رغم النقائص

غابة باينام وجهة العائلات الباحثة عن الهدوء

غابة باينام وجهة العائلات الباحثة عن الهدوء
  • القراءات: 3399
رشيدة بلال رشيدة بلال

تعرف غابة باينام الواقعة بأعالي بلدية بوزريعة بالعاصمة، توافد أعداد كبيرة من العائلات للاستمتاع بالهواء العليل والتجول بين أشجارها الممتدة على مساحة شاسعة والاستمتاع بمناظرها الخلابة المطلة على بحر بلدية بولوغين. ورغم أنّ الغابة تستقطب اهتمام عدد كبير من الزوار لاعتبارات مختلفة، غير أنها لا تزال تعاني الكثير من النقائص من حيث التهيئة، الأمر الذي أثار حفيظة عدد كبير من الزوار من عشاق الطبيعة.

تستقطب غابة باينام، طيلة أيام الأسبوع اهتمام  مختلف الشرائح العمرية الذين يقصدونها من بعض البلديات المجاورة على غرار بني مسوس، الشراقة، الأبيار، عين البنيان والجزائر الوسطى وحتى بعض البلديات البعيدة على غرار الحراش، وهو ما وقفت عليه المساء لدى احتكاكها ببعض العائلات عقب زيارتها مؤخرا لهذا المتنفس الطبيعي.

وحسبما تردد على ألسنة بعض الزوار، فإنّ السبب في اختيارها دون غيرها من المساحات الخضراء على قلتها بالعاصمة لقضاء بعض الوقت، هو امتداد مساحتها كونها بعيدة عن الضجيج، كما تمنح زائريها شعورا بالانتعاش والراحة، حتى وإن كان الجو حارا، كونها تطل على البحر، وعلى حد تعبير رب عائلة من بلدية بني مسوس، فإنّ أكثر ما يشده إليها كونها مطلة على البحر، حيث يقصدها رفقة أطفاله كل نهاية أسبوع لتناول وجبة العشاء وفسح المجال واسعا للأطفال للعب واللهو، بينما اختارها البعض الآخر من أجل ممارسة الرياضة، وذلك بالجري في أحضان الطبيعة على الرغم ـ على حد قول بعض الشباب ـ من أنّ الممرات المخصصة للركض أكل عليها الدهر، إلاّ أنها تظل أفضل مكان لممارسة بعض الحركات الرياضية وعلقوا نضطر في ذلك للاستعانة ببعض الأشجار من أجل ممارسة بعض الحركات.

متعة تنغصها النقائص

رغم أنّ أغلب المستجوبين عبروا عن إعجابهم بالغابة كفضاء طبيعي ينتشر فيه الأمن وتقصده العائلات للهروب من حرارة الشمس الحارقة بالصيف، إلا أنّ افتقار الغابة لبعض المرافق أثّر عليها.. ولعلّ أولى الملاحظات التي أبداها عدد كبير من الزوار، افتقار الغابة لسياج يحيط بها، حيث يكون رب الأسرة ملزما بحراسة أبنائه خوفا عليهم من التعرض لبعض الحوادث، لا سيما أن الطريق الفاصل بين الغابة والطرف الثاني منها شهد عدد من الحوادث التي راح ضحيتها أطفال نتيجة الجري وراء كراتهم أو في محاولة منهم لقطع الطريق في غفلة من ذويهم.

