الرئاسة والهيئات الرسمية من أهم زبائن «اجينور»‏

فتح ورشة للحلي التارقية بسبب الإقبال الكبير عليها

فتح ورشة للحلي التارقية بسبب الإقبال الكبير عليها
  • القراءات: 1687
حنان/ح حنان/ح

تعد الوكالة الوطنية لتحويل وتوزيع المعادن الثمينة من أهم مموني الحرفيين بالمواد الأولية لاسيما الذهب والفضة، فهي تمد كلاً من قطاع الصناعة التقليدية والقطاع الصناعي بهذه المواد، إضافة إلى قيامها بنشاطات أخرى مثل تحويل الزجاج. لكن ما يميز هذه المؤسسة العمومية هو إشرافها على صناعة تحف تقليدية فريدة من نوعها تقبل عليها الهيئات الرسمية في الجزائر، وتقدم في العادة كهدايا للوفود الأجنبية.

وشاركت الوكالة في صالون الحلي التقليدية المنظم مؤخراً بقصر الثقافة، حيث عرضت بعض هذه التحف التي اختصت بصناعتها لاسيما السيوف والصناديق والأواني...إلخ وكلها مصنوعة من الفضة الخالصة ومرصعة بالمرجان...قطع لايمكن للزائر أن يتجاهلها لأنها جد مميزة، والأكيد أن أي واحد يراها يرغب في امتلاك إحداها، بالرغم من سعرها المرتفع جداً.

يقول السيد رضوان قصد علي و هو مدير مركزي التقيناه في جناح الوكالة بالصالون أن مثل هذه القطع الفنية تختص «اجينور» بصناعتها منذ سنوات وهي تلقى إقبالاً كبيراً، لكن لفئة معينة من الزبائن بالنظر إلى غلاء سعرها، فمثلًا يبلغ سعر سيف واحد حوالي 23 مليون سنتيم.

«علاقتنا مع الحرفيين هي أولًا وقبل كل شيء علاقة بيممون وزبون، أي أننا نوفر لهم المواد الأولية، لكن لدينا علاقة أخرى هي الشراكة معهم، إذ نسلمهم المادة الأولية ونطلب منهم صناعة قطع معينة وندفع لهم ثمن الخدمات المقدمة، فنحن نعمل على الحفاظ على تراثنا وتنويعه وكذا خلق مناصب عمل» كما أضاف.

وعامة تصنع القطع الثمينة والتحف الفنية في منطقة بوغني حسب الطلب ولكن هناك قطع يتم صنعها في سبيل الإبداع والتنويع لتجريب مدى الإقبال عليها، إذ تعمل الوكالة مع حرفيين مختصين ومحترفين.

ومن أهم زبائن المؤسسة في هذا الجزء من نشاطها يشير محدثنا بالخصوص إلى رئاسة الجمهورية التي تعد أهم زبون، فضلًا عن رئاسة الحكومة ومختلف الوزارات والهيئات الرسمية وحتى السفارات.»فهذه الهيئات تقتني مثل هذه القطع سواء لاستخدامها كديكور أو لتقديمها كهدايا للوفود الأجنبية التي تستقبلها نظراً لأهميتها التراثية وجمالها، فهي تمثل التراث الجزائري الأصيل»، كما يوضح مضيفاً «الأكيد أن الذي يقتني مثل هذه القطع ليس من الأفراد العاديين، اللهم إلا بعض الاستثناءات، فهي قطع موجهة للمؤسسات خصوصاً».

وتعد صناعة الحلي التقليدية وحتى العصرية جزءاً آخر من نشاط الوكالة التي توفر لزبائنها تشكيلة متنوعة من الحلي الفضية والذهبية، منها المستوحاة من تراثنا الممتد عبر مناطق الوطن، ومنها العصري.

فبالنسبة للحلي الفضية اختير أن تكون من النوع التقليدي الذي مازالت المرأة تقبل عليه لاسيما في منطقة القبائل، حيث مازالت النسوة يفضلن الفضة على الذهب كحلي رئيسية في الأعراس والمناسبات.

أما الحلي المصنوعة من الذهب فإن أغلبها عصرية تواكب الأذواق الجديدة للنساء، كما يؤكد السيد قصد علي الذي يشير إلى أنه رغم صناعة بعض القطع التقليدية من الذهب، فإن الإقبال يتم أكثر على القطع العصرية، لذا فإن الوكالة تركز عليها، بل أنها لجأت في أول تجربة لها إلى عرض حلي مستوردة من إيطاليا.

يقول»رغم أننا نحبذ التعامل مع حرفيينا لخلق قيمة مضافة لاقتصادنا، فإنه ومع نقص إنتاج الذهب لأسباب لانعرفها، وبالتالي قلة المادة الأولية، لجأنا إلى هذه التجربة، أي اقتناء مجوهرات مستوردة من طرف بعض المناولين وسنرى مدى الإقبال عليها».

الوكالة التي تملك وحدة تحويل المعادن الثمينة الثانية من نوعها في إفريقيا، و3 وكالات جهوية في الشرق والوسط والغرب، فتحت في أفريل الماضي نقطة بيع وورشة خاصة بالحلي التارقية، كما تطمح لأن توسع ورشاتها إلى كل مناطق البلاد لصناعة كل أنواع الحلي.

وعن الاهتمام مؤخراً بالحلي والهدايا التارقية، يقول محدثنا أن ذلك راجع إلى الإقبال الكبير عليها الذي تمت ملاحظته في السنوات القليلة الأخيرة، وهو مادفع الوكالة إلى التوجه نحو عرض هذا النوع من الحلي التي يبدع فيها حرفيون من تمنراست، بل أنهم بدأوا حتى في إضفاء لمسات عصرية عليها استجابة لمختلف الأذواق، وظهر ذلك على سبيل المثال في استخدام المرجان بالحلي التارقية لأول مرة.

ويقول «الحلي التارقية جديدة علينا وهي حالياً تعرف إقبالًا منقطع النظير ولدينا رقم أعمال جيد في هذا النوع من الحلي...لذا قررنا أن نفتح ورشة خاصة بها ونقاط بيع وكذا أضفنا قطع فنية تارقية لمجموعتنا حتى نوفر لزبائننا مايتوافق وذوقهم».