بهدف المحافظة على الحرف التقليدية
فطيمة دحمان تدعو إلى دورات تكوينية لصالح الشباب

- 2017

أوضحت فطيمة دحمان، حرفية في النسيج من ولاية أدرار، أهمية برمجة دورات تكوينية في مجال الحرف التقليدية بهدف حماية الموروثات الشعبية، المتمثلة في الصناعة التقليدية؛ بمنح امتيازات لشباب متخرجين من مراكز التكوين المهني، وحثهم على مواصلة مشوارهم المهني في هذا المجال بتشجيعهم وإعطائهم فرصة للإبداع؛ حتى لا تختفي الكثير من الحرف التي هي اليوم مهددة بالزوال.
على هامش الأيام الثقافية الصحراوية التي نظّمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام لصيف 2018، شاركت فطيمة دحمان إلى جانب حرفيين آخرين مختصين في مجالات مختلفة في معرض الحرف اليدوية بمدينة تيبازة السياحية، واستمالت قطعها العديد من الزوار الذين أقبلوا على الحرفة للتأمّل فيها أو لاقتناء بعضها، حيث اختلفت إبداعاتها بين صناعة النسيج وخياطة بعض القطع التقليدية الخاصة بمدينة أدرار، فضلا عن عدد من الأكسسوارات التي أثارت اهتمام الفتيات في أعمار مختلفة، خصوصا لنوعية مادتها الأولية التي تعتمد في صناعتها على الجلود. وأشارت المتحدثة إلى أنه رغم التسهيلات التي تمس هذا القطاع، إلا أنه لايزال يعاني الكثير لاسيما في ظل هجر العديد من الشباب حرف أجدادهم، الأمر الذي بات يهدّد الحرفة، هذا من جهة، فضلا عن عزوف الكثير من المواطنين عن اقتناء القطع واستبدالها بأخرى من طراز حديث لا جمال فيها، على عكس القطع المصنوعة يدويا، التي تتميز بخصوصيات فريدة لا يضاهيها المنتج المصنّع بآلات ضخمة تنتج مئات وآلاف القطع المتماثلة. واقترحت الحرفية كحل لهذا المشكل، تكوين شباب وإدماجهم في تربصات مختلفة، يستفيد منها كل راغب في ذلك وليس فقط خريجو المراكز التكوينية المختصة، وهذا سيجعل محبي الحرف اليدوية يلتحقون بهذا العالم، فضلا عن تقديم لهم تسهيلات في المجال حتى يثبتوا فيه ويحققوا مسارات مهنية طويلة، تحيي الصناعة التقليدية من جديد.
تقول دحمان: "لا يمكن القول إن الدولة التي تحافظ على هذا القطاع هي دولة تقليدية ورجعية، لا وإنما عكس ذلك؛ فهي دولة تحافظ على هوية شعبية وثقافية وفنية كذلك، لا يمنعها ذلك من التطور والتقدم في مجالات أخرى، والدليل على ذلك مختلف الدول التي وصلت إلى درجات متقدمة من الرفاهية المعيشية والقوة الاقتصادية، إلا أنها لازالت تحافظ بشدة على هذا المجال، على غرار اليابان التي تعتبر التقاليد فيها جزءا لا يتجزأ منها رغم تطورها الكبير". وأشارت الحرفية التي تمارس فن النسيج والخياطة منذ 15 سنة، إلى أن مساهمة كل الأطراف في هذا القطاع شيء في غاية الأهمية من الحرفي إلى غرفة الصناعة التقليدية، وصولا إلى المواطن ومختلف باقي الأطراف.