حديقة التجارب بالحامة

فضاء بديل للعائلات

فضاء بديل للعائلات
  • القراءات: 637
 ن. بوطيبة ن. بوطيبة

تشهد حديقة التجارب بالحامة في العاصمة، إقبالا كبيرا للعائلات التي اغتنمت فرصة عطلة الصيف للترفيه عن أبنائها وفضّلت كسر روتين الاستجمام على الشواطئ، هروبا من الاكتظاظ الذي تشهده خلال هذه الفترة بعد بلوغ درجات الحرارة ذروتها ليجدوا بديلا عن ذلك في الأجواء اللطيفه التي توفّرها رطوبة الأشجار والنباتات الكثيفة في أرجاء الحديقة الخلاّبة لإعادة شحن النشاط قبل الدخول المدرسي.

مع سهولة الوصول إليها عن طريق ميترو الجزائر الذي سهّل تنقّل العاصميين من وإلى الحديقة المصنفة ضمن محميات اليونسكو العالمية، تعرف حديقة التجارب بالحامة، خلال هذه الأيام، إقبالا كبيرا من الوافدين إليها من كل الولايات، وهذا ما لاحظته "المساء" من خلال اختلاف لوحات ترقيم السيارات التي تكاد تجمع 48 ولاية منها العاصمة بمختلف بلدياتها. 

ويقصد الحديقة يوميا مئات الزوار من العاصمة ومختلف ولايات الوطن للتمتّع بين أحضان الطبيعة واكتشاف سحر ممراتها المحفوفة بمختلف أنواع الأشجار الباسقة وأنواع النباتات النادرة التي تختص بها الحديقة دون غيرها من الحدائق الموجودة في باقي مدن الجزائر، بعضها مهددة بالانقراض وأخرى ماتزال تصارع الزمن منذ 150 سنة ولت، إلى جانب أصناف عديدة من الحيوانات التي تضمها الحديقة، والتي تعتبر المقصد المثالي للأطفال لمشاركة أوقاتهم رفقة تلك الحيوانات التي لا تزال تجلب الزائرين بفضل الملامح اللطيفة للبعض منها، حيث أصبحت الكثير من الأسر رفقة أطفالها تفضّل قضاء ساعات راحتها بالتوجّه إلى تلك المساحة التي أصبحت منذ عدة سنوات، تستقطب أعدادا متزايدة من الزوار والمتنزهين الذين يودون قضاء ساعات هادئة في وسط طبيعي بعيد عن هموم ومشاغل الحياة، ما جعلها ملتقى لمختلف الفئات العمرية ومن كل ربوع الوطن، وكذا من خارجه.

وما لاحظناه خلال جولتنا الاستطلاعية أن النصيب الأكبر هذه المرة كان للمغتربين الجزائريين، إلى جانب الأجانب خصوصا منهم القادمين من دول آسياوية، الذين بدت على وجوههم ملامح الفرح والاستمتاع والدهشة في آن واحد لروعة المكان، حيث حاول كل واحد تخليد الذكرى بالتقاط صور غير متناهية وسط أحضان تلك الجنة على الأرض.

 شاطرنا بهجتنا في بداية الرحلة، عائلة مكونة من سبعة أفراد أغلبيتهم أطفال ومراهقون لمسنا إعجابهم الشديد بالطبيعة، حيث قال سفيان (7 سنوات)، إنّ الحدائق بدائل الشواطئ، وزيارته للحامة ليس للمرة الأولى، فإعجابه به يدفعه إلى التوجه إليها كلما سنحت له الفرصة.

من جهته، قال الشاب كريم رفقة أصدقائه إنّ الرزنامة التي تتبناها الحديقة خلال فصل الصيف كفيلة باستقطاب المواطنين من كلّ ولاية، فهي تفتح أبوابها على مدار أيام الأسبوع. أما عن سبب اختياره للحديقة، فقد أردف يقول "توفّر الأمن ونظافة المحيط وجماله.. كلها أسباب جعلتني أرغب في زيارتها في كل مناسبة سواء مع العائلة أومع الأصدقاء أو حتى زملاء الدراسة أحيانا للمطالعة".

وفي نفس السياق، أضاف إلياس الذي قدم من ولاية البليدة أنّ الطبيعة تمنح الفرد الراحة النفسية للابتعاد عن الضغوطات اليومية في العمل كما تساهم في تجديد الرغبة في العمل والنشاط. 

وقال عون أمن بالحديقة إنّ إعادة الاعتبار للحديقة في السنوات الأخيرة جاء بعد التهيئة الداخلية، بالإضافة إلى توفّر الخدمات من مطاعم إلى جانب توفر الأمن، الذي يعدّ معيارا أساسيا للاستقطاب السياحي، حيث يساهم بشكل كبير في ازدياد الإقبال على هذا الفضاء الطبيعي لقضاء ساعات بعيدا عن ضغوطات المدينة.