دعوة لرأب ما أفسدته الأيام خلال عيد الفطر
فرصة لوصل الأرحام وإنهاء خصام الأقارب

- 821

دعا عبد الباسط بلحرش، أستاذ علوم الشريعة، إلى ضرورة استغلال أيام عيد الفطر المبارك من أجل وصل الأرحام، وزيارة الأقارب، مشيرا إلى أن هذه المناسبة فرصة لا تعوض من أجل التآزر والتغافر والتراحم، وإعادة وصل الأقارب والأحباب، من خلال التنقل لمعايدتهم والسؤال عن أحوالهم والاطمئنان عليهم.
شدد الأستاذ على ضرورة المحافظة على أصول المعايدة، التي يُفضَّل أن تكون بزيارات ميدانية، على حد تعبيره، والتنقل بين الأهل واستغلال الفرصة لإنهاء الخصام، أو زيارة مريض، أو فقط الاطمئنان على الحال، وتعزيز الوصال، فعيد الفطر المبارك مقترن بصلة الرحم، يقول عبد الباسط بلحرش، مشيرا إلى أنه لابد أن يجتهد كل فرد لزيارة أقاربه وأحبائه، لأن هذه المناسبة الدينية فرصة مثالية لتوطيد العلاقات والتسامح، وتنمية العطاء الوجداني.
تحل علينا هذه الأيام مناسبة دينية لا تقل أهمية عن الشهر الفضيل، من حيث العطاء وفعل الخير، وهو عيد الفطر المبارك، الذي يعتبر امتدادا لبركة الشهر الكريم، التي لابد أن تتواصل في أوجهها المختلفة، على مدار أسبوع كامل من الاحتفال بالعيد، ومشاركة فرحته مع الأحباب والأقارب. تتضاعف الزيارات والضيافات خلال هذه المناسبة، حيث ان للكثير من العائلات الجزائرية عادة راسخة في المعايدة صبيحة العيد الأكثر قرابة، لتتواصل تلك المهمة على مدار أسبوع كامل، ومحاولة معايدة أكبر عدد ممكن من أفراد العائلة، لاسيما "الأرحام".
في هذا الصدد، قال الاستاذ الجامعي، "إن تلك السلوكيات الإيجابية تهدف إلى تعزيز قيمنا النبيلة المجتمعية، ولابد أن تكون راسخة لدى كل فرد مسلم، إلا أن البعض" يضيف، "لم يعد يولي اهتماما خاصا لمثل هذه السلوكيات، بسبب النمط المعيشي الذي يتبناه البعض، وحب النفس الذي يطبع البعض الآخر، والرغبة في الاعتزال عن العائلة، رغم أن هذا خطأ كبير ويهدد قيمنا ومبادئنا الإسلامية"، معتبرا أن وصل الارحام "باب من أبواب الجنة"، وقطعه مصيبة كبيرة، والحفاظ عليها يجلب الرزق ويوسعه، ويستجاب به الدعاء، ويمدد العمر.. لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله وليصل رحمه"، وقال عليه الصلاة والسلام: "..من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه"، وعليه شدد الأستاذ الجامعي، أن العيد فرصة لتوطيد صلة الرحم، فعلى الفرد أن لا يستخف بهذا الفعل الذي يبدو صغيرا، إلا أنه عظيم عند الله، وهو من أسباب دخول الجنة، والصلة الحقيقية هي أن تصل من قطعك، فالواصل حقا هو الذي يصل من يقطعه، ويزور من يسيء إليه ويحسن إلى من أساء إليه من أقاربه، وتصحيح الشوائب التي عادة لا معنى لها، وتجد أن خلفها أسباب تافهة لا تستحق كل تلك العداوة بين العائلة الواحدة.