من شاب بطال إلى مستثمر ناجح

فارس علام ينتج التوابل في انتظار التصدير

فارس علام ينتج التوابل في انتظار التصدير
  • القراءات: 817
 حنان. س حنان. س
  كشف معرض الزيتون وزيته الذي احتضنته بلدية بني عمران بولاية بومرداس أيام 12 ،13 و14 فيفيري الجاري، عن تزايد الاهتمام وسط الشباب بهذه الشعبة الفلاحية. وبالرغم من أن أغلب المشاركين يمثلون مؤسسات عائلية في إنتاج زيت الزيتون، إلا أن بعض الأمثلة لشباب استثمروا في ذات الشعبة، تستحق الإشادة، ومنها تجربة الشاب فارس علام من منطقة بني معوش بولاية بجاية، في إنتاج منتوجات المطبخ كالتوابل وبعض الخضر المجففة والتين الجاف أو «الكرموس» وأنواع « الروينة» والكسكسي وبعض أنواع الأعشاب الطبيعية الطبية، كالزعتر والتيزانة وغيرها.
ويؤكد فارس لـ «المساء» أنه كان عاطلا عن العمل، ثم اشتغل في المجال الفني قبل أن يقرر الخوض في مجال الفلاحة؛ مهنة العائلة المتوارَثة، ليتأكد أخيرا أنها المهنة الوحيدة التي تجزي كثيرا مقابل الجهد والتعب.
ويلفت فارس أنظار كل الشباب البطالين إلى وجود فرص عمل كثيرة في مجال الفلاحة، ناصحا إياهم بالصبر وصعود السلّم درجة تلو الأخرى، للوصول إلى النجاح وإثبات الذات، وهو فعلا ما قام به الشاب، الذي وصل إنتاجه اليوم إلى بلدان ما وراء البحار؛ يقول: «لما قررت العمل في مجال الفلاحة لم أكن أتصور أنني سأصل إلى تنويع إنتاجي وتطويره ليصل إلى الخارج، ومنه فرنسا وإسبانيا عن طريق بعض الوسطاء، قد بدأت بإنتاج زيت الزيتون، وهنا أشير إلى أننا نعمل في نطاق العائلة الواحدة؛ من غرس وجني وعصر الزيت، بعدها اتجهت إلى إنتاج بعض أنواع منتوجات المطبخ، مثل الخضر والفواكه المجففة ، وعلى رأسها التين أو «الكرموس»، وكذلك البصل والطماطم والفلفل، وكلها تجفَّف في فصل الصيف وتجهَّز للتسويق في الموسم الشتوي».
وقد عرض فارس بجناح كل المنتوجات التي يصنعها بنفسه رفقة أخيه وبقية أفراد عائلته. ومن جملة ما عرض بعض التوابل؛ قال: «لا داعي اليوم لاستيراد التوابل من الهند أو الصين؛ فنحن قادرون على إنتاج أنواع منها، مثل الفلفل العكري الحار والحلو، ونعمل على تجربة لإنتاج أنواع أخرى من التوابل، هناك أيضا طحين الخروب وطحين القمح وطحين الشعير، وكلها تُستعمل في إعداد أنواع من الروينة (خليط من الطحين والعسل يقدَّم في فطور الصباح حسب المناطق)، وكلها منتوجات طبيعية 100 بالمائة».
يعمل اليوم فارس على تطوير إنتاجه أكثر، ليصل إلى تصديره بنفسه، وفق المعايير المعمول بها. ويؤمن بقدراته على النجاح. وينصح الشبابَ العاطلين عن العمل بتجنب التأفف من مهن الأرض؛ لأنها السبيل الأمثل لتحقيق النجاح؛ فالأرض، حسبه، المجال الوحيد الذي يعطي نتائج مرضية جدا بعد جهد ولو كان مضنيا. ويتأسف المتحدث من كون أغلب الشباب اليوم يبحثون عن عمل وراء المكاتب، قائلا إن العمل متوفر فقط لمن يبحث عنه.