مزار القطارة بمدينة عنابة

فضاء للترويح عن النفس وإثراء الخيال

فضاء للترويح عن النفس وإثراء الخيال
  • القراءات: 501
سميرة عوام سميرة عوام

يعتبر مزار القطارة بمدينة عنابة، من المعالم التي لاتزال تستقطب عديد العائلات من كلّ حدب وصوب لما لها من حكايات لطيفة، وللتمتع بمناظرها الجميلة، خاصة وأنّها تطلّ على الشاطئ وتتوفّرعلى منبع ماء معدني، مازجة بذلك لحظة من التناقض بين المالح والحلو. فهذه الفسيفساء، صنعت التميز بهذا المعلم السياحي المطل على البحر، الذي تحوّل إلى منطقة جذب سياحي، تستقطب يوميا أكثر من4 آلاف زائر لالتقاط الصور، خاصة منهم العرسان.

ورغم أنّ حكاية القطارة أسطورة، إلاّ أنّها باتت مقصدا للصيادين والشعراء وكذا العائلات للترويح عن النفس، وأخذ صور تذكارية تخلّد اللحظة، وأيضا التعرف على قصة المرأة التي تدعى "القطارة" وباتت جزء من الذاكرة الشعبية لسكان بونة. وحسب بعض زوار القطارة، فإنهم يجدون راحتهم به، خاصة بعد غروب الشمس، فالمكان هادئ ومميز، حيث تتمازج مياهه العذبة بالبحر، ولأنه موسم الأعراس، يستغل العروسان الفرصة لأخذ ماء المنبع لخلطه مع الحناء، كما تستعمله العازبات  بنية الزواج بخلطه مع الحناء أيضا. ومن الروايات المتداولة عن المكان، وجود ضريح مرأة صالحة تدعى "لالة القطارة"، طلب منها سكان المنطقة الدعاء والتضرع لله أن يسقيهم من السماء بعد أن ضربهم الجفاف، فاستجاب الله لدعائها وانشقت الصخور وانفجرت عين تصبّ في البحر، يشرب منها المريض بنية الشفاء، وكل متمني لينال مراده.

أما الرواية الثانية وهي الأكثر شيوعا، فتقول أنّ الجنية القطارة بنت مارد ملك البحر، شقيقة الجنيات حوريات البحر، بنت عين السلطان وعين عشير ولالة رحيلة، تخرج عند الغروب على شكل حورية بحر، وتبقى في المنبع الصخري إلى غاية الفجر ثم تغيب عن الأنظار. ويفضّل المتوافدون على المكان الاستماع إلى مثل هذه الأساطير، تاركين خيالهم يسبح بهم بعيدا بين الحقيقة والوهم، وهو ما يزيد القصة تشويقا.