مادة مهملة تُحوَّل إلى منتج غذائي صحي

فرينة وعجائن البلوط للمصابين بحساسية الغلوتين

فرينة وعجائن البلوط للمصابين بحساسية الغلوتين
  • القراءات: 561
رشيدة بلال رشيدة بلال

 تَوجه اهتمام بعض الطلبة الجامعيين من حاملي المشاريع، إلى البحث عن حلول لبعض المشاكل الغذائية الخاصة ببعض المرضى، ومنهم مرضى السيلياك، الذين يعانون من حساسية من مادة الغلوتين؛ من خلال طرح منتجات غذائية خالية من الغلوتين لتدعيم السوق بهذه المادة الغذائية غير المتوفرة، ومرتفعة الأسعار. الفكرة لقيت ترحيبا كبيرا من بعض المنتجين، الذين زاروا معرض المقاولاتية الذي نُظم مؤخرا بولاية البليدة، بإحياء الطبعة 13 من الأسبوع العالمي للمقاولاتية. 

"المساء" تحدثت مع حاملة المشروع المبتكر في مجال الصناعات الغذائية الآنسة خلود با أحمد تخصص علوم غذائية ومراقبة الجودة، عن مشروعها المبتكر المتمثل في طرح فرينة البلوط الخالية من الغلوتين، وبعض العجائن الغذائية، وعن الأهداف التي تصبو إلى تحقيقها.

وقالت الطالبة خلود با أحمد في معرض حديثها، إن فكرة مشروعها المبتكر بسيطة جدا، تعكس تخصصها في مجال الصناعات الغذائية. وتتمثل في البحث عن سبل جديدة لطرح مواد غذائية في الأسواق الجزائرية، تكون صحية وغير مكلفة. وفي نفس الوقت تخدم بعض المرضى.

وأضافت المتحدثة أن اهتمامها كان منصبا حول مرضى السيلياك؛ بحكم أن بعض أفراد عائلتها مصابون بهذا المرض، ويعانون كثيرا من صعوبات في إيجاد مواد غذائية خالية من الغلوتين، فضلا عن أن بعضها يباع على أساس أنه خال من الغلوتين، ولكنه يحتوي على نسبة منه؛ الأمر الذي يتسبب لهم في بعض التعقيدات الصحية، ناهيك عن غلاء بعض المواد الغذائية الخالية من الغلوتين، مشيرة إلى أن كل هذه الأسباب دفعتها إلى البحث عن مصدر جديد لصناعة العجائن الغذائية الخالية من الغلوتين، وكان التوجه منصبا نحو مادة البلوط.

وعن سبب اختيار مادة البلوط دون غيره مما توفره الطبيعة، أوضحت الطالبة خلود أن هذا الاختيار كان لعدة أسباب؛ أهمهما: أن مادة البلوط تحتوي على قيمة غذائية مرتفعة مقارنة بغيره من المواد الغذائية، فضلا عن أن البلوط رغم أنه من المواد الغذائية عالية القيمة لكنه مهمل؛ حيث يُستعمل في تغذية المواشي في الوقت الذي يُعد غذاء هاما جدا للإنسان، كل هذه المعطيات جعلتها تفكر في كيفية تحويل مادة غذائية مهملة، إلى منتج يباع في الأسواق، ويساهم في دعم مرضى السيلياك.

وحسبها، فإن أهم محفز لهذا المنتج والذي تم المراهنة عليه لنجاح المشروع إلى جانب أنه يحل مشكلا غذائيا بالنسبة لمرضى السيلياك، أنه منخفض السعر مقارنة بالمنتجات المحلية والأجنبية الأخرى، فضلا عن أن قيمته الغذائية قريبة من القيمة الغذائية الموجودة في اللوز، مشيرة إلى أن هذا المشروع هام جدا، تم الانتهاء منه وطرحه كفكرة مبتكرة.

وهي تنتظر، كما قالت، الحصول على وسم مؤسسة ناشئة، ومنه دخول السوق بمنتجاتنا في الأسواق، ممثلة في فرينة البلوط الخالي من الغلوتين لفائدة مرضى السيلياك. والمنتج الثاني ممثل في عجائن مصنوعة من البلوط، معربة في السياق، عن قناعتها بنجاح المشروع، خاصة بعدما لقيت تجربتها في معرض للتذوق حول عجائن البلوط، إقبالا كبيرا عليها مقارنة بالعجائن العادية؛ حيث اختار المشاركون في التذوق، العجائن المصنوعة من مادة البلوط.

من جهة أخرى، أوضحت المتحدثة أن فكرة المشروع المبتكر تم التركيز فيها، على مادة البلوط. ويُنتظر بعد دخول السوق، التفكير في مشاريع أخرى لمواد غذائية موجودة في  الطبيعة، ومهملة من حيث القيمة الغذائية، يمكن استرجاعها، وطرحها في الأسواق، لا فتة إلى أن ما يحفز على المشروع الخاص بإنتاج فرينة وعجائن البلوط، أن مادته الأولية متوفرة في جبال الأطلس البليدي؛ حيث يتم الاتفاق مع سكان الجبال الذين يقومون بجمع البلوط ويجلبونه إليهم، وبذلك يسمح مشروعها بتوظيف اليد العاملة، بعدها يتم تحويله إلى فرينة موجهة إلى مرضى السيلياك، وأخرى لصناعة العجائن.

وختمت خلود قائلة بأن منتجاتها الطبيعية تراهن عليها من أجل تدعيم السوق المحلية بإنتاج جزائري صحي وسعره في المتناول، داعية، بالمناسبة، الصناعيين، إلى دعمهم في مشروعهم الاستثماري.