لتقليص عبء فاتورة الكهرباء

فصل الأجهزة خارج الاستعمال ضروري

فصل الأجهزة خارج الاستعمال ضروري
  • القراءات: 1589
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
بعد الاستهلاك المفرط للطاقة الكهربائية التي يسجلها المواطنون داخل البيوت وأماكن العمل وغيرها، بات من الضروري ترشيدهم نحو السبل الرئيسية لتقليص هذا الاستهلاك اللاعقلاني، بحثهم على تخفيض حجم فواتيرهم وتبني ثقافة الاستهلاك عند الحاجة فقط، والابتعاد عن الإسراف والتبذير الذي ينعكس سلبا على الدخل القومي، وعلى ميزانية الدولة.
بفضل الأرقام التي تكشفها اليوم جريدة "المساء" حول متوسط الاستهلاك وسعر الطاقة الكهربائية المستهلكة وبعض التفاصيل الأخرى حول أجهزتنا الكهربائية التي نستعملها في بيوتنا بشكل يومي، أصبح من الممكن التحكم في كمية الطاقة التي نستهلكها.
إن الارتفاع في الاستهلاك غير المبرر للكهرباء يرجع إلى ضعف الثقافة الاستهلاكية لبعض المواطنين، وتعمل العديد من الدول المتطورة رغم إمكانياتها الكبيرة على حث الزبائن عبر وسائل الإعلام على الحد من الاستهلاك غير المبرر للطاقة الكهربائية. والحملة الإرشادية التي تستعملها لا تعني عدم استهلاك الكهرباء، وإنما الترشيد العقلاني والسليم له، لاسيما مع فصل الشتاء بسبب استعمال وسائل التدفئة التي تعمل بالكهرباء والتي تستهلك طاقة كبيرة جدا، وهو ما يسبب في بعض الأحيان إجهادا لشبكات التوزيع والمحولات ويعرضها لاحتمالات الانقطاع بسبب ارتفاع الضغوط الكهربائية الناجمة عن سوء الاستعمال، مثلما هو الحال في فصل الصيف بسبب المكيفات الهوائية.
وحسب التقارير التي قدمتها شركة توزيع الكهرباء والغاز للجزائر، تحت شعار "استعملوا الأجهزة بطريقة أفضل.. وفروا أكثر"، تمثل الإضاءة المنزلية 32 بالمائة من فواترنا الكهربائية، لذا نصحت الشركة باستعمال المصابيح ذات الاستهلاك المنخفض، وعلى الرغم من أن سعرها مرتفع مقارنة بالأخرى، لكنها تقلص من حجم الاستهلاك بنسبة 75 بالمائة بالنسبة للمصباح العادي، ومدة حياتها أكبر بـ10 مرات.
للإشارة، هناك أنواع عديدة من المصابيح منها التي تعمل بطاقة 25 واط في الساعة، تسجل فاتورة يقدر متوسط استهلاكها 72 دينارا خلال ثلاثة أشهر، بمعدل استعمالها 10 ساعات في اليوم، في حين تتطلب المصابيح التي تعمل بطاقة 500 واط في الساعة ما يزيد عن 1512 دينار في ثلاثة أشهر بنفس معدل الاستهلاك.
وتعد الثلاجة هي الأخرى من بين الأجهزة التي تستهلك الطاقة بصفة يومية دون انقطاع، وهناك طرق فعالة للتوفير في الطاقة التي تستهلكها عبر إبعادها عن مكان الفرن، وتنظيف شبكتها الخلفية مرة في السنة، لأن عدم تنظيفها يؤدي إلى مضاعفة الاستهلاك الكهربائي، كما يعد من الضروري إذابة الثلج المتراكم داخل الثلاجة كل 6 أشهر لأن 4 سم من الثلج يعادل استهلاك مضاعف للطاقة الكهربائية، مع عدم وضع الأطباق الساخنة داخل الثلاجة لأنها تحفز الجهاز على توفير طاقة أكبر لتبريد الطبق.
تستهلك الثلاجة طاقة تقدر بـ100 واط في الساعة، ما يعادلها 0.42 دينار جزائري في الساعة، أي بمتوسط استهلاك خلال ثلاثة أشهر 227 دينار، بمعدل استهلاك 6 ساعات في اليوم الواحد.
أما المكيف فيمثل أكثر الأجهزة استهلاكا للطاقة الكهربائية، خصوصا وأن بعض البيوت خلال موسم الحر، تتعمد عدم إطفائه ليلا ونهارا، وهو يعمل بطاقة قدرها 1500 واط في الساعة، يصل سعره إلى 3400 دينار جزائري عند استعماله لمدة 6 ساعات في اليوم الواحد لمدة ثلاثة أشهر. ولتحكم أفضل في التكييف، تنصح الشركة بتهوية المنازل ليلا وإغلاق الأبواب والنوافذ خلال تشغيل المكيف، مع تسجيل فترات استراحة للجهاز، لأن بضع ساعات في اليوم كافية لترطيب المنزل.
من الأجهزة التي باتت تتواجد في كل منزل وتستعل بشكل يومي، الفرن الكهربائي، يستهلك طاقة تقدر بـ1800 واط في الساعة، يسجل في الفاتورة 1368 دينار عند استعماله بمعدل ساعتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، كما يستهلك فرن الميكرواند 1400 واط في الساعة، أي 531 دينار بمعدل استهلاك ساعة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر.
إن الأجهزة الكهربائية المتصلة بالتيار تستمر في استهلاك الطاقة حتى كونها خارج الاستعمال، وتشبه في هذه الوضعية حالة تسرب المياه، ورغم أن استهلاكها في حالة "الراحة" جد ضعيف أي حوالي 15 واط/ ساعة، إلا أن هذه الأجهزة تتعدد في المنزل، مثل التلفاز، جهاز التحكم، أجهزة الشحن، الحاسوب، آلة القهوة.. وغيرها تستهلك الطاقة 24 ساعة على 24 ساعة، وعلى هذا يعد إطفاء الأجهزة وفصلها عن الكهرباء كليا عند عدم استعمالها يمثل سلوكا رشيدا وعقلانيا، يقلص من حجم الفاتورة الكهربائية.