في انتظار فتح الحدود واستئناف الملاحة الجوية

عودة ”محتشمة” لنشاط وكالات السياحة بالجنوب

عودة ”محتشمة” لنشاط وكالات السياحة بالجنوب
عودة ”محتشمة” لنشاط وكالات السياحة بالجنوب
  • القراءات: 1204
و. أ و. أ

استأنفت وكالات السياحة والأسفار التي شملتها تدابير المرحلة الأولى من رفع الحجر الصحي، نشاطها بشكل ”محتشم” بولايات جنوب البلاد، في انتظار إعادة فتح الحدود وعودة حركة الملاحة الجوية، حيث لقيت خارطة الطريق التي وضعتها الحكومة للخروج من الحجر الصحي بصفة تدريجية ومرنة في آن واحد، ابتداء من السابع جوان الجاري، صدى إيجابيا لدى ممثلي هذه الوكالات، إلا أنهم اعتبروا عودتهم للنشاط فعليا، تبقى رهينة إعادة فتح الحدود البرية، وعودة حركة الملاحة الجوية والبحرية، واستئناف إجراءات منح تأشيرات السفر.

يرى في هذا الصدد، مدير وكالة ”فيزا ترافل” للسياحة والأسفار بورقلة، كمال شعيب، أن الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد، تشكل كارثة حقيقية”، لاسيما بالنسبة للوكالات الصغيرة. وأضاف السيد شعيب ”لقد أجبرنا على إلغاء برنامج ثري لرحلات سياحية بالجنوب، لعشرة وفود قادمة من دول أجنبية مختلفة بين شهري مارس وماي”. وأبدى في المقابل ”تفاؤلا” بخصوص تجاوز هذه الأزمة، عن طريق وضع إستراتيجية فعالة لمرافقة وكالات السياحة والأسفار، التي تم تصنيفها من بين النشاطات الاقتصادية والتجارية والخدماتية الأكثر تضررا بجائحة ”كورونا”.

ذكر أن هذه الأزمة الصحية ألقت بظلالها أيضا على عملية التحضير لموسم الاصطياف، التي تتضمن إجراء حجوزات تذاكر السفر جوا، والفنادق وغيرها، تجري بشكل غير مرضي، بسبب الأزمة الصحية الراهنة، مشيرا إلى أن الوزارة الوصية ومختلف الهيئات الأخرى المعنية، على اطلاع تام بانشغالاتنا. ورأى أن هذه الوضعية تدفع إلى ضرورة التفكير بجدية للموسم السياحي القادم.

سياحة المغامرة... منتوج هام يتوجب ترقيته

من بين الاقتراحات المقدمة لترقية العرض السياحي في الجزائر، كما أوضح نفس المتحدث، تبرز سياحة المغامرة، مشيرا إلى أن الجزائر تزخر بقدرات هائلة، من شأنها أن تجعل من بلادنا من بين أهم الوجهات السياحية في العالم -حسب تصنيف المنظمة البريطانية ”بريتيش باك.باكر سوسايتي”، الذي صدر مطلع العام الجاري.

يمكن لهذا النوع من السياحة غير المكلف، ضمان الوجهة الأفضل، خاصة بالنسبة للسياح الأجانب، الراغبين في قضاء جولة سياحية استكشافية ممتعة، والحصول على بعض الراحة والاسترخاء الذي يساهم في تجاوز الضغوطات، والآثار السلبية للحجر الصحي، مثلما أضاف السيد شعيب. من جانبه، ذكر محمد خورارة، صاحب وكالة سياحة وأسفار بتقرت (160 كلم شمال ورقلة)، أن أزمة ”كورونا” كانت ”كارثة” لوكالات السياحة والأسفار، حيث تسببت في إلغاء كل الرحلات المبرمجة داخل وخارج الوطن، بما فيها العمرة، مما نجم عن ذلك، صعوبات مالية على الوكالات التي لجأت إلى الاستدانة من أجل تغطية مختلف النفقات، وعلى رأسها تسديد أجور العمال. دعا نفس المتحدث، إلى إعادة النظر في أسعار الفنادق التي تعد -حسبه- ”مرتفعة جدا”، وتحسين خدماتها غير التنافسية بالمقارنة مع دول أخرى، منوها في نفس الوقت، إلى ضرورة تسهيل الحصول على العملة الصعبة من البنوك لمواجهة المضاربين في السوق الموازية، بالإضافة إلى تسهيل إجراءات تحويل الأموال لفائدة أصحاب الوكالات.

إعادة النظر في أسعار تذاكر الطيران والفنادق

في سياق متصل، شدد محمد باحامو، مسير وكالة ”تيم ميساو” للسياحة والأسفار بتمنراست، المختصة في الرحلات الترفيهية في الأهقار والطاسيلي ناجر، وتنظيم الرحلات نحو مختلف البلدان، على غرار تونس والمغرب وتركيا وأندونيسيا، على أهمية جذب السياح الأجانب على وجه الخصوص، لاسيما من خلال تخفيض أسعار تذاكر الرحلات الجوية.    

أشار أيضا إلى أن السياحة الصحراوية تضررت كثيرا من هذه ”الأزمة الصحية”، مضيفا أن هذه ”الوضعية الصعبة” الناجمة من تفشي جائحة ”كورونا”، دفعت أصحاب بعض الوكالات إلى تسريح عمالها وبيع معدات العمل، كالسيارات والحيوانات ”الإبل”، ناهيك عن الركود الذي شهدته الصناعة التقليدية التي تعتبر مصدر دخل رئيسي لعدة شرائح اجتماعية، على غرار المرأة الماكثة في البيت.

الجدير بالذكر، أن الحكومة حددت خارطة طريق للخروج من الحجر الصحي بصفة ”تدريجية ومرنة” في آن واحد، وأعطيت فيها الأولوية لعدد من الأنشطة، وفق أثرها الاقتصادي والاجتماعي، وخطر انتقال عدوى ”كوفيد ـ 19”، وفي هذا الشأن، حث القائمون على قطاع السياحة، على ضرورة التزام مختلف وكالات السياحة والأسفار المعنيين بهذا الإجراء، بالتدابير الوقائية لمواجهة تفشي فيروس ”كورونا المستجد.

في إطار تقييم موسم السياحة الصحراوية 2020/2019، وتأثير الجائحة على قطاع السياحة. نظم لقاء عبر تقنية التحاضر عن بعد، بإشراف وزير السياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي، حسن مرموري، بحضور مديري القطاع على مستوى 14 ولاية و10 ولايات منتدبة، إلى جانب عدد من المتعاملين الاقتصاديين ينشطون في مجالات السياحة والفندقة. وكان الاجتماع فرصة للمتدخلين لتقديم حصيلة نشاط سنة 2019 /2020، وطرح انشغالاتهم واقتراح الحلول الملائمة، حسب ما ذكرت مديرية السياحة والصناعة التقليدية بورقلة. وقد تم الأخذ في الاعتبار، تلك الانشغالات التي رفعت إلى الوزارة الأولى، التي أبدت ”استعدادها الكامل” في سبيل إيجاد الحلول المناسبة، وفق نفس المصدر.