الفرق الطبية تثمّن مبادرة الأسبوع الوطني للصحة المدرسية

فقر الدم والسمنة وضعف البصر وإدمان المخدرات... أبرز مشاكل التلاميذ

فقر الدم والسمنة وضعف البصر وإدمان المخدرات... أبرز مشاكل التلاميذ
  • 82
رشيدة بلال رشيدة بلال

ثمّنت الفرق الطبية المشاركة في فعاليات الأسبوع الوطني للصحة المدرسية، مبادرة وزارة الصحة والتربية الخاصة بالتنقل إلى مختلف المؤسسات التربوية؛ تزامناً مع الدخول الاجتماعي، لتقديم جملة من التوجيهات للتلاميذ في مختلف الأطوار التعليمية، حول مواضيع هامة؛ على غرار أخطار المخدرات، التي أصبحت تستهدف الفئة المتمدرسة، وخطر إدمان الشاشات، وأهمية الغذاء الصحي، وغيرها من المحاور التي تعزز الوعي الصحي عند التلاميذ.

جاءت هذه المبادرة بعدما ثبت وجود حالات وسط المتمدرسين يعانون من مشاكل صحية مختلفة؛ كضعف البصر الناتج عن الإفراط في استخدام الإنترنت، والسمنة، وفقر الدم بسبب التغذية غير السليمة، وحتى أمراض السكري المرتبطة بالإقبال المفرط على استهلاك الأغذية السكرية والمصنّعة، فضلا على تسجيل حالات مدمنة على المخدرات.

ورافقت "المساء" الفرقة الطبية التابعة لوحدة الكشف والمتابعة محمد بوضياف ببلدية العفرون (ولاية البليدة)، حيث أشرفت كل من الطبيبة الأخصائية النفسانية، وممثلة عن مديرية التجارة بثانوية أحمد لامارشي، على تقديم نصائح وإرشادات للتلاميذ، تمحورت حول موضوع إدمان المخدرات ومخاطرها، مع التركيز على أساليب الوقاية لتفادي الوقوع في فخ التعاطي، وما يترتب عنه من معاناة طويلة مع رحلة العلاج، التي قد تنتهي بالفشل، أو العودة إلى الإدمان.

أخطار تهدد صحة التلاميذ

وفي هذا السياق، أوضحت الطبيبة مليكة بومضل من وحدة الكشف والمتابعة ثانوية محمد بوضياف، أن في إطار فعاليات الأسبوع الوطني للصحة المدرسية الذي جاء تحت شعار "الصحة المدرسية لمستقبل زاهر وأمان لتلاميذنا في جميع الأطوار"، تم التطرق لعدد من المواضيع التحسيسية، أهمها أخطار المخدرات. وأكدت أن هذه الآفة أصبحت معروفة لدى العام والخاص، وأن الوقاية تبقى الحل الأنسب لحماية المتمدرسين، خاصة مع ما توفره مواقع التواصل الاجتماعي من أبواب مفتوحة للتعاطي، والوصول إلى المواد المخدرة. وأضافت أن الأمر لم يعد يقتصر على الحشيش كما كان في السابق، بل تطور إلى خلط مواد وأدوية مختلفة، وتحضير أمصال تُحقن في الجسم، حتى إن بعض الشباب أصبحوا يستخدمون حبوب منع الحمل؛ لارتباطها بالهرمونات في هذه التركيبات، وهو ما يزيد من خطورة الظاهرة.

وشددت المتحدثة على أن التوعية والوقاية أساس الحماية، لا سيما أن المتعاطي في حال رغب في العلاج، يواجه عراقيل اجتماعية كثيرة، أبرزها التنمر، وعدم التقبل، ما يعمّق أزمته النفسية. وأوضحت أن نشاطات التوعية تُبرمج بشكل دوري على مدار السنة في المدارس. وتشمل مواضيع متنوعة؛ مثل إدمان الإنترنت، والتغذية الصحية، وأخطار المخدرات، مع التركيز على استغلال أوقات الفراغ بممارسة الرياضة، والأنشطة الفنية، والأشغال اليدوية، أو تعلُّم بعض الحرف؛ حتى يحصّن التلميذ نفسه من الوقوع في الانحراف وقت الفراغ.

مشاكل صحية حقيقية

أما بخصوص أكثر المشاكل الصحية التي يعاني منها المتمدرسون، فقد أوضحت الطبيبة أن فقر الدم يأتي في المقدمة نتيجة تراجع الاهتمام بالغذاء الصحي مقابل الإقبال على الوجبات السريعة. يليه نقص فيتامين "د" الذي يُعد مشكلة خطيرة، إلى جانب ضعف البصر بسبب إدمان الإنترنت، ومشاكل الأسنان الناتجة عن الإفراط في استهلاك السكريات، وكذا السمنة التي تقود إلى الإصابة بداء السكري في سن مبكرة. 

وأشارت إلى أنه يتم سنوياً توجيه التلاميذ المقبلين على اجتياز شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، لإجراء تحاليل طبية، حيث سُجلت عدة حالات إصابة بفقر الدم، وضعف البصر، وحتى حالات إدمان، تمت مرافقتها بعد إخضاعها للعلاج.

ومن جانبها، ركزت الأخصائية النفسانية سمية أغيلي، على أهمية الحذر من الوقوع في شبح الإدمان، مبرزة أن العديد من التلاميذ جربوا المخدرات عن طريق الخطأ سواء من خلال تذوق ما يقدَّم لهم، أو شرب مشروبات تحتوي على مواد مخدرة. 

وأكدت على ضرورة التواصل الأسري، وطلب المساعدة من المختصين النفسيين عند ظهور بوادر اضطراب عند الأبناء، خاصة أنه تم رصد حالات اكتئاب، وانفصام الشخصية، ونوبات هلع وغير ذلك وسط التلاميذ. 

وأضافت أن مرحلة المراهقة تختلف من تلميذ لآخر تبعاً لطبيعته الشخصية، وتنشئته الاجتماعية، وهو ما يستدعي مرافقة خاصة تراعي عمر كل فئة، حتى تصل الرسالة التوعوية بشكل مناسب وفعّال.أما ممثلة مديرية التجارة عبلة توري، فقد اختارت التركيز على جانب آخر لا يقل أهمية، وهو سلامة السلع الاستهلاكية التي يقبل عليها التلاميذ خلال فترات الاستراحة وأوقات الدراسة. وقدّمت جملة من النصائح أبرزها: ضرورة الابتعاد عن شراء السلع المعرضة لأشعة الشمس أو المباعة خارج المحلات، مثل المشروبات، وأكياس الشيبس، مع التأكد من سلامة العبوات، وقراءة الملصقات قبل اقتنائها لتفادي استهلاك مواد قد تكون تالفة أو سامة نتيجة سوء الحفظ. 

وأكدت أن الوعي الاستهلاكي البسيط يمكن أن يجنب التلاميذ التعرض لتسممات غذائية خطيرة.