متزوجات مع وقف التنفيذ

فتيات ضحايا الطلاق دون زواج فعلي

فتيات ضحايا الطلاق دون زواج فعلي
  • القراءات: 2737
كريم.ب كريم.ب

يحصي المجتمع الجزائري الكثير من الفتيات المطلقات على وثائق الحالة المدنية، دون أن يتم الزواج فعليا، أي دون دخول، تبعا لبعض الخلافات التي قد تقع بين الزوجين قبل حلول العرس، والاستعجال في تسجيل العقد المدني قبل الزواج بأشهر وسنوات، لتجد الكثير من الفتيات أنفسهن أمام مشكل عويص يتمثل في كلمة «مطلقة» على الوثائق، هذه العبارة التي كانت أيضا سببا في تحويل الكثير من الفتيات إلى متهمات بالطلاق مع وقف التنفيذ.

حلم الزواج الذي يراود الكثير من الشباب والشابات كثيرا ما ينتهي قبل بدايته، بالنظر إلى الفراق الذي قد يقع بين الطرفين، فيفضل كل طرف الانفصال والسعي وراء استكمال حلقة جديدة من الحياة بعيدا عن الشريك الأول، غير أن فرصة الزواج مرة أخرى لا تكون متاحا بالنسبة للكثير من الفتيات، بعد أن تقدمت العديد منهن على عقد القران في المصلحة المدنية، وما إن تتفكك العلاقة حتى تجد الفتاة نفسها مطلقة على الوثائق، وهو الأمر الذي يحول حياتها إلى متهمة يصعب تصديق براءتها، وكثيرا ما تفقد الفرصة مرة أخرى.

عقد مدني مستعجل وندم في الأخير

تؤكد الكثير من العينات التي جمعتها «المساء»، على وجود حالات متعددة من الفتيات المطلقات على الورق دون الدخول بهن، تبعا لإقدامهن على عقد القران المدني، على خلفية عدة أسباب قد تعود إلى بعض الذهنيات المنتشرة وسط بعض الأسر التي لا تسمح بدخول الشاب المتقدم للبنت من أجل الزواج إلى بيت عائلاتها إلا بعد عقد قرانه المدني، وكثيرا ما تحدث مشاكل بين الطرفين، وتتفكك تلك العلاقة، لتجد البنت نفسها مطلقة على الورق دون أن يتم الدخول بها في عش الزوجية، وهو الأمر الذي قد يتسبب في حرمان تلك الفتات من فرصة الزواج مرة أخرى، بالنظر إلى رفض الشباب الزواج من فتاة مطلقة، حتى ولو كانت مطلقة شكليا على الورق.

فتاة تعين خطورة الوضع وتتداركه

الأفكار القديمة التي كانت تسير عليها الفتيات فيما يخص عقد القران المدني، أن يكون قبل أشهر ولم لا سنوات من يوم الزفاف، حيث باتت معظمهن وحتى عائلاتهن يرفضن تسجيل العقد المدني إلى غاية الأيام الأخيرة التي تسبق يوم الزفاف، حيث تؤكد «سجية» صاحبة الـ24 سنة، بأنها قامت بفك خطبتها، تقول؛ «لقد حمدت الله كثيرا لأنني لم أعقد القران المدني، رغم إلحاح عائلتي على تسجيل العقد في البلدية، ولو أقدمت على فعل ذلك لتحولت الآن إلى فتاة مطلقة على الورق، بالتالي رفض الكثير من الشباب الارتباط بي».

عادة ما تستعجل الكثير من الفتيات إقامة العقد المدني مع شريك الحياة المستقبلي، لإرغامه على إكمال مراسيم العلاقة الزوجية، فبمجرد تقدم الخاطب تصرّ الفتاة على الإسراع في إبرام العقد حتى يتسنى لها الخروج والدخول بارتياح مع الزوج المستقبلي، جاهلة بأن مشكلا بسيطا بينهما قد يحوّلها إلى مطلقة حتى ولو كانت في أعين الناس مخطوبة.

تقول «صونيا» التي عقدت قرانها مع شخص مغترب بفرنسا وحضّرت كامل الإجراءات القانونية، من عقد مدني وتأشيرة الذهاب إلى فرنسا لإقامة العرس، لتصطدم فيما بعد بواقع زواجه من أخرى، مما جعلها ترفض أية علاقة به، ورفضت دخوله بها، لتتجه إلى رفع دعوى تطليق ضده، غير أنها واجهت الكثير من المشاكل بعدها من خطاب يرفضون الاقتران بها باعتبارها مطلقة، رغم أن زوجها لم يدخل عليها.

رجال يعزفون عن الارتباط بمطلقات قبل الدخول

جموع الرجال يرفضون الارتباط بمطلقات على الورق أو حتى بمخطوبات من قبل، كون عبارة «مطلقة» في ورقة الحالة المدنية تعد جريمة شنعاء قد تمس بشرف البنت في نظرهم، حيث يؤكد «سليم» رفضه الارتباط بفتاة مرّت  بتجربة مع شاب غيره، فما بالك المنفصلة بعد عقد مدني، وبرّر موقفه منطلقا من فرضيته بأن أي رجل يقدم على فسخ علاقة وثّقت بعقد مدني إلا إذا كان الأمر يستحق ذلك، مضيفا في معرض حديثه «أنا لا أخاطر بالارتباط بفتاة مرت على غيري، في حين يقول «وحيد» بأنه لا يمكنه الارتباط بفتاة كانت مع رجل آخر يعتبر زوجا في الإطار القانوني وحتى الشرعي، وتحلّ له حتى ولو لم يدخل بها.

أروقة المحاكم تعج بقضايا الطلاق

عدد القضايا المرفوعة في المحاكم، والخاصة بتنفيذ أحكام طلاق لا تزال تسجل أعلى النسب، غير أن من القضايا التي باتت تعرفها المحاكم؛ حالات الطلاق التي أضحت تتم على وثائق الحالة المدنية دون أن يتم الدخول بالزوجة في عش الزوجية، لاسيما أن تسجيل العقد المدني بات ضروريا قبل تسجيل العقد الشرعي، وهي الفجوة التي كثيرا ما تسقط فيها الفتيات حينما لا يكتمل مشروع الزواج.

يؤكد المحامي لدى مجلس قضاء بومرداس، حسين.ر، أن عدد القضايا الخاص بتنفيذ أحكام خاصة بالطلاق لا يزال مترفعا جدا مقارنة بعدد القضايا التي تسجلها أروقة المحاكم، غير أنه من بين دعاوى الطلاق التي يتم رفعها، تلك المتعلقة بحالات طلاق تخص فتيات لم يدخلن عشهن الزوجية بعد، ولم يتم الزواج أصلا مع الزوج المفترض في الوثائق، وهو من الأمور التي باتت العائلات تتجنبه لما للوضع من آثار عويصة في تحويل البنت التي لم يكتمل زواجها إلى فتاة مطلقة على الوثائق فقط.