بعد سنوات من الغياب

فرجة على وقع إحياء وعدة ”سيدي علي” بالشلف

فرجة على وقع إحياء وعدة ”سيدي علي” بالشلف
  • القراءات: 1456
م.عبد الكريم م.عبد الكريم

أحيت بلدية بوزغاية بالشلف وعدة ”سيدي علي” التي عادت بعد غياب دام عدة سنوات، ومعها عادت الأفراح عند سكان هذه المنطقة والمناطق المجاورة في أجواء مميزة، التقى فيها الصغير والكبير، الغني والفقير، الشاب والشيخ، لتنطلق الأفراح على وقع الغيطة والبندير.

رقص على أنغام الغيطة كل من استمع لكلمات مطربيها من شيوخ المنطقة الذين جددوا العهد، حيث أضفت ديكورا مميزا بعد غياب طويل قارب 23 سنة.

وكانت المناسبة فرصة للتلاقي والفنتازيا والبارود، في عروض اجتمع حولها الحضور الذين جاءوا من مختلف بلديات الولاية، من أجل إحياء عادات وتقاليد المنطقة التي اختفت لسنوات، وأعيان المنطقة وشيوخها تشبثوا في هذه الوعدة، فأعادوا لها قعدتها المميزة التي تطبعها الأقوال والحكم وقصائد الشعر الملحون الضارب في عمق المنطقة وولاية الشلف بصفة عامة، ليتجدد العهد مع هذه الوعدة ويكون اللقاء مجددا.

كانت الوعدة فرصة لإعادة المنطقة إلى ماضيها العتيد، لكن هذه المرة في أجواء مختلفة اتّسمت بالفرحة الكبيرة التي رسمت على وجوه السكان الذين عبّروا عن سعادتهم التي لا توصف، حيث تعتبر وعدة سيدي علي فرصة لنبذ العنف والعمل على لمّ الشمل بين الفرقاء والمتخاصمين على إبريق الشاي أو القهوة، في قعدة صلح مباركة من الجميع.

ليس بعيد عن الجمع قعدة القلال والغيطة اللذان يصدح صداهما الملتحم بما يقوله المغني البدوي، وهو يردد الأشعار والأغاني الراسخة في عمق تاريخ هذه المنطقة والمناطق المجاورة، والتي تسبح بالمستمع إليها في الماضي البعيد، لتبقى وعدة ”سيدي علي” نقطة التقاء الأحبة والرفقاء الذين فرقتهم الظروف، ليعودوا وكلهم عزم على مواصلة إحياء هذه الوعدة في بلدية خميس (عرش حميس)، حيث اجتمعوا على طبق الكسكس وما تشتهيه الأنفس.