رغم غلاء الأسعار التي تنقل كاهل الخطيب

عيد العروس عادة راسخة في المجتمع القسنطيني

عيد العروس عادة راسخة في المجتمع القسنطيني
  • القراءات: 5022
شبيلة/ ح شبيلة/ ح
تبقى لعيد الأضحى بعاصمة الشرق، نكهة خاصة ومميزة، لما يحظى به من عادات وتقاليد متوارثة من جيل إلى آخر، ولا تزال معظم العائلات القسنطينية متمسكة بها، سواء من حيث الانطلاق في إجراءات التحضير لهذا العيد بأسابيع عديدة من خلال بعض العادات، كتطهير المنازل واقتناء كل ما يلزم المطبخ من أوان وسكاكين جديدة، أو التمسك بالعادات القديمة الطريفة وغيرها من العادات الأخرى "كعيد العروسة" الذي يعتبر يوما مميزا عند الفتاة القسنطينية المقبلة على الزواج، لما يعنيه هذا الأخير من أهمية ونكهة خاصة.
للأضحية أهمية كبيرة عند العرائس، حيث ألفت الأسر القسنطينية تقديم فخذ الأضحية كهدية يقدمها أهل الزوج لأهل الفتاة المخطوبة، أو أهل العروس المتزوجة حديثا والتي لم يمض على زواجها سنة كاملة، وهي العادة التي يطلق عليها اسم ‘عيد لعروسة’، إذ تقوم أم الزوج بتحضير فخذ الأضحية وإعداد العجائن التقليدية، على غرار ‘التريدة’ و’الشخشوخة’، زيادة على وضع كمية معتبرة من الفواكه المختلفة في سلة مزينة وهدايا خاصة لخطيبة الابن، والمتمثلة في حلي من الذهب أو خاتم أو غيرها من المجوهرات الأخرى، زيادة على شراء ملابس وقارورات عطر لتضاف إلى جهاز العروس، وتقوم بعدها الأم بجمع المقربين لها من نساء العائلة، على غرار جدة العريس وعمته وخالته اللائي يقمن بزيارة أهل العروس في ثاني أو ثالث أيام عيد الأضحى، ليقوم أهل العروس باستقبالهم وإعداد وليمة فخمة وأطباق تقليدية خاصة بالعيد، حيث تستمتع النساء بتجاذب أطراف الحديث، وتكون مناسبة تتأكد فيها الحماة من قيام العروس بتنظيف ‘الدوارة’ و’البوزلوف’ من خلال مراقبتها لأظافر العروس وأسئلة فجائية معروفة لدى الحمات لتطمئن على مصير ابنها مستقبلا،  وهو نفس الشأن بالنسبة للعروس المتزوجة حديثا والتي تقوم والدتها بنفس المراحل التي كانت قد قامت بها والدة العريس أو حماتها أثناء فترة الخطوبة، حيث تقوم الأخيرة بتحضير الهدايا واللحم والعجائن لتقديمها إلى ابنتها المتزوجة حديثا، ولم يمر على زواجها سنة.
عادة عيد العروس لم تندثر بعاصمة الشرق غير أن الظروف الاقتصادية والمادية للعريس أو العروس غيرت القليل من هذه العادة المتوارثة جيلا بعد جيل، خاصة فيما تعلق بالهدايا الذهبية التي تؤخذ للعروس، فنتيجة الارتفاع الجنوني الذي يعرفه هذا المعدن خلال الآونة الأخيرة الذي أدى إلى تقليص الطلب على المعدن الأصفر، باتت العائلات القسنطينية تفضل هدايا الأكسسوارات والفضيات، على غرار أكسسوارات حريم السلطان التي سحبت البساط من الذهب الأصلي وحتى المقلد بعد أن أصبح الإقبال على شرائها خلال السنوات الأخيرة ينافس الذهب، وأصبح ارتداؤها دليلا على الأناقة، كما أن سعرها في متناول الجميع، حيث باتت هذه الأخيرة من أهم الهدايا التي تقتنيها الحماة أو والدة العروس لجلبها خلال عيد العروس، في حين أصبحت ترى بعض العائلات في هذه العادة مصاريف إضافية تثقل كاهل الخطيب الذي يكون في مرحلة بناء بيته، وإعداد نفسه للزواج بسبب غلاء الهدايا التي تشترطها العروس أو أهلها، حيث حادت عادات عيد العروس، من زيارة بين عائلتي العريس والعروس التي تسودها أجواء مميزة من الفرحة، عن المقصد الذي وجدت له، مما يتسبب في توتر العلاقات بين عائلتي الخطيبين وصلت في بعض المناطق بعاصمة الشرق إلى درجة فسخ الخطوبة بسبب العيد.
ومن العادات الطريفة التي لاتزال تحافظ عليها الأسر القسنطينية، قيام الجدات أو حتى النساء اللائي ورثن عن أمهاتهن عادة حفظ الكتف الأيمن للكبش داخل كيس الدقيق للبركة، وعادة جمع الألسنة إذ تحرص النساء اللائي تأخر أطفالهن عن النطق، على جمع سبعة ألسنة كباش من سبعة بيوت مختلفة مع طهيها وتقديمها لهم، كتفاؤل لتسهيل نطقهم.