الحرفي في السلالة التقليدية حميد العجالي:

غلق سوق السلالة بدلس أثر على تسويق منتوجنا

غلق سوق السلالة بدلس أثر على تسويق منتوجنا
  • القراءات: 731
 حنان. س حنان. س
تشتهر المنطقة الشرقية لولاية بومرداس، وتحديدا بلدية دلس، بممارسة حرفة السلالة التقليدية التي عادة ما تكون متوارثة في نطاق العائلة الواحدة، هذا ما أكسب المنطقة شهرة وطنية، إلا أن بعض الحرفيين يشتكون من تراجع هذا الإرث التقليدي بسبب غلق سوق السلالة بدلس وتعويضها بسوق يومية لبيع الخضر، وهو ما يعرض الحرفة لخطر الاندثار..
التقت "المساء" بالحرفي في السلالة التقليدية، السيد حميد لعجالي، على هامش معرض الزيتون وزيته المقام مؤخرا ببني عمران، حيث عرض الحرفي الكثير من المصنوعات اليدوية من "الدوم"، ومنها القفف و"المظلات" (قبعات عريضة عادة ما يستعملها الفلاحون) وحتى "الحصائر" والأطباق التي عادة ما تُستعمل لحفظ الخبز أو الحلويات التقليدية..
وتحدث الحرفي بكثير من الأسى عن حرفته اليدوية التي يؤكد أنها تعود إلى سنوات طويلة خلت، بل إنها ضاربة في القدم بمنطقة دلس التي ارتبط صيتها لسنوات بهذه الحرفة التقليدية، كونها المدينة التي تحصي حوالي 300 حرفي يتقنون فن السلالة التقليدية، حسب تأكيد الحرفي، موضحا: "أتأسف اليوم للحالة التي آلت إليها هذه الحرفة التقليدية، خاصة بعد أن أقدمت السلطات المحلية على غلق سوق السلالة بدلس قبيل 10 سنوات تقريبا وحولتها إلى سوق يومية لبيع الخضر والفواكه، وبذلك، قتلت هذا الفن التقليدي وأثرت كثيرا على مردودنا كحرفيين، بل حتى سوق الخضر تم غلقها بسبب عدم إقبال المواطنين عليها"، يقول السيد لعجالي موجها نداءه للسلطات المحلية في ولاية بومرداس ولوزارة السياحة والصناعة التقليدية من أجل إعادة فتح سوق السلالة التقليدية عاجلا لتسهيل عملية بيع المنتوج الحرفي.
يقول حميد لعجالي عن نفسه؛ إنه واحد من الحرفيين القلائل المتشبثين بفن السلالة التقليدية، ويعمل على حمايتها من الزوال بتلقينها لأفراد عائلته من الشابات والشباب الذين يعملون بدورهم على توريثها لأجيال لاحقة، "فهذه حرفة الأجداد التي تعلمناها منهم منذ أكثر من 60 سنة، لكن ندق اليوم بشأنها نواقيس الخطر، فإذا كنا نعمل على استمالة رغبات الشباب لتعلم فنونها اليدوية بهدف تأصيلها لديهم، بالتالي الحفاظ عليها، فإن إشكالية تسويق المنتوج تطرح بشدة في هذا الجانب، فكل حرفي بدلس يعمل في ورشته في المنزل والتسويق اليوم مقتصر على المعارض والصالونات، أو طلبات من زبائن يعرفوننا، وبهذا نسجل تراجعا كبيرا في الإقبال على حرفتنا، خاصة بعد غلق سوق السلالة، كما ذكرنا، مع العلم أن هذه الحرفة تعتبر المورد الأساسي لرزق عائلتي"، يقول حميد لعجالي.
ويطمح الحرفي إلى تسويق منتوجاته اليدوية مستقبلا بمختلف ولايات الوطن، خاصة في المناطق الجنوبية، حيث يكثر الطلب على مثل هذه المصنوعات المتلائمة مع الطبيعة الصحراوية، قائلا بوجود فرق كبير بين السلالة بسعف النخيل والسلالة المعتمدة على "الدوم"، كون هذا الأخير أقوى وأمتن وحجمه أكبر من سعف النخيل.