رسكلة العجلات المطاطية

فرصة لإنقاذ البيئة من التلوث

فرصة لإنقاذ البيئة من التلوث
  • القراءات: 924
حنان. س حنان. س

سمح اللقاء الجهوي للجمعيات البيئية بتبادل الأفكار والتجارب في المجال البيئي، بهدف توسيع آفاق بالخروج بها من الأهداف التقليدية إلى تبني مشاريع اقتصادية، ومنها إعادة التأهيل (الرسكلة) التي تعتبر مفتاح الاقتصاد الأخضر، حسبما أوضحه مختصون في المجال البيئي.

شارك المهندس في الأغرونوميا، السيد محمد عينين رئيس جمعية الياسمين لحماية البيئة، في فعاليات الصالون الجهوي للجمعيات البيئية، بمشروع تحسيسي حول أهمية استرجاع النفايات ورسكلتها، وقال المهندس أن رسكلة النفايات وتثمينها يمثل تحديا إيكولوجيا ليس حرصا على حماية البيئة والمحيط فحسب، وإنما لكونه تحديا اقتصاديا في ظل ما يوفره هذا المجال من إمكانيات متعددة لبعث مشاريع مدرة للأرباح بإمكانها تقوية الاقتصاد الوطني.

وقد اتخذ المهندس من استرجاع ورسكلة العجلات هدفا يعمل ضمنه في مسعى الحفاظ على البيئة من هذه النفايات المطاطية، "رأينا أن زيادة إعداد السيارات بشكل رهيب أدى في المقابل إلى زيادة عدد العجلات المطاطية المرمية في الطبيعة، لذلك نسعى في جمعيتنا إلى إيجاد حلول لهذه المشكلة دون إيذاء عناصر البيئة"، يقول المهندس: "أكبر تحدي يواجه المهتمين بالبيئة، هو منع الناس من إحراق العجلات المطاطية بشكل عشوائي، إما للحصول على الأسلاك المعدنية التي فيها أو لمجرد التخلص منها، "وعليه نعمل على استرجاع هذه العجلات والاستفادة منها لصنع الكثير من الأشياء الديكورية التي نزين بها المحيط العام ببلدية زرالدة، مقر جمعيتنا، أو حتى ضمن النوادي البيئية التسع التي أسستها في كل من بلديات زرالدة، اسطاوالي، معالمة، السويدانية والرحمانية، والمتواجدة بدور الشباب تحديدا، حيث أشرف على تقديم دروس تطوعية لفائدة الشباب الراغب في تعلم فنون الرسكلة أو حتى تزيين المحيط"، يضيف المهندس.

ويلجأ المهندس المبدع والمهتم بالبيئة، إلى إعادة استخدام العجلات وتلوينها بألوان جميلة ووضعها في تشكيلات تجعل منها تحفا فنية، يتم استخدامها إما في المنازل، أو في الحدائق العامة لتكون بديلا عن المقاعد أو الكراسي، أو أن تستعمل بعضها كقطع الأثاث المنزلي أو قد تستعمل كسياج للحدائق أو أحواض لزراعة الورود وقد تدخل في تجهيز الألعاب الرياضية للأطفال، حيث يؤكد أن عمله لحوالي 20 سنة في مجال تزيين الحدائق، جعله ينمي حسه الإبداعي باستغلال كل ما يمكن استغلاله لتجميل المحيط، "ونحن نشارك اليوم في هذه التظاهرة بفكرة استرجاع العجلات المطاطية لأنها فكرة جديدة وتدويرها سهل ولا يتطلب إلا الألوان والحس الإبداعي لكل فرد، وأعتقد أنها فكرة رائعة لكل من يرغب في تأسيس مشروع مدر للأرباح ويخلق ثورة اقتصادية رفيقة بالبيئة.

يذكر أن المهندس محمد عينين أبدى استعداده للإشراف على تكوين المتربصين إذا ما تم إدراج الرسكلة ضمن منظومة التكوين المهني، مؤكدا أن نجاح هذه الفكرة مضمون مائة في المائة، كونها لا تعتمد على رأسمال كبير، لكنها يمكن أن تحقق أرباحا كبيرة، سواء على صاحب المشروع أو على البيئة والمجتمع ككل.