معرض الصناعات التقليدية بالأبيار

فضاء لاقتناء مستلزمات رمضان

فضاء لاقتناء مستلزمات رمضان
  • القراءات: 2790
رشيدة بلال رشيدة بلال
أبدى سكان بلدية الأبيار ترحيبا كبيرا بمعرض الصناعات التقليدية المنظم من طرف البلدية في إطار إحياء شهر التراث، حيث أقبل زوار المعرض من سكان البلدية على اقتناء مجموعة من المستلزمات التي تخدم الشهر الفضيل، فيما وجدت النساء تحديدا ضالتهن في اقتناء بعض المعروضات من ألبسة الختان، وأباريق نحاسية وأوان فخارية... الأمر الذي أضفى على المعرض خصوصية جعلت عبق رمضان يفوح بين أجنحته.
كشفت الجولة التي قامت بها ”المساء” أن المعرض احتضن صناعة الجلود، الأواني الفخارية، المنتجات النحاسية، صناعة السلال واللباس التقليدي المتمثل في ”البرنوس” و"القشابة”، وبعض ألبسة الصلاة، إلى جانب حلوى ”النوقة”، غير أن الحركية التي صنعتها النساء في حركتهن جعلتنا نربط المعرض بالشهر الفضيل بالنظر إلى نوعية المقتنيات التي كثر عليها الطلب وارتبطت بشهر الصيام، وهو ما أكده لنا حمزة منور حرفي في صناعة الفخار، قائلا بأن حلول الشهر الفضيل جعل المعروضات تبدو مختلفة للزبائن، ودفع بالبعض الآخر منهم إلى البحث عن أي شيء له علاقة بالشهر الكريم لشرائه"، فجناحي مثلا عرف إقبالا كبيرا على اقتناء القوارير المصنوعة من الفخار والمزينة بقماش ”الخيش”، وفي اعتقادي ”يعود سبب الطلب الكبير عليها إلى كونها تعطي الانطباع بأنها تؤمن للصائم الماء البارد في رمضان، إلى جانب شكلها الجميل، والقدور المصنوع من الفخار التي علقت النساء عليها بالقول؛ ”إن بنة الشوربة لا تتحقق إلا إذا طبخت في مثل هذه القدور”.
تركنا حرفي الفخار منشغلا مع زبوناته والتحقنا بحرفي النحاس الذي عرف جناحه هو الآخر توافدا كبيرا عليه لاقتناء بعض الأواني النحاسية، حيث حدثنا إلياس غزلاوي الحرفي في صناعة الأواني النحاسية قائلا: ”ينتابني شعور بأنني أعرض بكيفية مختلفة، وأن ما أعرضه ومن دون قصد يوحي بأنها مستلزمات تخص شهر الصيام، وأظن أن الزبائن وتحديدا النساء أوحين إلي بذلك، فمثلا وعلى غير العادة عرفت الأباريق النحاسية بمختلف الأحجام والأشكال إقبالا كبيرا عليها، كما بعت عددا كبيرا من حاملات الحلويات التقليدية النحاسية والفوانيس لتزيين المنازل بإضاءة مختلفة والصواني المزخرفة، وكل زبونة تعلق عقب شرائها بأن تلك الآنية أو الأخرى تصلح لتقديم، مثلا، الطعام في رمضان، أو تقديم الشاي، ولعل ما سرع وتيرة البيع اعتمادنا التخفيضات ليتسنى للزبائن اقتناء ما يرغبون منها”.
من جهته، عرض الحرفي صهيب بورمانة من ولاية بسكرة ”النوقة” بأنواع وأذواق مختلفة، غلبت عليها نكهة المكسرات، إلى جانب بعض المنتجات الأخرى ممثلة في ”الفريك البسكري” الذي قال بأنه لقي طلبا كبيرا من باب الرغبة في تجريب هذا النوع من ”الفريك” في طبق الشوربة، والمعرف عنه بأنه من أجود الأنواع، كما عرض أيضا عسل التمر، وقهوة التمر، مشيرا إلى أن العسل شد إليه انتباه الزبونات اللواتي ارتأين شراءه ليسقى به طبق ”السفة” لمن يحب التسحر بهذا النوع من الكسكسي، دون أن ننسى ”مسحوق الروينة” التي تعتبر حسب محدثنا، من المنتجات التي يكثر عليها الطلب، إذ تقدم كطبق حلو بعد الإفطار وترافق كؤوس الشاي، ولعل العصاميين أرادوا تجريبها في سهراتهم الرمضانية كنوع من التجديد بدليل أن بعض الزبونات طلبن مني طريقة تحضيرها، يقول الحرفي صهيب.
كما صنع جناح السلالة لصاحبه الحرفي حميد لعجالي من دلس الحدث، بالنظر إلى الوافدين عليه لاقتناء مختلف ما أبدع في عرضه من سلع ممثلة أساسا في المظلات بأحجام مختلفة وأطباق الخبز، وقفف الحلفاء التي عرفت هي الأخرى طلبا كبيرا عليها بسبب التردد على الأسواق لشراء ما لذ وطاب، وفي حديثنا إلى الحرفي حميد، قال بأن معروضاته التي أقبل الزبائن عليها مرتبطة بالصيف، على غرار المظلات والمروحات اليدوية، أو لكونها مطلوبة في الشهر الفضيل مثل أطباق الخبز وتلك التي يفور عليها الكسكسي، إلى جانب حصائر الصلاة لأداء التراويح خارج المسجد.
وإذا احتلت الأواني مساحة كبيرة من اهتمام الزوار، فإن الألبسة التقليدية هي الأخرى شغلت حيزا كبيرا من اهتمام المترددين على المعرض، حيث كثر الطلب تحديدا على الأقمصة والعباءات التي يرتديها الرجال لأداء الصلاة، فيما شدت ألبسة الختان بدورها الأنظار، خاصة أن عددا كبيرا من العائلات تفضل تنظيم حفلات الختان في ليلة السابع والعشرين من رمضان الموافق لليلة القدر، حسبما جرت عليه العادة.
وإلى جانب معرض الصناعات التقليدية، حطت قافلة المخدرات التي انطلقت مؤخرا من بلدية الحراش رحالها ببلدية الأبيار، لتباشر نشاطها التحسيسي من أخطار المخدرات، حيث سعى القائمون عليها من شرطة وكشافة إلى تقديم جملة من النصائح والإرشادات للزوار الذين أقبلوا على الأجنحة التي نصبت بالمناسبة، وفي حديث ”المساء” إلى محافظ الشرطة شفيقة براكتية، قالت ”بأن المعرض سمح لخلايا الإصغاء بالاتصال مباشرة مع المواطنين والمدمنين من الذين يقبلون للاستفسار أو طلب المساعدة، حيث تم تخصيص أجنحة يشرف عليها مختصون نفسانيون، وبلغة الأرقام كشفت عن أن مكتب الإصغاء على مستوى مقاطعة بوزريعة استقبل 38 شابا خلال السنة الجارية، مما يعني بأن هناك وعي بمخاطر المخدرات”.