتهن الطويلة في مجال رعاية الطفولة والأمومة، فكانت البداية مع القابلة نادية التي أمضت 40 سنة في مهنتها حدثتنا قائلة «اخترت العمل كقابلة لأني أحببتها كمهنة، واخترتها عن قناعة شخصية لأنني أحب كل ما له علاقة بالأطفال، وعلى الرغم من أنني مارستها في ظروف صعبة، بالنظر إلى قلة عدد القابلات بالمؤسسات الاستشفائية فيما مضى، وإلى كثرة المهام المنوطة بنا، حيث أذكر أنني كنت أشرف بمفردي على 25 إلى 30 ولادة في الليلة الواحدة،  غير أن سعادتي كبيرة حينما أحمل المولود وأسلمه لوالدته وأرى الفرحة التي تغمر الأم، ذلك المنظر ينسيني تعبي ويجعلني أعيش الأمومة مع كل ولادة جديدة».

من بين الأمور التي أعيب عليها قابلات اليوم، تقول محدثتنا، قلة صبرهن وافتقارهن للهدوء المطلوب في التعامل مع الأمهات الحوامل، لأن العامل النفسي يلعب دورا كبيرا في مساعدة الحامل على الولادة، وفي اعتقادي أن قابلات الأمس كن أكثر حرصا على عملهن من قابلات اليوم، لأننا كن نحرص كل الحرص على تشجيع المرأة لتلد طبيعيا، وتجنيبها الولادة القيصرية، وتعلق «خلال مسيرتي المهنية تمكنت من إنقاذ الكثير من المواليد والأمهات وأتمنى أن تمنح لنا الفرصة لنحتك بقابلات اليوم من الجيل الجديد وننقل خبرتنا لهن».

من جهتها، حدثتنا القابلة فريدة بوشريط هي الأخرى التي أمضت ما يزيد عن 40 سنة في ممارسة المهنة قائلة «الوعي الصحي بنبل المهنة هو الدافع الذي جعلني أقدم الكثير بلا حدود، فمساعدة الأم على وضع مولودها في أحسن الظروف هو من أسمى الأعمال».

وفي ردها على سؤالنا حول واقع القابلات اليوم، جاء على لسان محدثتنا أنه على الرغم من تحسن المهنة وتوفر وسائل العمل، إلا أن قابلات اليوم يفتقرن للتكوين المستمر، لذا في اعتقادي أن ما ينبغي التركيز عليه لترقية الخدمات الصحية التي تقدمها القابلات ،على كثرتهن هم الاستفادة من تكوينات على مدار السنة، مع التركيز على الجانب النفسي الذي يلعب دورا بارزا في تسهيل وتحبيب الحمل والأمومة للنساء عموما.

حماية المواليد من الاختناق مسؤولية القابلات

لا يقتصر دور القابلة على مراقبة ومتابعة حالة المرأة الحامل، والإشراف عليها في وقت الولادة فقط، بل تلقى على عاتقها مهمة الحرص على عدم تعرض المولود لأي نوع من المشاكل الصحية، التي تحدث حسب نور الدين بوطغان طبيب أطفال بمستشفى «مصطفى باشا» الجامعي، الذي قال على هامش مشاركته بمداخلة حول اختناقات حديثي الولادة في الملتقى المغاربي للقابلات؛ «إن القابلة مطالبة بالحرص على صحة المولود وتحديدا ما يسمى بالاختناقات التي تعتبر من المشاكل الصحية التي تصيب المواليد لأسباب مختلفة، فالمعروف أن هذه الاختناقات قد تكون راجعة للأم ومرتبطة بالرحم، أو للحبل السري، أو للجنين في حد ذاته، كأن تكون وضعيته غير سوية في الرحم، ومن هنا يظهر دور القابلة التي ينبغي أن تحرص على تجنب وقوع الاختناقات بحكم أنها مكونة في المجال ومطالبة بالتبليغ عن أي خطر يحتمل وقوعه خلال الولادة...

القابلة في حالات الاختناق، حسب محدثنا، مطالبة بالحرص على عملها بمراقبة الحالات التي يمكن أن يكون فيها المولود معرضا لاحتمال الاختناق، مشيرا إلى أن حالات الاختناق عبر العالم تقدر بين 0.2 إلى  0.5 بالمائة، أي حوالي 4 ملايين حالة عبر العالم. وفي الجزائر لا نملك أرقاما حول الاختناقات التي تحدث، لكن الأكيد أن هناك حالات، لذا المطلوب عن التأكيد على التكوين الجيد للقابلات، وتحسين نوعية الخدمات المقدمة.