طباعة هذه الصفحة

معرض الصناعة التقليدية بالواجهة البحرية لبومرداس

فرصة متجددة لتسويق وترويج الحرفة اليدوية

فرصة متجددة لتسويق وترويج الحرفة اليدوية
  • القراءات: 852
حنان.س حنان.س

تتواصل بالواجهة البحرية لمدينة بومرداس، فعاليات المعرض الوطني للصناعة التقليدية الذي بات موعدا قارا يتجدد كل سنة مع انطلاق الموسم الصيفي، وقد ارتفع عدد المشاركين هذه السنة لقرابة 55 حرفيا، يمثلون مختلف ضروب الصناعات التقليدية واليدوية، منها اللباس والحلي التقليدي، السلالة والفخار، السيراميك والنحاس، إضافة إلى أجنحة خاصة ببعض الحلويات التقليدية، كـ«الجوزية” والكعك التلمساني وغيره..

يشكل المعرض الصيفي للصناعة التقليدية بالواجهة البحرية، موعدا متجددا يجمع الحرفي بالزبون، في معرض مفتوح على الهواء الطلق، وفرصة ذهبية لجل الحرفيين من أجل تصريف منتجاتهم اليدوية بعد سنة حافلة من الاجتهاد والإبداع، وصولا إلى منتج يدوي فريد من نوعه وفي جماليته، حيث أن العمل اليدوي وإن ظهر للبعض متشابها، لاسيما في التحف الفنية والقطع الفخارية أو حتى في الحلي التقليدية، إلا أنه يختلف تماما من قطعة لأخرى، ويظهر الاختلاف في لمسات كل حرفي يعتبر كل قطعة عصارة جهد ووقت.

المعرض فرصة لترويج الحرفي قبل منتجه

«المساء” زارت المعرض مؤخرا في حدود الثامنة مساء، وهو الوقت الزمني الذي تبدأ خلاله الحركة تدب في كورنيش الواجهة البحرية وتمتد إلى ساعات الصباح الأولى، فتوفر عامل الأمن عزز من إحياء ليالي عاصمة ”الصخرة السوداء” التي أضحت مقصدا سياحيا بامتياز، وهو ما يساهم بشكل كبير في ترويج الحرفيين لأنفسهم ولحرفتهم على السواء، وهو ما أكده الحرفي في الحلي التقليدية أرزقي حجيمي من بلدية اعزازقة بولاية تيزي وزو، الذي يشارك بنفس المعرض للسنة الثانية على التوالي، قائلا بأن التعامل المباشر مع الزبون هو أحسن وسيلة تساهم في ترقية صورة الحرفي أحسن بكثير من وسائل الترويج الكلاسيكية وحتى عبر الفايسبوك، فالحرفي الشاب اعترف بأنه يعمل على الترويج لحرفته عبر ”الفضاء الأزرق”، وأنه نجح في حصد آلاف المعجبين ”لكن الاتصال المباشر مع الزبائن له طعم خاص يجعلنا نبحث دائما على تطوير حرفتنا من خلال جملة الملاحظات التي تقدم لنا”، يوضح أرزقي.

فيما يقول نذير، الحرفي في السيراميك من بلدية بودواو ”بأن مشاركته السنوية في معرض الواجهة البحرية جعله يطور كثيرا في حرفته اليدوية، بفضل جملة الملاحظات المقدمة له، حيث قال بأن ”البعض قدم له من قبل، ملاحظات بأن القطع الفنية تباع بثمن باهظ بعض الشيء، وهو ما جعله ينوع من أحجامها وأشكالها هذه السنة، وبكل الأسعار، لجعلها في متناول جميع الأذواق”، كما أنه اهتدى إلى عرض قطع نحاسية للبيع بأسعار متفاوتة، بعد أن لاحظ تهافت الزبائن عليها، لاسيما المغتربين.

مناسبة لتسويق المنتوج

ما تزال إشكالية تسويق المنتوج الحرفي تطرح مجددا، بالنظر إلى عدم تجاوب السلطات مع عدد من المقترحات، لاسيما أمر فتح فضاءات قارة للترويج الحرفي، حيث طرحت ببومرداس مؤخرا، أمر فتح فضاء حرفي قار بالقرب من محطة السكة الحديدية ببلدية بومرداس، أو حتى في الرصيف المحاذي لروضة الأطفال ”جي.سي.بي” باتجاه محطة القطار، أو حتى بالقرب من مسجد ”ابن باديس” ببلدية بودواو، وغيرها من الفضاءات التي يمكنها أن تحوي بضعة خيم، أو أكشاك خشبية جميلة الصنع تضم بعض الحرفيين في سياق الترويج للصناعة التقليدية، ليس فقط خلال الموسم الصيفي، إنما على مدار السنة، وهي الفكرة التي لاقت ترحيبا من طرف السلطات الولائية في السنوات الأخيرة، لكنها لم تجد بعد طريقا للتجسيد، مما يجعل المعارض المناسباتية فرصة لترويج المنتوجات الحرفية، ينتظرها الحرفي بشغف كبير، يقول أحمد حرفي في صناعة الجلود بمنطقة تولموت في بلدية بني عمران، مؤكدا أنه يصنع بورشته الصغيرة طوال سنة، منتجات جلدية مختلفة لعرضها على زبائن كورنيش الواجهة البحرية، وقال بأن المعارض تبقى المنفذ الحقيقي له لتصريف بضاعته وتحقيق ربح مادي، يجعله يتشبث بحرفة يدوية تلقى فنونها منذ الصغر، وهو نفس ما يؤكده الحرفي في الحلي التقليدية أحسن سايح من بلدية بودواو، الذي اعتبر المعارض تبقى أحسن منفذ لتحقيق أرباح مادية، وتجعله متشبثا بحرفته دون محاولة تغييرها، خاصة أن المنافسة شرسة بدليل الأكسسوارات الكثيرة التي أضحت تباع في السوق على حساب قطع فنية أصلية يصنعها الحرفي بإبداع وتفاني.

زوار من 48 ولاية

اتفق الحرفيون ممن تحدثوا إلينا، بأن معرض الواجهة البحرية مكنهم من التعرف على أذواق مختلفة لزبائن من جميع ولايات الوطن، فالمكان ذائع الصيت وطنيا والمحاذي لشاطئ ”الصخرة السوداء” المعروفة وطنيا، هي الأخرى تجعل المصطافين يحجون إليه من كل الولايات، وهو ما لمسناه من خلال حديثنا إلى مواطنين زاروا المعرض قادمين من ولايات البويرة، المسيلة، غرداية، سطيف، برج بوعريريج، بسكرة، الشلف، البليدة، تيزي وزو وبوسعادة، وغيرها الكثير من مناطق الوطن، حيث اتفق أغلبهم على أن التعريج على معرض الصناعة التقليدية بعد قضاء أوقات ممتعة على الشاطئ للاستجمام، بمثابة ”الخاتمة المسك”، مثلما يقال، بحيث يفضل بعضهم شراء قطع تذكارية وحتى هدايا، لاسيما أن الصيف معروف بأنه مرادف للمناسبات والأعراس، بما فيها هدايا للناجحين في الأطوار التعليمية الثلاث.