ارتفاع عدد الوفيات بسرطان الثدي مرجعه تأخر الفحص
عيادة "منتوري" بقسنطينة تجري 12 ألف كشف مبكر

- 1126

اختتمت الحملة التحسيسية التوعوية حول سرطان الثدي، في إطار شهر أكتوبر العالمي، التي أطلقتها المؤسسة العمومية للصحة الجوارية "بشير منتوري" في قسنطينة، من خلال يوم علمي، تم تنظيمه بجامعة "الأمير عبد القادر" للعلوم الإسلامية، بحضور ثلة من الأساتذة والأطباء المختصين من القطاعين العام والخاص، حيث تم الاتفاق على أن ارتفاع نسبة الوفيات في هذا النوع من السرطان، يعود إلى التكفل المتأخر.
كشف صابر بوبكري، مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية "بشير منتوري"، أن الحملة التحسيسية التي أطلقتها مؤسسته، في إطار تظاهرة "أكتوبر الوردي"، حققت أهدافها، بعد إجراء أكثر من 12 ألف فحص مبكر على نساء من قسنطينة، عبر 10 عيادات جوارية تديرها المؤسسة، مضيفا أن العملية عرفت تجاوبا كبيرا من طرف النساء، في ظل تنامي الوعي وكسر طابو سرطان الثدي، الذي بات يهدد، حسب محدثنا، النسيج الاجتماعي، خاصة أنه يصيب الزوجة والأم، اللتان تعتبران عماد أي بيت، وقال إن التكفل بالمرض في المرحلة الأولى، يعرف نسبة شفاء في حدود 90 ٪، لتتقلص النسبة إلى 50 ٪ في المرحلة الثانية، وأقل من 20 ٪ في الرحلة الرابعة والأخيرة، مضيفا أن اليوم العلمي عرف تقديم 6 مداخلات قيمة من طرف مختصين، بالإضافة إلى تنظيم 6 ورشات توعوية لفائدة نساء الجامعة.
أثنى البروفيسور عبد العزيز سقني، من المركز الاستشفائي الجامعي "الحكيم ابن باديس"، على الدور الكبير الذي يلعبه الطبيب العام في حلقة الصحة، مع التأكيد على أهمية دور المؤسسات العمومية للصحة الجوارية، وطرح مشكل نقص التجهيزات، وعلى رأسها جهاز "الماموغرافي"، الذي يعد من أهم أجهزة الكشف المبكر والتدخل في المراحل الأولية، قبل اللجوء إلى الجراحة، وطالب من الأطباء ببذل مجهود أكبر من أجل وضع دراسة خاصة بالمجتمع الجزائري، حتى يكون التكفل أحسن، كما طالب بتعميم الفحص بـ"الماموغرافي"، خارج مجال النساء المؤمنات اجتماعيا، وتوسيع عمله على مختلف الوحدات الصحية الجوارية، بوجود أطباء مختصين.
العامل الوراثي والحالة النفسية من أهم المسببات
تطرق البروفيسور لحمر منار، رئيس مصلحة الولاية بالمستشفى الجامعي "ابن باديس"، إلى التكفل بمرض سرطان الثدي عند المرأة، بأكبر مؤسسة استشفائية جماعية في عاصمة الشرق، والذي يعد أول سرطان من حيث نسبة الوفايات، رغم أن الثدي من الأعضاء الخارجية التي يسهل مراقبتها، حيث قدم عرضا لخارطة العمل على مستوى مستشفى "ابن باديس"، تنطلق من الكشف المبكر، عن طريق الفحص العيادي والإشعاعي عبر "الماموغرافي" و"الإيكوغرافي"، وأحيانا حتى التصوير بالرنين المغناطيسي (إيارام)، معتبرا أن المستشفى الذي يعمل به، ليس مركز كشف مبكر، لكن يبقى حلقة مهمة في السلسلة.
