الأطباء يطالبون بالهدوء وتفادي القلق
فيروس مشابه للتسمم الغذائي ينتشر بين الأطفال والرضّع
- القراءات: 828
ذكرت نادية مزنان، طبيبة منسقة لدى المصلحة الجوارية لبرج الكيفان، أن عدوى فيروسية بدأت في الانتشار للسنة الثانية على التوالي، خلال هذا الموسم بين الأطفال والرضّع، أعراضها مشابهة للتسممات الغذائية، أصابت، بشكل رئيس، الأطفال بين عمر السنتين وست سنوات في الأسابيع الأخيرة، مشيرة إلى أنه ليس من الواضح حتى الآن، السبب الذي أدى إلى تفشي هذه العدوى بين الأطفال رغم عدم تسجيل خطورة، إلا أنه لا بد من التكفل بالطفل المصاب في حال وجود مضاعفات مزمنة.
بدأت الأطقم الطبية عبر التراب الوطني تشعر بالارتياح الحذر بفضل تراجع عدد الإصابات بفيروس كورونا، نتيجة الإجراءات المتخذة منذ سنتين لكبح انتشار الوباء، خصوصا التباعد الاجتماعي، وارتداء الأقنعة، وغسل اليدين. كما سُجل تراجع كبير في معدلات الإصابة بالفيروسات الأخرى، لا سيما الرشح والأنفلونزا، لكن خلال هذه الأيام ومثل ما عرفت السنة الماضية، أُحصي عدد متزايد من الأطفال والرضع في المصالح الاستعجالية، يعانون من أعراض مشابهة للتسمم الغذائي، يؤكد آباؤهم أنهم على عناية شديدة بما يتناوله أطفالهم، غير أنهم أصيبوا بآلام في المعدة، وقيء، وحمى، وإسهال، وأحيانا أخرى ظهور بقع واحمرار على الجلد وبشرة الوجه، تختفي في ظرف ثلاثة أيام أو أسبوع، كما إن البعض يصاب بسعال وآلام في الحلق...
وفي هذا الصدد، أكدت الدكتورة أن تلك الحالة تتفشى خلال هذا الموسم للسنة الثانية على التوالي، الأمر الذي أرجعه الخبراء إلى أنه سلوك غريب لفيروس، يبدو أنه نتيجة غير مباشرة لوباء كورونا، فخلال انتشار الوباء أدت إجراءات الإغلاق والتدابير الصحية إلى كبح انتشار فيروس كورونا، بالإضافة إلى فيروسات أخرى، منها المعروفة، وأخرى جديدة. ونتيجة ذلك لم تتح للأطفال فرصة بناء مناعة ضد هذه الفيروسات، إذ لم يتعرف عليها الأطفال في المرحلة الأولى من عمرهم، وهذا ما يعرفه الأطباء "إفراط الوقاية"، فهو يحمي الفرد في مرحلة، لكن قد يضره أكثر في مرحلة لاحقة.
وتضيف مزنان: "بمجرد تخفيف الإجراءات أصيبت مجموعة كبيرة من الأطفال، بالعدوى، وهو ما أدى إلى حدوث طفرات مفاجئة في أوقات غير متوقعة، لا سيما أن بعض تلك الفيروسات قديمة، وكان يصاب بها الأطفال خلال فصل الشتاء، ما جعلها تتحول من فيروس كان يمكن التنبؤ بالإصابة به في وقت محدد من العام، إلى فيروس قد يفاجئ المستشفيات والعائلات في أي وقت من السنة!".
وأكدت الطبيبة أن هذا الفيروس "لايزال يشوبه بعض الغموض، إلا أنه مرتبط بالموسم، ويمكن الوقاية منه من خلال مراقبة ما يأكله الطفل، وحتى ما يشربه باحترام سلسلة التبريد بشكل عام، وتفادي الأكل خارج البيت، لا سيما المثلجات والمرطبات التي يفرط الأطفال في استهلاكها بين الموسمين، فقد تكون المياه المستعملة في التحضير ملوّثة، وحتى الحليب قد يكون فاسدا، مع تفادي الجلوس المطول تحت أشعة الشمس. ولا داعي للقلق والذعر، فيعرف الفيروس الذروة بعد شهر من الانتشار، قبل أن تصل حالات الإصابة بداية من شهر جوان".