تبييـــض الأسنـــان..

عيادات تجميل تقدم خدمات حساسة

عيادات تجميل تقدم خدمات حساسة
  • القراءات: 573
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يبحث الكثير من شباب اليوم عن الجمال والأناقة و«الكمال"، بسبب ما يروج له الإعلام من صور لمشاهير وممثلين، لا تعطي دائما الكاميرات الوجه الخفي للحقيقة المخفية وراء تلك الصور، وما قد تسببت فيه مراحل التحول من معاناة جسدية أو نفسية او حتى تكاليف باهظة، نقلت بذلك الى شباب الجزائر صورة نمطية عن الكمال والجمال، ويثت بذلك رغبة غير موصوفة وصعبة المنال أحيانا في التقرب ولو نسبيا من تلك الصور، ولم لا بلوغ جمال حتى وإن كان "سطحيا"، جعل هؤلاء يبحثون عن مختلف معايير الجمال والرقة وتطبيقها على الذات.

ولقد روجت تلك الصور والفيديوهات لمشاهير وأجانب صورا نمطية لمعنى الجمال، أنف صغير ومستقيم، وشفاه ممتلئة وردية، وخدود ممتلئة، وبياض في البشرة، وشعر طويل ولامع، وفك منحوت، ووجنتين بارزتين، وأعين لامعة وبشرة خالية من الشوائب وأسنان ناصعة البياض، كلها تعتبر للبعض أن الوصول إلى تحقيقها سوف يمنح راحة نفسية ويعزز الثقة بالنفس ويزيد من فرص تحقيق حياة سعيدة.

أصبح  تبيض الأسنان وتجميلها يشكل هوسا للكثيرين في الجزائر العاصمة، الأمر الذي دفع الى بروز الكثير من الصالونات التي تعرض خدمة "تبييض الاسنان"، هذه التقنية التي يبدو أن البعض لا حاجة له في الحصول على تكوين خاص فيها ويكفي أن يحوز على آلة تعمل على تبييض الأسنان لفتح عيادة واستقبال الراغبين في العملية التي تتراوح أثمانها بين 2500 الى 4000 دينار للحصة الواحدة.

وللتحقيق في ذلك، توجهنا نحو أحد صالونات تبييض الأسنان ببلدية المحمدية بالعاصمة، اين وجدنا شابا في مقتبل العمر لا يتعدى سنه الـ24 سنة، بملابس رياضية، مستقبلا زبائنه منذ أولى ساعات النهار بابتسامته البيضاء، التي ساعدت في اقناع الكثيرين للإقبال على العملية التي لن تكلفهم الكثير للحصول على ما يعرف بابتسامة هوليوود، أو"هوليوود سمايل"، وفي غياب أي لافتة توضح اعتماده المهنة، أشار الشاب إلى كيفية قيامه بالعملية التي لا تتطلب حسبه اي تحذيرات أو ارشادات طبية قبل أو بعد العملية.

المختص في طب الأسنان وليد شريف: الأسنان تحتاج لمختص وعتاد نظيف

وقد كان هذا عكس ما أكده لنا وليد شريف، مختص في طب الأسنان، الذي أكد أن العملية حساسة وتتطلب مختصا ومنتجات جيدة، مشيرا الى أن النصائح التي يقدمها الأطباء والمختصون قد تكون اكثر أهمية من كل ذلك، لأن ممارستها دون احترام تلك المعايير قد تحول محاولة إصلاح المشكل الى خلق مشكل أكثر جدية.

وقال طبيب الأسنان، إن احترام تلك المعايير هي من مهمة المختص، توضيحها للراغب في تبييض الاسنان أو اجراء أية عملية تجميلية، مثلا كعدم اعتماد بعض تقنيات التبييض على أسنان معالجة بمادة الرصاص لإصلاح التسوس، لأنها ستتسبب بهشاشة الاسنان مباشرة بعد العملية، كما أن تفاعل مادة التبييض مع بعض المواد المستعملة في علاج التسوس، قد تكون مضرة بالصحة، كما أن للمرأة الحامل أو المرضعة عليها تفادي العملية الى حين، مشيرا إلى أن الكثيرين لا يقدمون تلك النصيحة لزبائنهم ويتناسونها ما يجعل ذلك يسيئ الى الجنين أو الرضيع.

وفي الأخير، قال المتحدث لابد من التحقيق في احترافية تلك العيادات وحيازتهم على رخص تسمح لهم ممارسة نشاطهم وعدم الركض وراء تكاليف تلك العمليات التي قد تكون مغرية للبعض وتجعلهم يقبلون على العلاج دون البحث عن تفاصيله.