رئيس مصلحة الطب العقلي بالشراقة، البروفيسور مجيد ثابتي:

غياب الإحصائيات يجعل الوضع الصحي والنفسي للأطفال مجهولا

غياب الإحصائيات يجعل الوضع الصحي والنفسي للأطفال مجهولا
رئيس مصلحة الطب العقلي بالشراقة، البروفيسور مجيد ثابتي رشيدة بلال
  • القراءات: 768
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

دعا رئيس مصلحة الطب العقلي بالشراقة، البروفيسور مجيد ثابتي، الأولياء إلى ضرورة الانتباه لأبنائهم خلال الخمس سنوات الأولى من أعمارهم، على اعتبار أنها المراحل الأكثر أهمية التي عادة ما تظهر فيها بعض الأعراض النفسية والعقلية، التي تتطلب الإسراع في التكفل بها مبكرا لمصلحة الطفل، والتي عادة ما يغفل عنها الأولياء لانشغالهم بمتطلبات الحياة، موضحا أن الجانب النفسي والعقلي تطورهما يكون بالتوازي، الأمر الذي يستدعي الانتباه إلى عملية التنشئة.

البروفيسور ثابتي، في معرض حديثه لـ«المساء، على هامش مشاركته مؤخرا في فعاليات اليوم التقييمي حول حقوق الطفل، الذي بادرت إلى تنظيمه الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، فإن الحديث عن حقوق الطفولة لا ينحصر فقط على الجانب القانوني، لأن الجانب النفسي والصحي يلعب دورا كبيرا في إنشاء طفل سوي ومتوازن، ويعد واحدا من أهم الحقوق التي يجب الدفاع عنها بالنظر إلى ما يترتب عنها من نتائج، ولعل أحسن مثال يقول فترة المراهقة التي ترافقها عادة تغيرات نفسية وفيزيولوجية قد تدفع بهم إلى غياب أو ضعف المرافقة إلى تسجيل حالات انهيار في الشخصية أو ولوج عالم المخدرات، مشيرا إلى أنه تم الوقوف على عدة حالات لأطفال أدمنوا المخدرات في سن مبكرة، بسبب غياب المرافقة النفسية في هذه المرحلة العمرية الحساسة في بناء الشخصية.

من جهة أخرى، يرى محدثنا أن الهدف من مرافقة الأطفال خلال المراحل الأولى من أعمارهم، هو الوصول إلى اكتسابهم بعض المهارات التي يستعملونها عند الخروج من المنزل والالتحاق بالمدرسة، حيث يظهر مدى التناسق بين نموهم العقلي والجسدي، مما يعني وجود طفل سوي ومتوازن. مشيرا إلى أن أكثر المشاكل التي تعكس ضعف المرافقة وقلة وعي الأولياء تظهر على أبنائهم لحظة الالتحاق بالمدارس أو روضات الأطفال، كالتأخر في النطق أو اكتشاف حالات توحد، الأمر الذي يستدعي دائما التأكيد على أهمية المرافقة المبكرة لتحصيل نتائج جيدة.

وردا عن سؤال حول مدى وعي الأولياء بأهمية مرافقة أبنائهم واكتشاف مختلف المشاكل الصحية والنفسية، أكد البروفيسور ثابتي أن الوعي لا زال قليلا، لأن الفكر المنتشر اليوم خارج المدن الكبرى، أن احتياجات الأطفال متوقفة فقط على توفير الغذاء واللباس، وإن ظهر على سلوكه تصرف ما، يجري إخضاعه للعلاج بالأعشاب أو عند الطالب، الأمر الذي يدعونا يقول إلى التكثيف من الأيام التحسيسية والاقتراب أكثر من المواطنين بهدف توعيتهم”. مشيرا إلى أن الوضع العام حول الصحية النفسية والعقلية للأطفال في الجزائر غير معروف، بسبب غياب الإحصائيات، وهو ما يجعلنا عاجزين عن تقييم الوضع.

في السياق، أوضح محدثنا أنه على مستوى مصلحة الشراقة يجري تقديم ما يزيد عن خمسة آلاف فحص طبي في مختلف الحالات، حيث تتم مرافقة الأطفال ضحايا الاعتداء الجنسي والمنكوبين وأطفال التوحد والأطفال من دون هوية وضحايا الطلاق، كلها حالات يجري مرافقتها والتكفل بها على يد طاقم طبي متخصص، ويبقى الإشكال الوحيد الذي يطرح نفسه؛ قلة المراكز المتخصّصة للتكفّل بهذه الحالات، لأن الطاقم الطبي موجود ويتميز بالكفاءة.

في إطار التوعية والتحسيس، تحدث البروفيسور ثابتي عن جملة من الأعراض الشائعة التي تتطلب الانتباه إليها، من الأولياء أو حتى من طرف القائمين على العملية التربوية، ممثلة في الأساتذة والمربين، ومنها ـ مثلا ـ عدم تواصل الطفل مع الآخرين وتفضيل العزلة، امتناعه عن النوم، التبول في الفراش في سن المراهقة، التدخين، التعامل بعنف وغيرها من الحالات التي تتطلب استشارة، هذه الخطوة يقول ينبغي العمل عليها، لكن عادة ما يخافها الأولياء، في الوقت الذي تلعب دورا هاما على الأقل للاطمئنان على صحة الطفل، وإن كان يحتاج إلى المرافقة تجري مرافقته والتكفل به في وقت مبكر”.