في حين أبدى البعض الآخر تذمره من كون المرافق المخصصة للعب الأطفال كلها قديمة وتعاني الاهتراء، الأمر الذي جعلها تتحول إلى مصدر خطر على الأطفال بسبب تحطم بعض أجزائها والصدأ الذي طالها من كل جانب، الأمر الذي حرم  بعض الأطفال من الاستمتاع بها على غرار الزحليقة و«الأرجوحة التي لم يبق منها غير الهيكل، من جملة التصرفات التي أثارت غضب بعض زوار الغابة، التواجد العشوائي لبعض المراهقين الذين يقومون بكراء الأحصنة الكبيرة والصغيرة، من أجل التجول في الغابة وبين العائلات، الأمر الذي قد يعرض الأطفال للخطر، وهو ما جاء على لسان مواطنة أكدت في معرض حديثها أن شابا كان يمتطي حصانا، وجد صعوبة في التحكم به، الأمر الذي كاد يتسبب في كارثة، حيث أوشك الحصان على سحق ابنتها التي لم تتجاوز الأربع سنوات، التي اتجهت نحوه بدافع الفضول في الوقت الذي كان فيه الشاب الذي يمتطيه يحاول السيطرة عليه. وبالمناسبة، دعت الجهات المشرفة على هؤلاء الشباب لتنظيم عملهم، خاصة وأنّ وقوع الحوادث في مثل هذه الحالة قائم في غياب مرفق صحي بالغابة.

بينما أشارت مواطنة أخرى إلى أنّه، في غياب المرافق المخصّصة للعب الأطفال، يضطر الأولياء إلى دفع مبالغ مالية من أجل تمكين أبنائهم من اللعب في بعض الألعاب التي يتم نصبها في الغابة كلعبة النط على البساط إذ أن المبالغ المدفوعة حسبها مبالغ فيها بالقياس للوقت الذي يمضيه الطفل في اللعب، فضلا عن أن بعض الألعاب المستعملة قديمة وتغيب فيها معايير السلامة، ولولا إصرار الأطفال عليها بدافع التقليد والرغبة في التجربة لما سمحت هم بتجربتها.

مرافق قليلة وأغلبها مغلق     

من جملة النقائص التي أساءت إلى غابة باينام حسبما جاء على لسان عدد من زوار الغابة، قلة المرافق، إذ لا يجد زوارها أكشاكا يقتنون منها بعض المستلزمات، حيث تحوي فقط على مرفق واحد يبيع بعض المواد الاستهلاكية بأسعار تفوق قيمتها، بينما بعضها الآخر يظل مغلقا، الأمر الذي جعل كلّ العائلات التي تقصدها تجلب معها ما تحتاج إليه من أكل، لاسيما وأنّ جلّ العائلات تحبذ تناول وجبة العشاء في الهواء الطلق، غير أنّ نفاذ بعض المواد الاستهلاكية كالماء مثلا، يكون من الصعب العثور على مكان لاقتناء ما قد تحتاجه، الأمر الذي دفع بالبعض إلى مناشدة الجهات المعنية الالتفات إلى هذا المتنفس الطبيعي وتزويده بعدد من المرافق  الخدماتية الضرورية لاسيما وأنّه يشهد حركية كبيرة طيلة موسم الصيف.

غياب الثقافة البيئية يسيء للغابة

أغلب زوار الغابة هم من العائلات، حيث يقصدونها مرفقين بأبنائهم للعب واللهو.. وتجلب كل عائلة ما يلزمها من طعام. ورغم أنّ الجهات القائمة على الغابة حرصت على تزويدها بعدد من الحاويات المنتشرة في كلّ أرجائها، إلا أنّ ضعف ثقافة الحفاظ على البيئة جعل بعض الزوار يلقون نفاياتهم في كل مكان، خاصة ما تعلّق منها بقارورات المياه وأكياس الشيبس و«البسكويت وعلب المثلجات وحتى حفاظات الأطفال، وهي في أغلبها من المواد البلاستيكية التي لا تتحلّل في الطبيعة، الأمر الذي شوّه منظر الغابة وجعل الجلوس في بعض الأماكن غير ممكن. من أكثر السلوكات غير الواعية هي تلك التي تصدر من بعض العائلات أو الشباب الذين يختارون طهي عشائهم في الهواء الطلق، حيث يقومون بإشعال النار لشيّي اللحم، الأمر الذي يجعل الغابة عرضة للحرائق، وهي عادة سلوكات تحرص مصالح الغابات على محاربتها مع حلول كل موسم صيف.