عمار مايدة إمام مسجد الينابيع لـ"المساء":

غرس الوطنية في النفوس من أساليب محاربة ظاهرة” الحرقة”

غرس الوطنية في النفوس من أساليب محاربة ظاهرة” الحرقة”
عمار مايدة إمام مسجد الينابيع
  • القراءات: 762
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

تتصدر الصحف الوطنية ـ للأسف ـ أنباء مأساوية لشباب اختار الهجرة غير الشرعية أو "الحرقة" في قوارب الموت، أملا في حياة أفضل في الضفة الأخرى، وهو ما لا يحدث، فبعد اجتيازهم بضعة أميال، تذهب الأمواج بأرواحهم تاركة أثار الحرقة في قلوب أوليائهم  التي لا يمكن للزمن أن يمحوها. ولمجابهة هذه الظاهرة، يقول إمام مسجد الينابيع "الجهاد الأكبر" ببلدية بئر مراد رايس، الأستاذ عمار مايدة، أن ترسيخ المواطنة وتحبيب الوطن للطفل كفيل بمحاربة الأمر،  وهي حماية على المدى البعيد.

لا يختلف اثنان على أن الوطن أغلى ما نملك، ومهما بذلنا لأجله لن نوفيه حقه، وحق تضحيات شهدائنا الذين دفعوا أرواحهم ثمن الحرية التي نعيش في ظلها، ونحيا تفاصيلها على أرض هذا الوطن الذي أكلنا من خيراته، وترعرعنا فوق أرضه وبين جنباته، ويوفر لنا أيضا الأمن والأمان، مع التأكيد على أن لكل دولة مشاكلها والصبر والعمل والاجتهاد يحل الكثير من المشاكل والانشغالات، وفي هذا الخصوص يقول الإمام مايدة، إن ديننا علمنا رد الإحسان بالإحسان، عن طريق رد الجميل، فالوطن قدم لنا الكثير، وعلينا رد ذلك الجميل عن طريق تقدير واحترام ممتلكات الوطن، والدفاع عليه إذا تطلب الأمر والغيرة عليه وليس التخلي عنه عند أول أزمة.

قال عمار مايدة، إن تخلي الأولياء عن الدور التربوي هو الذي فاقم هذه الظاهرة في مجتمعنا العربي الإسلامي، الذي كان لا يعرف هذه الآفة في سنوات ولت، ويقول المتحدث "المنطلق الأساسي وبمنطق علم النفس، فإن الإنسان يتبرمج من قبل الوالدين من خلال ما يقال للطفل، ثم ما يقال عنه، وما يقوله هو لنفسه، بعدها يأتي دور المحيط والمجتمع، فالحصانة التي يمدها الوالدان للطفل الذي يكون عبارة عن وعاء فارغ ينتظر أن يملأه أحد لغرس القيم العالية منذ نعومة أظافره في سن جد مبكرة، وليس عند بلوغه سن 12 أو 15 سنة، هي الحصانة التي تساعده في بناء شخصية واعية ومتزنة، فالمربي في سن مبكرة يكون هدافا، وإذا تأخر في ذلك يصبح له دور "حارس المرمى"، على حد تعبير الإمام.

يضيف المتحدث أن كل ما يتم غرسه في الطفل سيُحصد بعد فترة، مستشهدا بالمقولة الشهيرة لستيفن كوفي، الذي شبه العملية التربوية بعملية غرس، ووصفها بمزارع نبات الخيزران، حيث يتم غرس والعناية بهذه النبتة لفترة أربع سنوات دون أن تخرج من باطن الأرض، ويسقيها يوميا دون أن ييأس إلى غاية السنة الخامسة، فتطل تلك النبتة وتتعالى إلى ستة أمتار في نفس السنة، وهذا دليل على فائدة الصبر على الأمور، وهو نفس الشأن ـ يقول الإمام ـ بالنسبة للطفل الصغير الذي يلعب الأولياء دورا في غرس العديد من القيم لديه، منها حب الوطن، ويتم ذلك ـ حسب محدثنا ـ بنقل المفاهيم الوطنية لدى الصغار، وتوعيتهم بتاريخ وطنهم وإنجازاته، وتثقيفهم