المسابح العمومية والخاصة بالعاصمة

فرض للمنطق في غياب البديل

فرض للمنطق في غياب البديل
  • القراءات: 1110
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يبحث العديد من المواطنين خلال فصل الصيف عن أماكن تستقبلهم هروبا من حر الجو، سواء بالاستجمام على الشواطئ الممتدة على طول الساحل بـ1200 كيلومتر، أو بالنزول إلى المسابح العمومية التي تكون بالنسبة لهؤلاء البديل المثالي، عندما يتعذر عليهم الذهاب إلى الشواطئ، إلا أن هذه الأماكن المخصصة للسباحة لا تزال تعاني نقصا فادحا، لتسجل القلة القليلة الموجودة منها ارتفاعا في أسعار دخولها.

يراها البعض نوعا من البرستيج، في حين يجد آخرون أن المسابح أكثر ضمانا نظرا لصغر حجمها وسهولة مراقبة مختلف من يسبح وسطها، إلا أن المشكل الذي يعود في كل مرة هو نقص عددها وتراجع نوعية خدماتها.

حول هذا الموضوع، انتقلت "المساء" إلى بلدية برج الكيفان، حيث تحدثنا إلى عدد من الزوار الذين توافدوا على واحد من تلك المسابح الشهيرة في تلك المنطقة.

أوضح لنا أحد مرتاديها أنها من أشهر مسابح العاصمة الخاصة بالاستجمام والسباحة الحرة وليس الأولمبية أو شبه الأولمبية التي تغلق أبوابها خلال فصل الصيف!! مشيرا إلى أن الأصدقاء المتوافدين عليها يعمل كل واحد من جهته على دفع سعر تذكرته نظرا لثمنها المرتفع، إلى جانب منع إدخال الأكل، مما يضطرنا إلى شرائه من داخل المسبح، حيث يكون سعره مرتفعا مقارنة بالمحلات، وهذا ما يجعل تمضية يوم داخل المسبح بمثابة السفر من ولاية إلى أخرى من حيث النفقات.. 

انتقلنا بعدها إلى أحد المسابح بنفس البلدية، وهو مجاور للمسبح الأول وهما الوحيدان المتوفران في تلك المنطقة، حيث يسعى القائمون عليهما إلى استقطاب الشباب أكثر من خلال التنافس في النشاطات الترفيهية المنظمة داخلها.

من جهتها، قالت شهرزاد، معتادة على الذهاب إلى الأحواض التابعة للفنادق: "إن قلة عدد المسابح العمومية في العاصمة جعل هذه الأخيرة حكرا على عدد محدد من الخواص، لاسيما الفنادق التي تفرض تسعيرة دخول غير منطقية وجد مرتفعة لا تراعي أي معيار، مما يجعلها قبلة ميسوري الحال فقط، مشيرة إلى أن ذلك غير منطقي، خصوصا أن خدماتها ليست بمعايير ممتازة ولا تتوافق مع سعر تذكرة الدخول.

من جهته، أكد مراد أنه معتاد على الذهاب رفقة عائلته إلى مسبح بأحد الفنادق العمومية، موضحا أن الخدمات المقدمة لا تتوافق مع سمعة الفندق المصنف بخمس نجوم، إلا أن نقص البديل أو انعدامه يدفع بالعديدين إلى القبول بما هو متوفر. على صعيد آخر، أشارت سمرة 26 سنة، إلى أن العاصمة وكذا مختلف ولايات الوطن تعاني من عجز كبير في المسابح، والمتعلقة أساسا بالمسابح العمومية أو الخاصة، وهو ما فتح الباب واسعا لانتشار ظاهرة السباحة في النافورات والسدود والوديان والأماكن التي تشكل خطرا على سلامة المواطنين، هذا ما يستدعي فتح المجال أمام المستثمرين لتوسيع هذا المجال ورفع الحكر عن بعض الخواص والفنادق الذين تبلغ تذكرة دخول المسابح أحيانا 4000 دينار، فكيف تكون فاتورة عائلة متكونة من 5 أو 6 أفراد!! مضيفة أن غياب التنافس هو ما يجعل القلة القليلة تفرض منطقها أمام الزبائن.

من جانبه قال معاد، معتاد على الذهاب إلى مختلف مسابح الفنادق التي تفتح أبوابها أمام غير النازلين بغرفها؛ إن المسابح العمومية والخاصة مرافق حيوية لتطوير القطاع السياحي، خصوصا في فصل الصيف، فهي من بين الأماكن التي تستقطب عددا كبيرا من الزوار يوميا، ولابد من تطوير الخدمات داخلها، لأن ذلك العجز ينعكس على السياحة بشكل سلبي، هذا من ناحية، ومن جهة أخرى يدفع ببعض الأطفال إلى الاستنجاد بالبرك والنافورات الملوثة، هذا ما يؤدي إلى تسجيل العديد من الأمراض التي تهدد الصحة العمومية.

واستهلت ناريمان، عاملة بالمسبح شبه الأولمبي في باب الزوار، والذي يغلق أبوابه خلال فصل الصيف، أن قلة المسابح تدفع إلى إحداث الضغط على القلة المتوفرة، مما يجعلها تشهد اكتظاظا شديدا خلال اليوم الواحد، ويؤدي هذا إلى شعور زوارها بالملل بسبب عدم التمكن من السباحة بأريحية.