أكد البروفيسور لحمر منار، خلال مداخلته، أن العمل يكون في المستشفى، عبر العديد من فرق العمل المتكامل، وعلى رأسها خلية المعاينة التي تم وضعها على مستوى مصلحة الولاية، وتضم العديد من الأطباء المختصين في مختلف الأمراض، منها السرطان، والجراحين في جراحة الثدي، وقال إن العلاج يكون حسب تطور المرض، وشمل الجراحة، العلاج الإشعاعي أو الكيميائي، وكذا العلاج الهرموني، كما تحدث عن العوامل الرئيسية للمرض، وعلى رأسها العامل الوراثي الذي يمثل من 10 إلى 15 ٪ من الإصابات، بالإضافة إلى العامل النفسي والمشاكل الاجتماعية، التغذية وكذا العمر والتلوث والمريضات اللائي أجرين علاجا إشعاعيا من قبل، وقال بأن الكشف المبكر عادة يبدأ بعد 50 سنة إلى 69 سنة، مضيفا أن الأمر أصبح في سن 40 سنة، بعد الانتشار الكبير للمرض في الجزائر، مع إعادة الكشف كل سنتين.
أضاف البروفيسور لحمر منار، خلال المناقشة، أن نقص هرمون "الميلاتونين"، الذي يتم إفرازه من طرف الغدد في الليل، خلال النوم، وهذا الأمر يكون عادة عند النساء اللائي يضمن المناوبة الليلية، هو عامل من عوامل ظهور المرض، مضيفا أن هناك مشكل عند النساء القادمات من الوسط الريفي، اللائي يأتين بأورام ضخمة بعد العلاج التقليدي، باستعمال أحيانا "مادة الزفت"، واعتبرت الدكتورة فردي نبيلة، من مصلحة العلاج الإشعاعي للسرطان بالمستشفى الجامعي، أن سرطان الثدي من أقل أمراض السرطان خطرا، بسبب تطور أساليب الكشف عنه وكذا تطور طرق علاجه، وقالت إن هناك امرأة واحدة من 8، معرضة للإصابة بالسرطان في الجزائر، وقالت بأن عوامل الخطر تتضاعف 3 مرات عند المرأة التي تكون والدتها قد أُصيبت من قبل.
أكثر من 4 آلاف وفاة سنة 2020 بالجزائر
اعتبرت الدكتورة نزيهة عطوي، من مصلحة علم الأوبئة بالمستشفى الجامعي "ابن باديس"، أن نسبة الوفاة بمرض سرطان الثدي في ازدياد، وفق ما كشفه السجل الوطني، مضيفة أن البلوغ المبكر أو حدوث انقطاع الطمث المبكر، أو ما يعرف بسن اليأس، يزيد في نسبة الإصابة بسرطان الثدي، بين 10 و20 ٪، وقالت بأن أكثر من 19 مليون امرأة عبر العالم، مصابة بالمرض خلال 2020، وأن عدد الوفيات بلغ أكثر من 10 ملايين وفاة، منها 2 مليون حالة جديدة، وسيصل في آفاق 2030 إلى أكثر من 13 مليون وفاة، كاشفة أن الجزائر أحصت أكثر من 22 حالة سنة 3030، مع تسجيل 4116 وفاة، موضحة أن المستشفى الجامعي بقسنطينة سنة 2018، سجل 392 حالة إصابة بنسبة 60.8 ٪ من نسبة السرطانات، و487 حالة سنة 2019 بنسبة 68.5 ٪، وأن المرض أصاب شريحة عمرية بين 16 و99 سنة، بأغلبية سُجلت في شريحة الخمسين، وقالت إن ولاية سطيف، بين سنتي 2014 و2017، احتلت المركز الأول على المستوى الجهوي، متبوعة بعنابة، ثم قسنطينة، التي كانت فيها بلدية قسنطينة في المركز الأول، ثم الخروب وحامة بوزيان.