أولى أيام رمضان بسكيكدة

فوضى عارمة وكسر متعمد للحظر

فوضى عارمة وكسر متعمد للحظر
  • القراءات: 834
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

شهدت ولاية سكيكدة في أولى أيام رمضان، منذ يوم الجمعة الفارط، بمدنها وقراها، أجواء رمضانية على غير العادة في ظل الحظر الصحي الذي فرضه فيروس كورونا (كوفيد19). فعلى غير عادة المواسم الرمضانية السابقة حتى في الحرب التحريرية، عاش السكيكديون أول رمضان بدون نكهة التعبد في المساجد، ومن ثم أداء سنة صلاة التراويح التي كانت مساجد سكيكدة تستقبل بها الآلاف من المواطنين من مختلف الأعمار، في أجواء روحانية بين الاستماع إلى دروس الوعظ والإرشاد وقراءة القرآن، حيث خلت مساجد الولاية في هذا رمضان، من المصلين، بينما اكتفى المواطنون بأداء صلاة العشاء، والأقلية من صلت صلاة التراويح في البيوت بالاستعانة بالمصحف الشريف، كما غابت السهرات الرمضانية العائلية بعد أن اقتصرت تلك السهرات على أهل البيت.

إذا كانت المصالح الأمنية الأخصائية ومن خلال مكبرات الصوت شددت على ضرورة المكوث بالبيوت، فإن عدم التحلي بالمسؤولية لدى العديد وفقدان الوعي، دفع بالبعض إلى ضرب كل التعليمات والنصائح الطبية عرض الحائط؛ إذ إن العديد من غير المدركين لخطورة الوضع وفي مقدمتهم الأطفال والشباب، قد كسروا وبنوع من التحدي، الحجر المفروض، حيث عجت الأحياء السكنية وبعض محاور المدينة مباشرة بعد الإفطار، بعدد من المواطنين الذين فضلوا السمر مع بعضهم البعض بدون تفكير؛ ما قد ينجر من عواقب وخيمة تكون لها تأثيرات سلبية على الصحة العمومية، خصوصا أن سكيكدة شهدت خلال الأيام الأخيرة، ارتفاعا في عدد المصابين بفيروس كورونا، وصل، حسب مديرية الصحة والسكان، إلى 37 حالة إصابة. والأغرب من ذلك أن رغم الدوريات التي تقوم بها مختلف المصالح الأمنية في الشوارع وعلى مستوى الأحياء لإرغام الناس على المكوث في المنازل، إلا أن بعض الشباب الطائشين لا يلتزمون بتلك النداءات، فيعودون إلى الشارع بمجرد مغادرة الشرطة الحي.

أما على مستوى المنازل فقد اقتصرت أولى السهرات الرمضانية في زمن الكورونا، على متابعة مختلف البرامج التلفزيونية المعروضة، بينما انشغل الأطفال والشباب ممن التزموا بالحجر، إما بالتواصل مع الأصدقاء والأحباب بواسطة الوسائط الاجتماعية كفايسبوك، أو بممارسة بعض الألعاب الإلكترونية، فيما شرعت النساء في تحضير بعض الأطباق التي اعتادت العائلات اقتناءها كل رمضان من المحلات، كصناعة قلب اللوز والفطائر وبعض الحلويات التقليدية بما فيها الزلابية التي غابت هذه السنة عن الموائد وغيرها.

وفي سياق آخر، فقد تم إعادة إغلاق الطريق الرئيس لممرات 20 أوت 55 إلى غاية وسط المدينة، مرورا بشارع الأقواس في وجه حركة السير، وهذا بعد الازدحام المروري الذي عرفته سكيكدة منذ يوم الخميس الفارط، فيما يبقى الازدحام قائما على مستوى العديد من أسواق المدينة، كما وقفنا عنده مطلع الأسبوع الجاري بالسوق المغطاة لبيع الخضر والفواكه المتواجد بوسط المدينة، وعلى مستوى حي السويقة، الذي يعج بالحركة أمام الانتشار الفوضوي للتجار غير الشرعيين؛ في مشاهد توحي بأن العديد من المواطنين غير مكترثين للنصائح والتوجيهات بتباعد المسافات وعدم الاحتكاك ببعضهم البعض، فيما تبقى أزمة السميد مطروحة بحدة بسكيكدة رغم عمليات تزويد السوق بهذه المادة الضرورية خصوصا في شهر الصيام، إلا أن الندرة تبقى مطروحة.